> عدن «الأيام» خاص:

قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني "إن تصريحات قيادات جماعة الحوثي، عن سماحها بسحب ناقلة النفط اليونانية المنكوبة (MT DELTA SOUNION)، حرصًا على تجنب كارثة بيئية، بعد ضوء أخضر إيراني، وتصوير ذلك إنجازًا يستحق الإشادة، يعكس مستوى غير مسبوق من الوقاحة والكذب والانحطاط الذي وصلت إليه هذه الجماعة ".

وأضاف معمر الإرياني في تصريح صحفي، "أن جماعة الحوثي قامت بتنفيذ سلسلة من الهجمات المتهورة على الناقلة (MV SOUNION) والتي كانت قادمة من العراق، وتحمل (150) ألف طنًا من النفط الخام عند إبحارها في البحر الأحمر، وعلى متنها طاقم مكون من (29) الكابتن روسي الجنسية، و24 فلبيني، و3 هنود، ونيبالي، بهدف إغراقها".

وأشار الإرياني إلى أن عناصر الحوثي على متن زورقين اقتربوا صباح الأربعاء 21 أغسطس، من الناقلة وطلبوا من طاقمها عبر أجهزة الاتصال (VHF) التوقف لاستجواب أمني والصعود، ورفض طاقم الناقلة وحاول الفريق الأمني لها صد المهاجمين، إلا أنهم فتحوا نيران أسلحتهم مباشرة، فقامت الناقلة بإجراء مناورات هروب، وأفلتت منهم.

وأضاف الإرياني "بعد ساعة من الهجوم الأول، هاجم زورق ثالث تابع لجماعة الحوثي ناقلة النفط، وأطلقوا قذائف يعتقد أنها (أر بي جي) عليها، ما أدى لإصابة أحد أفراد الطاقم، وحدوث أضرار طفيفة بالناقلة، وعندما حاولت ناقلة النفط مواصلة الإبحار، تعرضت لهجوم ثالث بالصواريخ والطائرات المسيرة، ما أدى إلى أضرار كبيرة في جانبها الأيمن وخرجت عن سيطرة قيادة طاقمها كليا".

وتابع الإرياني "أن بارجة حربية فرنسية (FS Chevalier Paul ) قدمت صباح الخميس 22 أغسطس، لإخلاء طاقم الناقلة، وأثناء عملية إنزال الطاقم نفذت جماعة الحوثي هجمات بثلاث طائرات مسيرة و زورق مفخخ، إلا أن البارجة الفرنسية تمكنت من إحباط تلك الهجمات وتدمير الطائرات والزورق، وتم إنزال الطاقم بنجاح بما في ذلك الفريق الأمني للناقلة وإجلائهم إلى جيبوتي، موضحًا أنه بعد إجلاء الطاقم أصبحت ناقلة النفط المنكوبة مهجورة، حيث تم وضعها على المخطاف في منطقة تبعد نحو (83) ميلًا بحريًا غرب محافظة الحديدة، أقرب إلى المياه الإرترية، وهي عرضة للغرق، وتسرب كميات كبيرة من النفط الخام، ومع حالة البحر والرياح لم يكن المرسى ثابتا وبدأت بالانجراف جنوبًا نحو ميناء الصليف.

وأشار إلى أن عناصر الحوثي قامت يوم الجمعة 23 أغسطس، بالصعود على متن ناقلة النفط الخام "المهجورة" على بُعد 63 ميلًا بحريًا جنوب غرب الصليف، وزرع عدد من العبوات الناسفة في أماكن متفرقة على سطحها، وتفجيرها، ما أدى لاندلاع حرائق ما زالت مستمرة حتى اللحظة في خمسة مواقع على السطح الرئيسي للناقلة وحول خزانات النفط، بالإضافة إلى اشتعال جزء من الهيكل العلوي، وتوثيق الهجوم وبثه على وسائلها الإعلامية.

ولفت الإرياني إلى أن الحوثي سبق وأن نفذت تسع هجمات على ناقلات المنتجات الكيماوية والنفطية منذ نوفمبر المنصرم، بمزاعم نصرة غزة، وعدم اكتراثها بالتداعيات الكارثية للتسرب النفطي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، على القطاع الاقتصادي والزراعي والسمكي في بلادنا، والشريط الساحلي لليمن والدول المشاطئة، والبيئة البحرية والتنوع البيولوجي للجزر الواقعة في المنطقة.

وحذر من أن أي انسكاب نفطي، سيُهدد مخزونات الصيد اليمني، ويؤدي لتأثر ملايين اليمنيين في المدن الساحلية بالغازات السامة، وسيوقف عمل الموانئ اليمنية، ويلحق تلوثًا بمصانع تحلية مياه البحر الأحمر ويقطع امداداتها، كما ستخسر اليمن المصائد السمكية التي توفر معيشة مليون وسبعمائة ألف مواطن يمني، ويدمر التنوع البيولوجي والمنظومة الإيكولوجية بالمنطقة.

وأكد الإرياني أن هذا التصعيد الخطير يكشف طبيعة الحوثي كتنظيم إرهابي يتحرك كأداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية، دون اكتراث بالأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية في اليمن.