‏في الجنوب لا نجحد ولا نغدر بل نوفي بالعهد

> تسع سنوات انقضت منذ بدء عاصفة الحزم وكان هناك من أنجز مهمته وصدق وعده وأوفى بعهده، وهناكَ من تلكأَ وكذب وغدر بالحليف وخان أهداف الحرب لينال من التحالف العربي.

نعم، لم ولن نجحد وسنذكر بكل فخر ما قدمناه مع التحالف وما قدمه التحالف لنا في الجنوب لكي نتخلص من الحوثي الذي حمل ويحمل وجه مشروع الاحتلال اليمني القبيح للجنوب.

قبل تسع سنوات خاض شعبنا حرب التحرير والدفاع عن الوطن الجنوبي وخارجه ودون أن يحولها إلى ابتزاز أو تجارة حرب بل أرادها حرب تحرير وطن وكان له ما أراد بعد مضي ثلاثة أشهر فقط من بدء الحرب استطاع تحرير عاصمته عدن من جحافل عصابات الحوثي وقوات عفاش في 14 يوليو 2015م وقبلها بأسابيع حرر الضالع في 25 مايو وأثبت للجميع أن عروبة الجنوب ووطنيته حضرت وبقوة في وجه مشروع التمدد الإيراني في المنطقة.

بعد تسع سنوات كنا نعتقد أن الشرعية ستجد في هذا النصر فرصتها لتظهر بعضا من شرعيتها وتمارس عملها كدولة إلا أنها تحولت إلى مجرد هيكل فارغ من أي مضمون إلا من جماعات فساد ونهب، تنمر من خلالها لصوص وفاسدو منظومة عفاش على المال العام أكثر مما كانوا عليه في عهده وترك الجنوب المحرر لعصابات الفساد والإرهاب. بعد تسع سنوات أثبتت قوى الشرعية اليمنية أنها ليست معنية بهزيمة الحوثي ولا في وارد تحرير صنعاء من الحوثي وإنما كانت عبارة عن تجار ومرتزقة حروب يعيثون فسادا على حساب الأرامل والأيتام الموجوعين في داخل البلد وخارجها وليس لهم من مهمة إلا تنمية مكاسبهم الخاصة من هذه الحرب وزيارة أرصدتهم في الخارج.

بعد تسع سنوات لم تشهد أي تحول ميداني في الحرب في محافظات اليمن (الشمال) لهزيمة الحوثي ولم يكتفوا في الشرعية بذلك بل سلموا ما كان تحت سيطرتهم له دونَ قتال، ليثبتوا للجميع أن ما كان يدور هناك من معارك مسرحية ما هي إلا مناوشات محسوبةً الأهداف، ومنها ترتيب تفاهمات في السر والعلن على كيفية منع هزيمة الحوثي ومن ثم عودة قوى النفوذ اليمنية في الشرعية إلى صنعاء كي تعيد هيكلة تقاسم السلطة فيما بينها ومع الحوثي على قواعد جديدة كذلك كان هدفهم إلحاقا أكبر قدرًا من الضرر بالتحالف العربي خدمة لإضعافه في الصراع الإقليمي مع إيران.

وبعد تسع سنوات تغيرت الوقائع كثيرًا على الأرض وأصبحت هي من ستحدد الحلول السياسية القادمة مستقبلًا، لا يستطيع أيا كان تجاوزها، وبالتالي لن يعود الجنوب إلى تبعية صنعاء وإن استمرت هذه الحرب لمائة عامّ قادمة، وإن الجنوب اليوم لم يعد كما كان قبل 2015 م، هذه هي الحقيقة التي لم يدركها بعضهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى