الكويت وعاصفة الصحراء

> مع حلول ذكرى الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت (العطاء) بدون مقابل في الثاني من شهر أغسطس من العام 1990م.

نستذكر معا ذلك المشهد الغابر الذي غيم على المنطقة العربية خصوصا الخليج العربي والعالم عامة عندما أقدمت القوات المسلحة العراقية على احتلال دولة الكويت، وانتهكت كل الأعراف والمواثيق الدولية ضاربة بها عرض الحائط ولم يستنكف النظام العراقي القائم آنذاك فعلته النكراء بحق الدولة الجارة، ولم يستمع للنصح، بل أكثر من ذلك عمل على التنكيل بالشعب الكويتي ومن المقيمين المخلصين على أرضها أيما تنكيل. النظام العراقي الذي أوصل شعبه إلى خط اللارجعة وسمح بالعبث به نتيجة الصلابة التي لم تكن كافية لإيقاف نزيف العراق حتى اللحظة.

عندما نستذكر لحظات ذلك التاريخ ومآلاته وعاصفة الصحراء ونتائج الحرب (حرب الخليج الثانية) كما أطلق عليها، من الضرورة أن نقف وقفة احترام وتقدير لكل المقاومين من أبناء دولة الكويت من كل الأعمار والأطياف الذين جسدوا حقيقة الأرض والدفاع عنها أو من الأسرى الكويتيين الذين استعيدت بعض جثامينهم بما يقرب من (48) جثمان سلمها العراق إلى الكويت بعد هزيمة ودحر القوات العراقية منها.

التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية لإجبار النظام العراقي عن التراجع بالقوة لمدة استمرت (7) أشهر ارتكب خلالها الجيش العراقي المجازر المروعة وجرائم متعددة استهدفت (بلد العطاء بدون مقابل) ليفجر منابع وحقول البترول ويغرق المنطقة بكارثة بيئية طويلة تمت معالجتها، وعلينا أن لا ننسى تلك الحقيقة التي وقف فيها الجنوب مع تحرير الكويت من العدوان مع بداية الوحدة اليمنية التي كررت نفس أدوات وأفعال النظام العراقي البائد واحتلال الجنوب لفرض الوحدة بالقوة العسكرية وضم وإلحاق الجنوب كدولة بالشمال سياسيا واستخدام أراضيه مواقع عسكرية وخلق بؤر توتر فيها لاستهلاك الخليج بالمساعدات والانتفاع من ذلك لمصالح ذاتية.

التاريخ يكرر نفسه وعلينا أخذ العبر والدروس من الماضي بسلبياته وإيجابياته والنظر بثقة للمستقبل.. تحية لدولة الكويت قيادة وشعبا على بذل العطاء لكل المعمورة دون مقابل، وتحية لذكراها في التصدي والصمود وصولا إلى التحرير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى