ولا تسرفوا

> صناديق قمامة تمتلئ ببقايا الطعام الذى يكفى لإطعام أسرة أو أكثر، وأطفال يمسكون هواتف جوالة باهظة الثمن، وينفقون ببذخ يصل إلى حد إحضار الوجبات في المدرسة بالتليفون، وعشرات الجنيهات مصروفهم اليومي، بينما هناك رجال وأرباب أسر لا يجدون ما يسدون به رمق أسرهم، أجهزة مكدسة في البيوت بلا استخدام، وسيارات فارهة تحت أقدام شباب طائشين، لا يقدرون قيمتها، ولم يُجهدوا في الحصول عليها، بينما غيرهم قد لا يجدون ثمن تذكرة الحافلة العامة، فكل ذلك حرام حرام.

الإسراف في الماء (وهو كبيرة من الكبائر)، وكذلك في المأكل والملبس والفراش والأثاث والسيارات وغيرها، مما يسبب أزمات اجتماعية وأسرية كثيرة بسبب هذا الإسراف الذى يعكس جهلًا بالحكم الشرعي السليم.

ويصل إلى حرمة الإسراف حتى في العبادات مثل: تكرار الحج أو العمرة، وضرورة توجيه أموال الحج والعمرة بعد الفريضة - إلى أعمال الخير (كفالة أيتام، أرامل، مرضى، عجزة)، ويكفى أن نعرف أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يحج إلا مرة واحدة، فعلينا أن نعيد النظر في المال في كسبه، وتداوله، وإنفاقه، فالمال مال الله، ونحن وكلاء مستخلفون فيه، نتصرف فيه بحسب إرادة المالك، وترسيخ هذا المفهوم يحتاج إلى عمل تربوي جاد، تتضافر فيه جميع أجهزة التنشئة والتربية.

وربط الشيخ محمد متولى الشعراوي (رحمه الله) الرزق بالإنفاق والانتفاع به، ففي الحديث الشريف يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟» فهذه الأوجه الثلاثة التي حددها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الحديث هي أبواب الرزق بالنسبة للإنسان، فالإنسان ليس له من ماله إلا هذه الأوجه الثلاثة، ثم بعد ذلك ما يملكه ليس رزقه ولا ماله، إنما هو مكلف - دون أن يدرى - بمهمة توصيل أقدار الله لبعض خلق الله.

وأضاف أن الصدقة رزق، لأنها ينتفع بها برغم أنها في ظاهرها أخذ من مال الإنسان المتصدق، لكنها رزق معنوي، ينتفع به الإنسان في الدنيا والآخرة، وهذا ما يسمى رزق القيم، الذى يحفظ حركة الحياة من الشراسة، والعنف، والظلم، والإسراف الترف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى