في خضم الأحداث التي تمر بها البلاد من منعطفات دقيقة ومخاض عسير ومع مرور سنوات طويلة من نضالات وتضحيات جسام يقدمها أبناء شعبنا في الجنوب نستذكر تاريخ ومسار رجال عدن ومن بيوتها المحبة الذين قدموا بلا مقابل ولا يزالون.. مرت علينا ككل السنوات ذكرى رحيل المناضل والشخصية السياسية البارزة العدنية الراحل (عبدالقوي مكاوي أبو الشهداء عادل وجلال وسمير) الذين اغتيلوا في حادث غادر حيث تم وضع عبوة ناسفة لتنفجر فيهم ويخيم الأسى والحزن على الأسرة وكل عدن.

المناضل والشخصية السياسية البارزة العدنية الراحل (عبدالقوي مكاوي أبو الشهداء عادل وجلال وسمير)
جاءت ذكرى وفاة آخر (رئيس وزراء لولاية عدن) قبل أيام تحديدا (12 أغسطس 2024) التي مرت مثل سابقاتها من الذكريات بحلوها ومرها.. لم تطالب الأسرة أو أحد من أقربائها أو من محبي الراحل أو من رفاقه أي جهة لاستحضار تلك الذكرى ويكفينا في الأسرة وبيت المكاوي.

إننا نستحضر تاريخنا بأنفسنا ونحفظه من الخلل والزلل ونكرم مثوى آبائنا وأهلنا سواء من داخل الأسرة الكريمة أو من خارجها، لأننا لم نتعود الكبر على أحد، بل كنا مع الناس وسنظل كذلك نورثه جيلا بعد جيل من هذا البيت العريق.

نعلم حساسية المرحلة رغم أننا ندرك أن ما مر من أعمارنا وحياتنا، أضحى كله مجرد حساسيات لا تسمن ولا تغني من جوع.. لست في معرض استذكار ونبش الماضي، لأننا في الأسرة الكريمة وجهتنا نحو الحاضر والمستقبل، لأن الماضي بسلبياته وإيجابياته لا يمكن أن يكون إلا دروسا وعبر علينا الاستفادة منها ونعمل من أجل استمرار الحياة التي قدر لنا فيها رب العزة والجلال أمورا احتسبناه فيها وتغلبنا على أوجاعنا.

الفقيد عبدالقوي حسن عبدالرحمن مكاوي هو أحد قامات عدن التي لا يمكن نكرانها من مختلف النواحي وهو الذي لبى نداء الواجب في أكثر من مرحلة وكانت مواقفه الوطنية أكبر من شخصنة القضايا العامة والخاصة على حساب عدن والجنوب والاستحقاقات التي تتصل بها.. أقول ذلك وأنا التزم التزاما أسريا قبل كل شيء في عدم استظهار أي عطف أو طلب ذلك من أي إنسان، لأننا لنا تقاليدنا التي امتزجنا فيها مع كل حر وشريف ومثقف ويصون عهد عدن وعهد الجنوب ككل.

لقد تواصل معي شخصيات نسوية وشخصيات اجتماعية وسياسية وصحافية بضرورة إقامة فعالية سنوية للراحل الكبير أبو الشهداء (عبدالقوي مكاوي) وأن يتم جمع كل التاريخ الذي قدمه رجل مسؤول مخلص لأبناء مدينته المستعمرة من بريطانيا وما الذي واجهه في سبيل ذلك وما قدمه من تضحية كبيرة كانت في مقابل تحرير عدن من الاستعمار في ذلك الوقت.

الأدوار النضالية التي قدمها عدد من أبناء هذا الجيل في عدن والجنوب كبيرة وتستحق من كل المسؤولين الالتفات لها ورد الاعتبار لهم في سبيل نهضة عدن والجنوب.. رحم الله العم عبدالقوي مكاوي وكل رفاق دربه وكل حر وطني وشريف قدم بدون مقابل.


