2 - أن تحفظ في كل يوم ثلاثة أسطر من المصحف فقط، بالطريقة التي تقدمت في القسم الأول، من حيث تصحيحها قبل الحفظ، وتكرارها، وربطها، ومراجعتها كل يوم، وتسميعها، وهذا يعني أنك ستحفظ صفحة كاملة في كل خمسة أيام؛ لأن في كل صفحة خمسة عشر سطرًا، وذلك يساوي ست صفحات في الشهر، فإذا ضربت ست صفحات كل شهر في عشرة أشهر، كان الناتج ستين صفحة -وتركنا شهرًا كاملًا لما قد يعرض لك من الصوارف، والعوارض- وستون صفحة هي: ستة أحزاب، أي: ثلاثة أجزاء، مضافًا إليها ثلاثة أحزاب رمضان، وهذا يعني أنه سيأتي عليك رمضان المقبل – إن شاء الله – وفي صدرك من كلام الله تسعة أحزاب متقنة، يعني: أربعة أجزاء، ونصف الجزء. وتفعل مثل ذلك في السنة المقبلة، وبهذا ستتم حفظ القرآن الكريم في حدود ستة أعوام، ونصف العام.
وإذا أضفت سطرًا واحدًا، وحفظت في اليوم أربعة أسطر فقط، تقلصت مدة حفظك للقرآن إلى خمسة أعوام، ونصف، فقط.
وهذه المدة قد تتقلص كثيرًا إذا علمنا أن الذاكرة الحافظة تزداد قوة، ونشاطًا، بسبب إيقاظها من سباتها، وتقويتها بالقدر الذي تحفظه، وهذا أمر وقفت عله وقوفا، يصل إلى حد الجزم، والقطع به.
ونجاح هذا الأمر يتوقف -بعد توفيق الله وحسن عونه- على المداومة الصارمة على حفظ القدر الذي حددته، وأن تجعله من ضرورياتك اليومية التي تزيد أهميتها على أكلك، وشربك، ونومك، حتى إنك قد تقتطع له جزءًا من نومك، وبقدر المداومة يكون نجاح الخطة، حتى إننا لو تصورنا أن عشرة أشخاص بدؤوا معًا، ففي نهاية السنة سيتضح الفرق جليًا بين المتسابقين بقدر المداومة، والمواظبة. وإياك أن تستطيل هذه المدة، فهي قصيرة جدًا، بالنظر إلى سمو الهدف، وعظمة المقصد.
والذي يقطع عنك دابر هذه الوساوس: أن تعتبر بنفسك أولًا، وبمن حولك ثانيًا، ممن صام عشرين رمضان، وثلاثين، وأقل، وأكثر، من دون تحصيل أي شيء، فستعلم حينئذٍ قيمة ما أنت مقدم عليه.
واعلم أنك في سعيك إلى حفظ القرآن الكريم على خير عظيم، وفضل عميم، على كل حال: إن نسأ الله في عمرك؛ كنت من حفظة كتاب الله -تعالى- وإن مت قبل حفظ القرآن؛ مت على نية حفظه، وبعثت على نيتك، وحشرت مع السفرة الكرام البررة.
واعلم: أن أسوأ أنواع الفشل، وأقبح ضروب الهزيمة: أن لا تحاول أصلًا، وتستصغر نفسك، وتزدريها، وتجعلها أعجز من أن تحقق ما حققه أشخاص قد تكون أنت أقدر، وأجدر من كثير منهم على تحقيقه، وبذلك تظلم نفسك ظلمًا عظيمًا، لا أجد له تفسيرًا إلا أنه ضرب من الحمق، وباب من خيانة النفس، وصلى الله، وسلم، وبارك على عبده، ورسوله محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.
وإذا أضفت سطرًا واحدًا، وحفظت في اليوم أربعة أسطر فقط، تقلصت مدة حفظك للقرآن إلى خمسة أعوام، ونصف، فقط.
وهذه المدة قد تتقلص كثيرًا إذا علمنا أن الذاكرة الحافظة تزداد قوة، ونشاطًا، بسبب إيقاظها من سباتها، وتقويتها بالقدر الذي تحفظه، وهذا أمر وقفت عله وقوفا، يصل إلى حد الجزم، والقطع به.
ونجاح هذا الأمر يتوقف -بعد توفيق الله وحسن عونه- على المداومة الصارمة على حفظ القدر الذي حددته، وأن تجعله من ضرورياتك اليومية التي تزيد أهميتها على أكلك، وشربك، ونومك، حتى إنك قد تقتطع له جزءًا من نومك، وبقدر المداومة يكون نجاح الخطة، حتى إننا لو تصورنا أن عشرة أشخاص بدؤوا معًا، ففي نهاية السنة سيتضح الفرق جليًا بين المتسابقين بقدر المداومة، والمواظبة. وإياك أن تستطيل هذه المدة، فهي قصيرة جدًا، بالنظر إلى سمو الهدف، وعظمة المقصد.
والذي يقطع عنك دابر هذه الوساوس: أن تعتبر بنفسك أولًا، وبمن حولك ثانيًا، ممن صام عشرين رمضان، وثلاثين، وأقل، وأكثر، من دون تحصيل أي شيء، فستعلم حينئذٍ قيمة ما أنت مقدم عليه.
واعلم أنك في سعيك إلى حفظ القرآن الكريم على خير عظيم، وفضل عميم، على كل حال: إن نسأ الله في عمرك؛ كنت من حفظة كتاب الله -تعالى- وإن مت قبل حفظ القرآن؛ مت على نية حفظه، وبعثت على نيتك، وحشرت مع السفرة الكرام البررة.
واعلم: أن أسوأ أنواع الفشل، وأقبح ضروب الهزيمة: أن لا تحاول أصلًا، وتستصغر نفسك، وتزدريها، وتجعلها أعجز من أن تحقق ما حققه أشخاص قد تكون أنت أقدر، وأجدر من كثير منهم على تحقيقه، وبذلك تظلم نفسك ظلمًا عظيمًا، لا أجد له تفسيرًا إلا أنه ضرب من الحمق، وباب من خيانة النفس، وصلى الله، وسلم، وبارك على عبده، ورسوله محمد، وعلى آله، وصحبه أجمعين.