رئيس الوزراء.. زياراتك إلى بعض المرافق غير كافية

> لكن قبل ما أدخل في الموضوع؛ لابد من أن أتطرق إلى شيء جديد ومهم، لفت أنظار الجميع، وأثلج الصدور، على الرغم من أنه ليس في صالح رئيس الوزراء من الناحية الأمنية، فقد رأينا رئيس مجلس الوزراء يمشي بتواضعٍ لوحده في الشارع، لا أطقم ترافقه ولا ما يسبب الزحمة ولا ونانات استفزازية كما تعودنا عليها من مواكب المسؤولين الجدد في عدن في كل الأوقات، وهذا يذكرنا بماضٍ عشناه قبل الوحدة، عندما كان المسؤولون في الجنوب يمشون في الشوارع دون هنجمة وفوضى للناس كما هو حاصل اليوم في عدن.

ونحن هنا لا نشجع رئيس الوزراء أن يستمر على هذا الحال فالوضع غير آمن والحذر واجب من كل جانب على الأقل في الوقت الحاضر، ومع هذا قام بن مبارك بخطوات استكشافية إلى بعض المرافق الحكومية وغيرها ويشكر على ذلك، لكن هذا العمل الاستكشافي الذي قام به من وجهة نظرنا كمواطنين في الحقيقة غير كافٍ وذلك استنادًا لما يعانيه المواطن من آلام شديدة وعديدة في هذه البلاد منذ زمن طويل ولاتزال تلك الآلام والمعاناة حتى اليوم...

طرقات مكسرة ومؤسسات مبعثرة ومنها الكهرباء والمياه والمجاري وموانئ مهملة وبحار تنهب ثرواتها إقليميًّا ودوليًّا وكمان عشوائيا...

وقوانين مفقودة وإن وجدت يتم تنفيذها حسب المزاج خاصة في عدن والكل يغني على ليلاه من المسؤولين في هذه المدينة وكل شيء مكشوف للجميع نهب بالأطقم وإتوات في الطرقات والأسواق وضرائب غير قانونية (عشوائية) حتى إن بعض التجار تذمروا وأغلقوا محلاتهم نتيجة لعمل وتعسف أصحاب الضرائب العشوائي وغير القانوني.

طبعًا هذه مسائل ومشاكل صعبة تريد إرادة وشجاعة من رئيس الوزراء لتغييرها إلى مسارها الصحيح، وقد يصعب عليه هذا التغيير خاصة في عدن كما قد صعب ذلك على كثير من المسؤولين قبله نتيجة لتداخل وتعدد السلطات في عدن وعمق وتجذر الفساد في هذه المدينة، لكننا نتمنى أن يستمر هذا الحماس من قبل رئيس الوزراء مهما كانت الصعاب ويجب التعاون معه من قبل الجميع.

ولابد من البحث عن مصادر دخل جديدة من أجل تأمين المستقبل لهذه البلاد بعيدة عن الاعتماد على المساعدات الخارجية بأي شكل كانت وهي أصلًا في الأخير تعتبر تلك المساعدات ديونًا على البلاد وتشكل تلك المساعدات في النهاية عبئ على المواطن وعيشته.

الأمور صعبة والتحديات كثيرة لكننا لا يمكن أن نظل على هذا الحال وننتظر بعد مدة تعيين رئيس وزراء جديد كما تعودنا على ذلك منذ زمن مضى دون مواقف عملية ومشرفة من قبل رئيس الوزراء (السلف) على الأقل تذكره الناس بخير وتذكر تاريخه وبصماته هذا إن عمل شيئًا ملموسًا للوطن والمواطن.

مرت مراحل وتجارب كثيرة على هذه البلاد وأكثرها مؤلمة ولابد من الاستفادة من سلبيات تلك المراحل وفي الحقيقة على مدار أعوام لم نستفد سوى وزير طلع وآخر نزل والنتيجة فساد في فساد على طول الزمان، وكل ما طلع رئيس وزراء جديد تفاءلنا خيرًا قلنا عسى وربما أن يغير الوضع.. ولكن نكتشف فيما بعد أن تفاؤلنا صار في خبر كان.

وأخيرًا ومن الأفضل أن كل واحد يحافظ على سمعته وتاريخه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى