لا شك أن الوحدة التي يلجأ إليها الأفراد بمحض اختيارهم هي أسلم الطرق لتجنب الألم الذي قد يتولد بالاحتكاك بالآخرين، فلا شك أن السعادة التي يعثر عليها من يُفضّل طريق العزلة هي سعادة راحة البال حسب سيغموند.
العزلة هذا المفهوم الذي يشكل قيدًا فلسفيًا ونفسيًا متشعبًا يعكس غالبًا حالة داخلية تتفاعل مع الظروف الخارجية، حسب إدوارد سعيد.
في النهاية يُظهر الاكتئاب والتعب العاطفي والنفسي نفسه بأشكال مختلفة وقد يكون الانعزال استراتيجية مؤقتة للتعامل مع هذه المشاعر.
ومع ذلك يجب على الفرد السعي للمساعدة والدعم اللازمين للتغلب على التعب العاطفي والنفسي بطرق صحية ومستدامة بحيث لا تؤثر العزلة سلبًا على صحته النفسية وعلى علاقاته الاجتماعية بالآخرين.
ويقول جبران خليل جبران: طلبت الوحدة والانفراد لأنّني لم أحصل على شيءٍ من يد بشريٍّ، إلاّ بعد أن دفعت ثمنه من قلبي.
ومن بين العوامل التي قد تدفع الإنسان نحو العزلة عن محبوبه والمجتمع هو التعب الذي يصيبه من جهة القلب والضمور في العاطفة.
قبل كل شيء، يجب أن ندرك أن العشق والقلب يمكن أن يكونا مصدرًا للطاقة الإيجابية والقوة الدافعة للاندماج المجتمعي ومع ذلك قد ينتج ما هو عكس ذلك من تعب عاطفي ومشاعر إرهاق وإحباط وانكسار حد اليأس حينما لم نحسن إدارة العواطف والتعامل مع الحب العميق، فالمشاعر المتضاربة والألم الناجم عن العلاقات العاطفية الفاشلة قد تؤدي إلى تصاعد مشاعر الضيق والاكتئاب والعصبية مما يجعل الفرد يتجنب التفاعل الاجتماعي ويبحث عن العزلة كوسيلة للتخلص من نتائج سوء إدارة العواطف والفشل في التعامل مع مجريات الحب، الغيرة مثالًا واسعًا عن منتهي الحب لكن الإفراط في الغيرة يعطي نتائج عكسية تعطل العلاقات وتطفئ الشغف وتولد ضحية عاطفية ونفسية لا يمكن معها استعادة التوازن الداخلي والسلام النفسي مما يلجأ الفرد الذي أفرط في الغيرة إلى العزلة كوسيلة للتخلص من الضغوط العاطفية واستعادة الهدوء والسكينة، وهذا ناتج عن فشل إدارة العواطف.
بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي التعب العاطفي والنفسي إلى فقدان الثقة بالذات والشعور بالعجز مما يزيد من رغبة الفرد في الانعزال والابتعاد عن الآخرين. فالعزلة قد تبدو ملاذًا آمنًا يهربُ بها الإنسان من قلبه حين يفقد توازنه إزاء فشله في إدارة العواطف.
ومع ذلك يجب على الفرد السعي للمساعدة والدعم اللازمين للتغلب على التعب العاطفي والنفسي بطرق صحية ومستدامة بحيث لا تؤثر العزلة سلبًا على صحته النفسية وعلى علاقاته الاجتماعية بالآخرين.