إكسير الحياة

> نقلت لنا وسائل مختلفة أن هناك (24) مكونا سياسيا عقدوا لقاء في العاصمة عدن برعاية المعهد الديمقراطي الأمريكي (ndi) ولم يحمل الخبر من هي هذه المكونات ولا وضوح عن فحوى اتفاقها.

للمعهد الديمقراطي الأمريكي (ndi) بصمات ملموسة في نشر ثقافة الممارسة الديمقراطية في الشمال والجنوب على مدى سنوات، بما في ذلك سنوات ما بعد الوحدة وما بعد غزو 1994م وما بعد ثورة شارع الستين وحتى خلال سنوات الحرب الأخيرة التي لم تضع أوزارها بعد، وكل الأحزاب والقوى السياسية تمتعت بفرص من نشاط الـ (ndi) وإن بدرجات متفاوتة.

لا نقلل من الأطراف المشاركة في اللقاء ولا من حقها في المشاركة في رسم ملامح المستقبل، لكننا ندرك تفاوت أدوارها في الحرب وحتى في موقفها من هذه الحرب والاختلاف العميق بينها فيما يخص بعض القضايا وعلى رأسها القضية الجنوبية، بل قد يكون للخصوم مواقف متقدمة مقارنة بمواقف بعض الأطراف المشاركة في لقاء الـ (ndi)، على أن هناك ما ينبغي ذكره وهو أن وجوها نسيناها كانت حاضرة وكأن اللقاء قد أعاد لها (إكسير الحياة)، كما يحدث حين يبعثر أحدنا في كراتين الخردة حين يعمل على إصلاح شيء في المنزل.

يقول آلله تعالى في كتابه الكريم (وقل اعملوا) ويقول في الإنجيل (يساعد الله من يساعد نفسه) ولا أدري هل ورد شيء شبيه في التوراة، وعلى ذلك فالأولى بهذه القوى أن تقبل بالحوار مع بعضها أولا، وأن تقر بحق كل طرف وفي المقدمة تقرير مصير الجنوب بشكل واضح وصريح.

سيقول قائل ولكن ذلك ورد في الفقرة الأولى ونحن بدورنا نقول: إن مصطلح قضية الجنوب تلوكه الألسن منذ 1994م وهي كلمة مطاطة، فحتى رفع المظالم لم يتم منها شيء، ويكفي أن تعلموا أن معالجة قضية المبعدين عن وظائفهم قسرا لم تر النور رغم مرور ثلاثة عقود من وضعها على الطاولات.

عجبت لقوم يرفضون الحوار مع بعضهم لرسم ملامح مستقبل أوطانهم (الداخلون في المكسب، الخارجون من الخسارة) ثم يتسابقون على تلبية دعوات الأصدقاء، ومع كل ذلك فشكرا لجهود الـ (ndi) التي نحترمها، ولا عزاء لأولئك الذين شاركوا في اللقاء وسيعودون بعده إلى ممارسة اللعبة، التي يجيدونها، وهي المماحكات والإساءة لبعضهم وللآخرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى