الخيار الأخير

> الكثير من المعطيات تؤكد أن خيار الدولة الجنوبية هو آخر الخيارات سواء بالنسبة للكثير من السياسيين الجنوبيين الذين لا يكترثون لمعاناة شعبهم الذي يعاني وبقسوة من وضع معيشي غاية في الصعوبة وتوالي السنوات لا يبدو كافيًّا لرفع المعاناة عن الجنوب الذي يعيش خيبات أمل كثيرة جراء انسداد الأفق وعدمية الشعور بمعاناته سواء من الداخل الجنوبي بأطيافه السياسية المتناقضة والتي تحمل في طابعها صورة الماضي بكل تفاصيله حتى أن معطاها الهزيل على صعيد الوضع جعلها تستمتع باستمرار مأساة شعبنا على هذا النحو المؤسف من منظور ما شكل لهم الحال من مثالية في الكسب السريع الذي حتمًا لن يتحقق بهذا المستوى في حال استعادة الدولة في حين أن الإقليم والعالم يتجاهل الوضع الإنساني غير المسبوق في معيشتنا وحالة غياب الدولة الذي ولد بؤرًا كارثية لا يمكن التعافي منها على المدى القريب.

خيار الحل المنطقي هو في سلسلة الحلقات الأخيرة لهؤلاء ممن يرجحون مصالحهم حالة ترحيل غير واقعية للحل تنامت معه كل الشرور بما فيها شرور الداخل الجنوبي التي يمارس رموزها كل أنماط المواربات ويبحثون عن نقاط عدم التوافق وترجيح مصالح شعب قدم الألاف من الضحايا في مسار قضيته التي هي حق مشروع.

ومما لاشك فيه أن طول المرحلة مع وطأة المعاناة وغياب الحلول السياسية العادلة عوامل عكست نفسها على الشارع الجنوبي التي تعاظم حجم معاناة أهله أمام واقع بهذا المستوى من الصعوبات لا يمكن لأي فصيل سياسي ممارسة الإقناع بسياساته إن لم تكن تعطي أجوبة منطقية مقترنة بنجاحات على صعيد استعادة الدولة السبيل الوحيد الذي بدونه سنظل ندور في حلقات مفرغة وحلول ترقيعية كما تبين في أداء الحكومات المتعاقبة.

وهنا يبرز السؤال التالي هل المرور عبر ما شكل الحال من دمار وأسى وإفقار وتردي وجه الحياة طيلة سنوات العقد المنصرم هو خيار الإقليم والعالم للحل؟

وعلينا البقاء تحت تلك الوطأة التي تشير معطياتها بلوغنا أعلى درجات الانحدار على كافة الصعد الحياتية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى