المسلمون في المانيا

> بسبب هجرة العمالة في الستينيات ووفود العديد من اللاجئيين السياسيين منذ السبعينات أصبح الإسلام دينًا واضحًا في ألمانيا، ووفقاً للتعداد الوطني الذي أجري في عام 2011م فإن 1.9% من سكان ألمانيا (أي ما يقارب 1.5 مليون شخص) أعلنوا أنفسهم كمسلمين، وبالرغم من ذلك فإن هذا الرقم لا يعطي العدد الحقيقي لعدد المسلمين هناك حيث أن العديد ممن تم سؤالهم عن ديانتهم استخدموا حقهم في عدم الإجابة عن السؤال. ووفقاً لتقدير أجري في عام 2015، تبين وجود 4.4-4.7 مليون مسلم في ألمانيا (أي ما يقارب 5.7- 5.4 % من السكان)، وبحسب المكتب الإحصائي الألماني فإن 9.1% من المواليد الجدد في ألمانيا لديهم آباء مسلمون في عام 2005. ووفقا لمركز بيو، فقد بلغ عدد المسلمين في ألمانيا نحو 5 ملايين سنة 2016 (6,1% من السكان)، ومن المتوقع أن ترتفع النسبة بحلول 2050 إلى 8.7% على الأقل (في حالة افتراض عدم حدوث أي هجرة لألمانيا)، ويعود ذلك في المقام الأول لأن المسلمين في ألمانيا أصغر بكثير من غير المسلمين - مع معدل أعمار يصل إلى 31 عام بالمقارنة مع الألمان (47 عاما) في عام 2016، ولأن النساء المسلمات لديهن عدد أكبر من الأطفال (1.9 في المتوسط) بالمقارنة مع غير المسلمين في ألمانيا (1.4).

ويتركز المسلمون في المدن الصناعية الكبرى الواقعة في ما كان يعرف بألمانيا الغربية وفي مدينة برلين والتي يوجد بها وحدها نحو 220 ألف مسلم. ومع ذلك فإن في ألمانيا (وكذلك الأجزاء الألمانية من سويسرا والنمسا) وعلى خلاف معظم الدول الأوروبية الأخرى يوجد بها أعداد كبيرة من المسلمين في المناطق الريفية من البلاد.

وقد استقر المسلمون في ألمانيا بأعداد كبيرة على وجه الخصوص في ستينات القرن العشرين عندما استعانت ألمانيا بالعمالة التركية للمساهمة في إعادة بناء ألمانيا في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية. كما قدم الكثير من المسلمين إلى ألمانيا في السبعينات على شكل موجات من اللاجئين السياسيين. ومع ذلك فإن بداية احتكاك ألمانيا بالإسلام والمسلمين يعود إلى قرون سابقة.

ويوجد في ألمانيا فعليًا 147 مسجدًا حاليًا. وكان أول اتصال الألمان بالعالم الإسلامي أيام الحروب الصليبية، فلقد اشترك الألمان في هذه الحروب، ولم تجتمع الجماهير الألمانية بالجماهير المسلمة إلا إبان الحرب العالمية الأولى عندما تحالف الألمان مع الأتراك العثمانيين وتغيرت فكرة الألمان عن الإسلام، وفي نهاية الحرب العالمية الأولى أطلق سراح بعض الأسرى المسلمين ففضل الكثير منهم العيش في ألمانيا، كما توافد على ألمانيا عدد من التجار والعمال المسلمين، وأخد عدد قليل من الألمان يعتنقون الإسلام.

وبعد الحرب العالمية الثانية قدمت من شرق أوروبا موجة من اللاجئين المسلمين وهرب جنود مسلمين من الجيش السوفيتي إلى ألمانيا، كما هاجر العديد من الأتراك من الاتحاد السوفيتي إلى ألمانيا الغربية، وهاجر إلى ألمانيا العمال الأتراك والمغاربة واليوغسلاف، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الطلاب المسلمين الذين يدرسون في الجامعات الألمانية، ويقدر عدد المسلمين في ألمانيا أكثر من 3 ملايين مسلم. وينتشر المسلمين بالمناطق الصناعية وفي منطقة برلين، وأخن، وهانوفر، وفرانكفورت، وميونخ، ونورنبرغ، وهامبورغ، ويشكل عدد المسلمين 3% من سكان ألمانيا.

يوجد في ألمانيا حوالي 400 هيئة ومؤسسة إسلامية، وعشرات من المراكز الإسلامية، التي توجد في معظم الدول الألمانية التي تهدف إلى توثيق الأخوة الإسلامية وتزويد المسلمين بالكتب الإسلامية، وفتح المدارس الإسلامية، وترجمة أمهات الكتب الإسلامية إلى الألمانية وإصدار الدوريات الإسلامية والحفاظ على الهوية الإسلامية. ويوجد في ألمانيا أكثر من 300 مسجد منتشرة في المدن الألمانية الكبرى.

وتشير التقديرات الرسمية إلى وجود 2500 مصلى في ألمانيا الكثير منها هي عبارة عن مجرد غرفة لأداء الصلاة، ويوجد الآن 18 مسجدًا رسميًا في ألمانيا تم إنشاؤها في الأصل كمساجد. تقدر المواقع الدينية الإسلامية (مثل المساجد والمواقع الدينية الأخرى) بما يتراوح بين 1000 و 1200. تم هدم معظم هذه المساجد مؤقتًا وتقع في الغالب في أماكن مستأجرة أو مصانع أو مستودعات.

يتلقى المسلمين تعليمهم الإسلامي في بعض المدارس الملحقة بالمساجد أو المراكز الإسلامية أيام العطلات وبلغة الجالية التي شيدت المسجد أو المركز. وهي غير كافية وينقصها التوحيد في البرامج الدراسية. كما توجد أماكن للصلاة في بعض الجامعات الألمانية، وتقام معسكرات صيفية للطلاب المسلمين في ألمانية.

وأثار قرار السماح للمحجبات بالعمل في مدارس برلين أخيرا -بعد حظر استمر نحو 20 عاما بموجب قانون الحياد- ارتياحا بين المسلمين في ألمانيا. وكان منع المحجبات من العمل في أماكن مختلفة في البلاد يُعده كثير من أبناء الجالية المسلمة نوعا من التمييز ضدهم.

وخلال شهر رمضان، يعيش المسلمون في المانيا أجواءاً روحانية وطقوسا تميزه عن باقي أشهر السنة، وهو ما قد تفتقده الجاليات المسلمة في كثير من بلدان المهجر. ولتفادي ذلك، تقوم المساجد والمؤسسات الإسلامية في أوروبا بالترتيب لفعاليات دينية خلال شهر الصيام من ضمنها تنظيم صلاة التراويح، وفعاليات ثقافية كالإفطارات الجماعية ومسابقات في مجال حفظ القرآن وتجويده للأطفال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى