حنين تتشفع لنا ولقاتلها

> لا شك أن الموقف عصيب وأن الحلول أحلاها مر، ولكن تأتي هنا الحكمة والإيثار والتعالي على الجراح لتكون المأثرة البكرية تتناسب مع عظمة قبيلة البكري وابنها الصابر القوي إبراهيم البكري وهو يستذكر الصعب من حوادث التاريخ وربما هي الأصعب على الإطلاق استنادا إلى إرث إسلامنا العظيم حين يعفو أشرف الخلق أجمعين محمد (ص) عن وحشي قاتل الصحابي الجليل وفارس الإسلام غير المنازع وعم الرسول الكريم حمزة بن عبدالمطلب، لتتجلى بعد ذلك حكمة الله في عباده أن يكون قاتل حمزة وقد جب الإسلام ما قبله؛ هو قاتل المدعي للنبوة مسيلمة الكذاب.

وفي المشهد ذاته تكون آكلة أكباد حمزة بعد إسلامها أم الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان مسلمة لا غبار على إسلامها.

ومرة ثانية ستظل فراشة الجنة هذه حنين البكري تعلمنا أن الشفاعة والعفو يكون عند المقدرة، وأنها من المكانة الأسمى في الجنة بإذن الله سوف تعلمنا درسا لن ننساه أبدا في كبت جماح النفس والاستعانة بالله لا الشيطان في حال الغضب لكي نخرج سالمين من الأهوال ونفوز ونفوت الفرصة على النفس الأمارة بالسوء بأن ندرأ الإساءة أيا كانت بالمعروف وبالكلمة الطيبة ونتجنب ما خططه الشيطان لنا مستغلا ساعات الغضب.

نريد من حنين البكري الشهيدة التي ستظل أيقونة حياتنا الحاضرة والقادمة أن تدعو لنا عند ربها بأن يبعدنا عن العزة التي تأخذنا بالإثم ومن غل أنفسنا وأهوائها وأن يمنحنا الحكمة عند فورة الغضب ويرشدنا سواء السبيل.

حنين: طائر الجنة الذي يرفرف فوق رؤوسنا سوف يعلمنا الصفح والتسامح والعفو، وهذا ما سيلهمه الله للبكري الصابر المؤمن إبراهيم والقبيلة البكرية ذات المآثر العظيمة في التاريخ قديمه وحديثه بأن تجعل من حادثة استشهاد حنين درسا عميقا ومنيرا في حياتنا القادمة عندما تصفح وتعفو وتعتلي على جراحها وتكون بذلك قد طوقت أعناقنا بخصلة من خصالها الكريمة.. العفو عند المقدرة وأن من عفا وسامح كان أجره على الله.

والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى