إخواني العمال..

> الأول من مايو، يومٌ كان له معنى وقيمة وعيد.. يومٌ كان عمال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ينتظرونه على أحر من الجمر، ليس لأنه يوم إجازة عن العمل، بل لأن في هذا اليوم كانت الدولة تقيم الاحتفالات والعروض الرياضية والكرنفالية التي يشارك فيها عمال قطاعات العمل المختلفة، باستعراض إبداعاتهم، من خلال المجسمات المعبرة عن المهن ومجالات العمل المختلفة، كما كانت تصدح في هذا اليوم المشهود، حناجر كبار الفنانين بالأغاني الثورية والوطنية الحماسية التي يتفاعل معها الشعب بسعادة كبيرة وترقص الأجساد مع أنغام الموسيقى في قاعات الاحتفالات وفي الشوارع الرئيسية وفي (ستاد) الحبيشي أو في ساحة العروض.

يومٌ من الدهر.. كانت الدولة تُكرّم فيه أبرز العمال والموظفين، ذكورًا وإناثًا، في مختلف المصانع والمعامل والمرافق الخدماتية، لتحفيز العمال الآخرين والاقتداء بزملائهم. كان التنافس الشريف بين العمال على أشده، طوال العام، من أجل هذا اليوم العظيم.

يومٌ من الدهر.. عشناه أكثر من عقدين من الزمن (1969م/1994م) وبعد ذلك أضحى ذكرى تغلفها حسرة.

إخواني العمال.. اطلبوا الرحمة على ستين مصنعًا تم إغلاقهم في وجوهكم، بعد عام الطامة واحتلال الجنوب بقوة السلاح وقتل وتشريد أبنائه وتم التخلص منكم؛ فمنكم من مات كمدًا وحسرة وألمًا وجوعًا وفقرًا ومرضًا ومنكم من عاش تنهشه الحسرة ويشقيه البؤس وانتظر اللحاق بمن سبقوه إلى تحت الثرى. ومنكم ما زال بين ظهرانينا، تقتحمه الذكريات الجميلة الممزوجة بالحنين إلى ذلك الزمن الذي لن يعود..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى