يتحدث مارك مانسون في كتابه (فن اللامبالاة) الآتي: وهنا اقتبس منه: (إن ما هو حقيقي من الناحية الموضوعية فيما يتعلق بوضعك أقل أهمية من كيفية نظرتك إلى ذلك الوضع، ومن الكيفية التي تختارها لقياسه وتقييمه، قد تكون المشكلات أمرًا محتومًا، لكن "معنى" كل مشكلة ليس أبدًا بالشيء المحتوم الذي لا يتغير أبدًا. يمكننا التوصل إلى التحكم بما تعنيه مشكلاتنا لنا بالاستناد إلى كيفية اختيارنا التفكير بتلك المشكلات، وكذلك المعيار الذي نختاره لقياسها) انتهى الاقتباس.

واتساق ما وصل إليه المؤلف في كتابه حول المشكلات والتوصل إلى التحكم في المعيار الذي يمكن لنا أن نسلكه ونختاره يمكن لنا أيضًا أن نرى أن المشكلات نوعان: مشكلات جيدة وأخرى سيئة. وفي الحقيقة وبالاتصال الموضوعي للمشكلة نجد أنفسنا اليوم في حاجة ماسة لتحديد جوهر الأزمة التي أخذت في تشعباتها الداخلية تتكاثر وأضحى المواطن يتصبب عرقًا وهو يواجه كل تلك المشكلات السيئة التي يتم فرضها عقابًا جماعيًّا بغرض تحقيق أهداف مخصصة لجماعة أو فئة معينة دون غيرها. وهنا يتم في الحقيقة التجاهل عمدًا لكل مشكلة جيدة يمكن الحل معها ويتم التوجيه أو التوجه نحو المشكلة السيئة. الاختلال الحاصل في العلاقة المتبادلة فيما بين الأطراف الجنوبية لابد أن يجدوا الحل من خلال علاج المشكلة الجيدة والبحث عن فرص التواصل بعيدًا عن التمترس وراء الإخفاقات وتمدد المشكلات السيئة التي نخلقها بأيدينا ومن ثم ندع المجال والفضاء مفتوحين واسعين للعديد من القضايا الهدامة. جوهر الأزمة وهي حقيقة وموضوعية أننا أمام حجم كبير من المشكلات السيئة التي يجب أن تتوافر في مقابلها حجم الأداء وفاعليته وصولًا للنجاح المطلوب. والتنازل عن القيم المعكوسة في أنه لا يوجد غيرنا كأشخاص للسير بالعملية السياسية للتغطية على كل ما مررنا به خلال عقود،

فالعالم في تغير دائم وكذلك السياسات والمواقف التي تحيط بنا، أم أنه على كل المجتمع انتظار من سيغادر أو سيغيب عن المشهد حتى يتسنى للآخرين أخذ مكانه

أليس الأجدر والأفضل قيميًّا أن نترك التعالي على بعضنا والتمايز الذي عمل على تجميد فكرنا وعقولنا مما جعلنا نخسر أنفسنا ووطننا.