> يوسف عمر باسنبل:

الكابتن حبول ترأس أول لجنة فنية لكرة السلة وخدم الرياضة 25 عاما ولم يلتفت إليه أحد
> عندما نذكر رياضيي الزمن الجميل في مدينة المكلا ونادي التضامن علينا أن نذكر الكابتن محمد عبدالله حبول الرياضي والتربوي القدير.. والبداية مع بداية الكابتن محمد عبدالله حبول الذي بدأ ممارسة الرياضة في ستينيات القرن الماضي في شوارع حي الشرج بالمكلا أحد أشهر أحياء مدينة المكلا ولعب لفريق نجم الساحل حتى وصل لنادي الجنوب الرياضي سابقا ( التضامن حاليا) ثم وصل بعدها لمنتخب حضرموت ثم واصل مشواره وتأهل تدريبيا في موسكو وحصل على شهادة دبلوم تخصصي بدرجة امتياز في تدريب كرة السلة ودورات في كرة القدم وألعاب القوى وعمل موجة أول للتربية البدنية والرياضية بتربية ساحل حضرموت ..

الكابتن محمد حبول عاصر أغلب رؤساء قيادات نادي التضامن بالمكلا ولم يبتعد عنه حيث يعتبره بيته الثاني وكان حبول قد تزعم قبل سنوات جبهة التغيير في النادي مع مجموعة ممن يحبون نادي التضامن في محاولة انتشاله من وضعه وطرقوا أبواب عدة جهات على رأسها محافظ حضرموت السابق ووكيله ووزارة الشباب وكل الجهات المعنية وهذا دليل على حبهم لناديهم رافعين شعار (لن تمشي وحيدا). قل فترة مرضه الأخيرة التقيته في حوار شامل عندما وجدت في أرشيفي حوار مع الكابتن محمد حبول.
  • سيرة عطرة للكابتن محمد حبول:
السيرة الذاتية الرياضية للكابتن محمد حبول زاخرة حيث بدأ ممارسة الكرة عام 1960م في الشارع ثم فريق نجم الساحل والمدرسة ثم نادي الجنوب (التضامن حاليا) عندما تم استقطابه للنادي عبر المرحوم أحمد عوض باظروس ومن ثم وصل لمنتخب المحافظة وإضافة لممارسته كرة القدم فقد مارس لعب كرة السلة في الستينيات من القرن الماضي تحت إشراف الأساتذة المرحوم عمر باحارثة وعوض بوعسكر بالمدرسة الغربية بالمكلا وعلى أيدي مدربين سودانيين بعدها والتحق عام 1974م بأول دورة تدريبية محلية بالمكلا على يد المدرب السوداني عبداللاه شفيق أمان. وبعد ذلك التحق بدورتين للتضامن الأولمبي عام 1986م في عدن وعام 1995م بصنعاء و تلقى منحة خارجية للدراسة بالمعهد الرياضي للتربية الرياضية بعاصمة الاتحاد السوفيتي موسكو وتحصل على دبلوم تخصصي بتقدير امتياز في تدريب كرة السلة وصاحب ذلك التحاقه بدورات تدريبية محلية على يد مدربين أجانب في عدة ألعاب ودورة في كرة القدم على يد المدرب اليوغسلافي سوكال ومساعده المرحوم علي محسن المريسي وكانت آخر دوراته في ألعاب القوى علي مدرب روسي وأخرى على مدرب أثيوبي.

وقد تم اختياره ضمن منتخب حضرموت عام 1975م على يد المدرب الصيني كاو ورفيقه تشاو وما تجدر الإشارة إليه أنه عاصر أغلب رؤساء نادي التضامن بداية بالمرحوم باشامي حتى الحالي محمد كرامة برك ومن بعده وترأس أول لجنة فنية لكرة السلة بحضرموت عام 1978م وعمل بسلك التدريس إلى أن وصل إلى التوجيه التربوي الذي عمل فيه موجها تربويا أول لمادة التربية الفنية والرياضية بالمدارس الإعدادية والثانوية حتى تقاعده وعمل عضوا في لجنة الاتحاد اليمني لكرة السلة عام 1978م وعضو لجنة المنتخبات لكرة السلة عام 1994م.
  • أسباب تراجع مستوى كرة حضرموت
حول أسباب تراجع مستوى كرة القدم بحضرموت أوضح الكابتن محمد أن هناك عدة أسباب منها التخطيط الرياضي يليه التدريب الرياضي والأدوات والمستلزمات الرياضية والملاعب الجيدة واللاعبون الجيدون والقاعدة الرياضية للنادي .... إلخ هذه النقاط وأخرى في مجملها تفتقرها أندية حضرموت وبالتالي عندما تضعف القاعدة ويظهر لاعبون لا يستطيع النادي إشراكهم في المباريات فاتجهت الأندية لأسلوب التعاقد مع الغير وجلب لاعبين من الخارج أضف إليه أن مدربي الأندية لا يقومون بإعداد اللاعبين الإعداد السليم وفقا وعلم التدريب الرياضي وأن اللاعبين لا يفضلون الانخراط في الوحدات التدريبية للفريق وليس عيبا أن يعمل المدرب في فترة الإعداد على تنمية الصفات البدينة لدى اللاعبين وعدم التزام اللاعبين بفترات التدريب الأسبوعي واختلاف قدرات وإمكانيات لاعبي الأمس حيث كانوا يحبون الكرة ومارستها فعلى سبيل المثال عندما كنت لاعبا بالأمس كنت أجري لنفسي من وسط مدينة الشرج حتى مدينة فوة عندما يتحدد أن ملعب التمرين هناك وكان الكل يجري دون تردد وكنت أجري عل الرمل والهضاب الصغيرة وهذا يجعلك تشعر بلياقة بدنية كاملة وكنا نلعب دون أن نشعر بالتعب .
  • يتأسف على حال الكرة اليوم
عند سؤاله عما يشعر به تجاه كرة حضرموت قال بكل تأكيد أشعر بالأسى والحزن لحال كرة حضرموت التي تتهاوى حقا بل قل قد وأتذكر أنه كان لحضرموت باع طويل في الرياضة ومستو رفيع ظهر به لاعبو منتخب حضرموت لكرة القدم عام 1975م الذين ألحقوا الهزيمة بمنتخب عدن 3/ صفر في الدوري التنشيطي لمنتخبات محافظات الجنوب في عدن وكان يقودنا مدرب روسي ويساعده الكابتن فرج بايوسف وسجلنا الأهداف في الشوط الثاني عبر الكابتن أحمد بن عمرو وأيوب جمعة هدفين في مرمى الحارس عادل إسماعيل ودفاعاته الكابتن الهرر وخلب وغيرهم لنعود بالكأس إلى المكلا لنؤكد أن كرة حضرموت كعبها عال.
  • تناقض محير.... رياضة الأمس فن وإبداع واليوم احتراف مع تراجع المستوى
عند السؤال عن رأيه عن التناقض بين رياضة الأمس التي تفتقر للإمكانيات ورياضة اليوم أوضح أن هذا التناقض المحير يؤكد بأن رياضة الأمس إبداع وفن دون بنية تحتية واليوم عكس ذلك بزيادة الاحتراف وهي حالة طبيعية طبعا لأن رياضيي الأمس كانوا يحبون الكرة حبا جما ويبذلون الغالي والنفيس من أجل تطوير أنفسهم رياضيا وبدنيا حتى يصلوا لمرحلة الإبداع والفن الكروي وكان التنافس موجود بين اللاعبين من أجل البقاء أساسيين وأما لاعبو اليوم بغض النظر عن الاحتراف لكن هناك بون شاسع يفصلهم عن لاعبي الأمس وتحدد فترة بقائهم في الملاعب من خلال أدائهم ولم أرى اليوم لاعبا جديدا يستطيع البقاء أكثر من عشر سنوات متتالية حيث تلعب البنية الجسمانية دورا كبيرا في بقاء اللاعب بينما المهارة تكتسب فقط.
  • خدم الرياضة أكثر من 25 عاما ولم يلتفت إليه أحد
عند سؤاله عن تجاهله وعدم إقامة مهرجان اعتزال قال في الحقيقة كنت ناو ٍ على إقامة مهرجان اعتزال ولكن خطر على بالي أن هناك من لا يستطيع إنجاحه و كان بيني وبين الهيئة الإدارية للنادي في تلك الفترة خلاف حاد أدى إلى وقف الاعتزال ، وتناسوا كل ما قدمته للنادي خلال 25عاما ولم يقدم لي النادي ما يليق بي وبما قدمته للرياضة ككل ، وكل ما أعطانيه النادي هو توجيه ظهره في وجهي منذ إصابتي في ملعب الشحر أمام اتحاد الشبيبة بتمزق غضروفي في ركبتي اليمنى وكنت أعاني منها عندما كنت أواصل التمارين واللعب ولازلت أعاني منها وأعالج نفسي بنفسي...... معاناتي من هذه الإصابة أبعدتني عن التدريب بالأندية وعندما أتذكر ما واجهتني به الهيئة الإدارية الحالية للنادي أتذكر غصات تقف في حلقي لأني كنت أنتظر رد الوفاء منهم لي.


  • نجاح أداء مهارة التدريب يتطلب شيئا من الشدة وشيئا من المرونة
وعن السؤال بأنه مدرب عملي وجاد لكن البعض يصفك بالشدة وأن غير مناسب لجيل اليوم أجاب بأمه أصلا مدرب مؤهل ويحمل شهادة علم التدريب الرياضي بدرجة جيد جدا من العاصمة موسكو ولكن يجب أن يعلم الجميع أن التدريب هو عملية تربوية تخضع للأسس والمبادئ العلمية وتهدف إلى إعداد الفرد في نوع معين من الرياضة وبالتالي فأني أنفي التهمة وما يقوله الواهمون ، فأغلب المدربين ما بين الشدة والمرونة ، لان كل مدرب محتفظ باستراتيجية خاصة به وبتعامله مع اللاعبين من أجل تنفيذ التدريب بشكل يخدم اللاعب ويرفع من مستواه . والتدريب لا يوجد فيه شدة ومرونة ولكن نجاح أداء المهارة يتطلب شيئا من الشدة وشيئا من المرونة معا لرفع الروح المعنوية.
  • سر نجاح العصر الذهبي للتضامن في أواخر السبعينات
من أسرار النجاح لتلك الفترة الذهبية في تاريخ نادي التضامن في السبعينات أن الهيئة الإدارية للنادي كانوا ممن عايشوا الرياضة ومارسوها فأعدوا فريقا لكرة القدم أغلبه من الشباب وتحملت مسئوليتهم بإعدادهم بصورة منتظمة فحققوا عام 77م وصيف بطل المحافظة الأمر الذي هيأ لهم الجو للفوز بدرع المحافظة في العام التالي وكانت التشكيلة تتكون من التالية أسمائهم حيث يقف المرحوم الكابتن المرحوم صالح أحمد الشاحث في حراسة المرمى وفي الدفاع الكباتن عاشور باعيسى وعبدالله باجبل وحسن بانصر (حنتوش ) وإبراهيم المهري وفي الوسط والهجوم عمر سعيد السومحي وأحمد مبارك بن عمرو ومحمد عبدالله حبول وسالم المحمدي الأعوج ومحمد باشامي وجواد باعقبة وفي الاحتياط فيصل عفاش وعبدالله أحمد جميل وسعيد يسلم باواحدي ودرويش المشجري حارسا احتياطيا.


ومن أبرز لاعبي عصرنا الذهبي من الأندية الأخرى وسأكتفي بذكر أمثلة بسيطة حيث كان في الشحر ناصر البطاطي وباشميلة والجحوشي وأيوب جمعة وخاله وعلوان والمرحوم هادي زيدان وفي الديس الشرقية في نادي الشبيبة محمد بن سماعيل وصالح الصنح والمرحوم عوض الجابري وفي الغيل عمارو باشطح ونصيب وفرج وعبدالله باعامر وبن الشيبة وحميدي باشطح وسعيد باشطح وفي مدينة المكلا في نادي الشعب شيبوب (يسلم بامؤمن) والمرحوم سالم عيظة وعلي الكثيري وسعيد بامؤمن وفي التضامن أبرز لاعبي التشكيلة سالفة الذكر وأما في المكلا (كوكب الصباح ) عوض باني وصالح حيابك وحاج بامقنع وعمر سويد وعبدالله باسنبل وسعيد وناصر الناخبي وأحمد بخيت الغرابي وعبدالله سويد وآخرين.
  • تجاهل تاريخه الرياضي الطويل
الكابتن محمد حبول كادر تربوي وتعليمي مؤهل وصاحب باع طويل في الرياضة على مستوى حضرموت، لم يلتفت إليه أحد احتراما لتاريخه الطويل، الكل أهمله ولم يساهم أحد في علاجه، لكن الكابتن محمد حبول ظل كما هو يبتسم لكل من يقابله في شوارع أحياء الشرج، ورغم أصابته الفترة الأخيرة بمرض الزهايمر لكن ما أن يتعرف على أحد إلا ويدعوه للجلوس معه والسؤال عن حاله ، لم يتنكر لأحد، ولم يرفع شعار التكبر لأن التواضع سمته .. عبر صحيفة "الأيام" نوجه رسالة للمعنيين وكل من يهمه أمر الكابتن محمد عبدالله الاهتمام به في هذه الفترة، كرد الوفاء ولنوفيه قليلا مما يستحقه.