"الأيام" (66) عاما من التأسيس

> تحل ذكرى تأسيس صحيفة "الأيام" العدنية لمؤسسها وبانيها الراحل المغفور له (محمد علي باشراحيل) في السابع من أغسطس من العام 1958م.

حملت صحيفة "الأيام" خلال مرحلة التأسيس نقل الهموم التي تواجه المجتمع العدني والمحميات في الجنوب، ورسمت سياسة ثابتة في نقل الصورة الحقيقية للواقع للناس وبحيادية تامة. نهج الصحيفة والمؤسس الراحل لم تكن تسعى لإصدار أعدادها لمجرد الترفيه بقدر ما كانت تؤمن وبيت الباشراحيل بأنه قد قدر لهم بأن يكونوا أصحاب الكلمة والصورة وصناعة القرار والبحث عن مسببات الإخفاق الذي يضرب المجتمع في أي موضع منه، فكانت تتصدى له وتكشف عيوبه وترصد مستوى فاعلية وقدرة المعالجات التي تؤدي إلى تغيير حقيقي يخدم بناء المجتمع المدني على وجه الخصوص.

وعلى الرغم من كل الضغوطات التي تتعرض وتعرضت لها مؤسسة "الأيام" للتوزيع والإعلان والنشر في فترات سابقة وأخرى لاحقة والتي بلغ شأنها إقامة القيود عليها وفرض حصار أمني وسياسي مريع أفضى إلى التهجم على مبنى ودار "الأيام" وبيت باشراحيل في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونظامه الأمني والعسكري والاعتداء على كل من تواجد حينها في "الأيام" من روادها ومحبيها من الناس البسطاء والشخصيات الاجتماعية في عدن والجنوب.

لقد كانت ولازالت صحيفة "الأيام" وآل باشراحيل علامة فارقة في الصحافة العدنية والجنوبية خاصة واليمنية عامة على الرغم من محاولات النظام السابق وبعض الأحزاب من الهيمنة على سياسة الصحيفة التي تقوم على الاستقلالية في الخبر والالتزام بحرية الصحافة والإعلام كمنابر شريكة في أي مجتمع مدني حر في العالم. لقد واجهت "الأيام" العديد من المواقف السياسية التي تشهدها الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في اليمن وكانت على قدر كبير من المسؤولية في تسليط الأضواء على الحقائق كما هي؛ لكنها أصبحت ناقلًا حقيقيًّا لنبض الشارع الجنوبي واليمني دون إخلال بالقضايا الماسة بالحق الجنوبي على وجه الخصوص. هذا الثبات والحيادية هي التي حافظت على "الأيام" حتى الوقت الحاضر بالرغم من قلة الإمكانيات وشحتها؛ لكنها بقيت محافظة على سياستها التي تخاطب المجتمع وعقل وضمير المسؤولين دون خضوع أو تغيير لمنهجها المسؤول.

إن الوقوف على مسافة واحدة من الجميع في السماح بحرية الرأي والرأي الآخر لا تعني بالضرورة إلحاق الضرر بصاحبه أو معتقده السياسي بل هي رؤية صحافية تستحق الاحترام والتقدير لذلك سميت "الأيام" وستبقى وستظل مهمتها ومسؤولياتها في تحرير العقل والانفتاح على كل الآراء والتوجهات مهما اختلفت التي لابد وأن تكون باعثًا حقيقيًّا لكل صاحب فكر أو معتقد أو رؤية بنّاءة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى