> «الأيام» غرفة الأخبار:

قال وفد الحكومة بمفاوضات مسقط، اليوم الأربعاء، إنه اتفق مع جماعة الحوثي على إطلاق سراح القيادي البارز بحزب الإصلاح محمد قحطان، مقابل 50 معتقلا من عناصرها.

وقال الناطق باسم الفريق الحكومي المفاوض ماجد فضائل، بعد 3 أيام من المفاوضات التي يجريها الطرفان في العاصمة العمانية مسقط، تحت إشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنه "تم الاتفاق مع جماعة الحوثي على إطلاق سراح محمد قحطان، مقابل 50 من عناصرها، وهو أول ما تم الاتفاق عليه".

وأكد المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج في بيان أصدره اليوم، أن "الأطراف اليمنية (الحكومة والحوثيين) توصلت إلى تفاهم لإطلاق محتجزين، بينهم محمد قحطان".

بدوره، أعلن رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين عبدالقادر المرتضى، اليوم الأربعاء، عن التوصل إلى اتفاق مع وفد حكومة الشرعية لضم القيادي بحزب التجمع اليمني للإصلاح محمد قحطان في صفقة التبادل المتفق عليها خلال المفاوضات الجارية في سلطنة عمان بشأن ملف الأسرى.

وقال المرتضى في تصريح لوكالة الأنباء (سبأ) نسخة صنعاء، إن "الاتفاق تضمن الإفراج عن محمد قحطان مقابل الإفراج عن 50 من أسرى الجيش لدى الطرف الآخر، وإن كان متوفيًا فيتم تسليم جثته مقابل تسليم الطرف الآخر 50 جثة".

وقال إن "هذا الاتفاق يأتي حرصًا منا على تحرير أسرانا ونؤكد حرص صنعاء على إنهاء هذا الملف الإنساني بالإفراج عن جميع الأسرى وفق قاعدة الكل مقابل الكل وبعيدًا عن أي حسابات سياسية".

وبنفس السياق، طالب الوفد التفاوضي للحكومة الشرعية بضرورة قبول الحوثيين بضم كشوفات الأسرى والمخفيين من مجهولي الهوية إلى اتفاق الإفراج عن كل الأسرى والمحتجزين بمبدأ الكل مقابل الكل لإغلاق هذا الملف الإنساني.

واعتقل الحوثيون قحطان من منزله في العاصمة صنعاء، في 5 أبريل 2015، بعد أيام من فرض الجماعة إقامة جبرية عليه، وتقول أسرته إنها لا تعلم مصيره أو مكان اعتقاله، ولم يتم التواصل معه منذ احتجازه.
ولا يُعرف على وجه الدقة عدد الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين حاليا، لكن خلال مشاورات في ستوكهولم عام 2018، قدّم وفدا الحكومة وجماعة الحوثي قوائم بأكثر من 15 ألف أسير ومحتجز.

وقال مصدر سياسي يمنيّ مطلع لـ "القدس العربي" اشترط عدم الإفصاح عن هويته، إن الطرفين تبادلا كشوفات المحتجزين في اليوم الأول، والتي تضمنت أسماءً جديدة من الجانبين، بما فيهم أسماء مجهولي المصير التي ما زال الخلاف حولها قائمًا.

ولم يصدر عن أي من الطرفين بيانات أو تصريحات عن سير أعمال المفاوضات التي تجري في تكتم شديد برعاية من المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس جروندبرج، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وبدعم دبلوماسي من سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، وبحضور ممثلين عن التحالف، في سياق حرص إقليمي وأممي على إنجاح هذه الجولة، التي تلتئم في أجواء يمنية متوترة يسودها التصعيدان الاقتصادي والعسكري.

وتمثل كشوفات المحتجزين والمخفيين مجهولي المصير حجر عثرة، من شأنه أن يعيق المفاوضات باتجاه الإفراج الكلي عن الأسرى، وفق قاعدة (الكل مقابل الكل)، في حال تم تجاوز شرط الوفد الحكومي الأساسي، الذي يصرّ على الكشف عن مصير السياسي محمد قحطان، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح (أكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد)، والمعتقل لدى الحوثيين منذ تسع سنوات، دون الإفصاح عن مصيره، أو السماح له بالاتصال بعائلته.

ويصرّ الوفد الحكومي، منذ اليوم الأول لهذه الجولة، على ضرورة أن يتلقى ردًا كتابيًا يوضح فيه الحوثيون مصير قحطان قبل الدخول في أي نقاشات الإفراج الكلي عن الأسرى، بينما يؤكد الحوثيون أهمية الالتزام بأجندة جولة المفاوضات.

وقال المصدر: "مازالت، حتى الآن، الأجواء إيجابية تسود جلسات التفاوض، وثمة حرص لدى الجانبين لتحقيق تقدم، لكن يمثل الكشف عن مصير محمد قحطان تحديًا للمفاوضات، خصوصًا في ظل عدم كشف الحوثيين عن مصيره منذ تسع سنوات، وشيوع أنباء متضاربة عن مقتله في غارة جوية، وهو ما يدفع بالوفد الحكومي للضغط في هذا الاتجاه، خصوصًا وأن نفس هذا الإشكال كان ضمن عوامل تعثر الجولة الثامنة من المفاوضات، التي شهدتها العاصمة الأردنية عمّان في يونيو 2023م".

وقال المصدر لـ "القدس العربيّ"، إن ما يميز مفاوضات مسقط هو أنها تحظى بدعم الوسطاء العُمانيين والتحالف ممثلاً في الرياض، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والصليب الأحمر، ويعي الجميع أهمية إنجاح هذه الجولة، لأن فشلها سيغلق أبوابًا كثيرة في ظل التوتر والتصعيد الحالي بين الطرفين في الجانب الاقتصادي علاوة على تجدد الاشتباكات المسلحة على أكثر من جبهة في الداخل، بالتزامن مع أعمال المفاوضات بهدف التأثير على مسارها".

وكان المحلل السياسي العُماني، علوي المشهور، قد أكد في تصريح تلفزيوني أن هناك فرصًا حقيقية لتحقيق تقدم في مسار المفاوضات.

وقال: "وحتى وإن لم يستطيع المتفاوضون تحقيق اتفاق تسوية شاملة بإمكانهم تحقيق اتفاق يشمل ما يتعلق بحياة الناس ومظالمهم".

وأمس نقلت "الجزيرة" عن عضوان من وفد الحكومة والحوثيين في محادثات مسقط  إنه تم الاتفاق على إطلاق خمسين معتقلا من أسرى جماعة الحوثي مقابل القيادي في حزب الإصلاح محمد قحطان وإن التفاهم تم على إطلاق خمسين أسيرا إذا كان قحطان حيا أو خمسين جثة إذا كان ميتا.