> "الأيام" غرفة الأخبار:
- الإيرانيون يريدون الاستفادة من مبادرة سعودية شكلية للإيحاء بأنهم أقرب إلى الخليج
تكشف تصريحات قائد القوات البحرية للجيش الإيراني الأدمرال شهرام إيراني عن مناورات مشتركة في البحر الأحمر مع السعودية، وبطلب منها، رغبة طهران في إظهار أنها باتت الآن أقرب إلى دول الخليج، مع أن المبادرة تبدو شكلية ولا تحتمل أبعادا سياسية كما تريدها إيران.
ولم يصدر عن الرياض تعليق بشأن المناورات، لكن متابعين للشأن الخليجي يعتقدون أن عرْض السعودية إجراء مناورات، إن وُجد، لا يتجاوز الإيحاء بالانفتاح ضمن إجراءات شكلية لتأكيد الرغبة في استمرار الحوار مع إيران بشأن تسوية الملفات الثنائية المشتركة بما فيها الوضع في اليمن، ولا يمكن أن يتخذ أبعادا أخرى.
ويشير المتابعون لصحيفة "العرب" اللندنية، إلى أن المبادرة السعودية بإجراء مناورات مشتركة قد تكون عرضا قديما يسبق التصعيد الإقليمي الحالي، وضمن مسار يهدف إلى اختبار مدى جدية إيران في الضغط على الحوثيين لتأمين حرية حركة السفن السعودية في البحر الأحمر.
وزادت التصريحات الإيرانية بشأن الخليج في الفترة الأخيرة، ما يعكس وضع طهران القلق من هجوم إسرائيلي قد يستهدف أهم منشآتها العسكرية والنفطية، دون أن تمتلك بدائل لوقفه.
وأرسلت إيران وزير خارجيتها عباس عراقجي في جولة خليجية لاستكشاف مواقف دول المنطقة والحصول على تعهدات بمنع استخدام أجواء الخليج لضرب بلاده، وحرص مع كل زيارة إلى دولة من الدول المعنية على تأكيد أن الخليجيين يعارضون ضرب إيران.
وأعلن عراقجي الثلاثاء أن دول الجوار أكدت أنها لن تسمح باستخدام أراضيها ضد بلاده، مشدّدا على أن طهران “لا تريد حربا في المنطقة، لكنها مستعدة لها، وسترد على أي هجوم من تل أبيب بالمثل”. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده عراقجي في الكويت عقب وصوله إليها قادما من البحرين.
وبالتوازي مع خطاب يوحي بأن دول الخليج تقف في صف إيران، تستمر التصريحات المنسوبة إلى شخصيات نافذة في طهران تلوّح فيها بالتهديد والوعيد لجيرانها الخليجيين.
وتريد إيران، التي تشعر بالعزلة في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة، أن تظهر أن استهدافها هو استهداف للمنطقة كلها، وأن الحرب إذا اتسعت فلن تكون أي دولة في المنطقة بمنأى عنها، وهو ما يفسر التهديدات المبطنة التي صدرت على لسان “مصادر” مجهولة في طهران بأن أي تحرك من دول الخليج، “سواء باستخدام المجال الجوي أو قواعد عسكرية، ستعده طهران فعلا صادرا عن المجموعة بأكملها، وسترد طهران وفقا لذلك”.
ولفت عراقجي، خلال المؤتمر الصحفي ذاته، إلى أن “سياسة حسن الجوار ستستمر في الحكومة الإيرانية الجديدة، وهذه هي الرسالة التي وجهتها إلى جميع دول المنطقة، واليوم نتحدث عنها أكثر في الكويت”.
واستطرد قائلا “لقد أكد لنا جميع الجيران أنهم لن يسمحوا باستخدام أراضيهم ضد إيران، ونحن نتوقع ذلك من الدول الصديقة والشقيقة والمجاورة، ونعتبره علامة صداقة”. وأشار عراقجي إلى أن بلاده “تراقب عن كثب التحركات بالقواعد الأميركية” في المنطقة، و”سننقل المعلومات التي لدينا عن القواعد الأميركية في الكويت إلى السلطات الكويتية”.
ونقلت وكالة “إيسنا” الإيرانية مساء الاثنين عن قائد القوات البحرية للجيش قوله إن “السعودية طلبت أن نجري مناورة مشتركة في البحر الأحمر”.
وأضاف “وجه كلا البلدين دعوة لبعضهما البعض للتواجد في موانئ كل منهما”، موضحا أن “مقترح كلا البلدين شمل إجراء تدريب ثنائي بالإضافة إلى تدريبات بمشاركة دول أخرى. ويتم التنسيق بين الجهات المعنية… وسيجري وفدا البلدين مشاورات لازمة حول كيفية إجراء مناورة مشتركة”. ولم يقدّم المسؤول العسكري الإيراني تفاصيل إضافية بهذا الشأن.
ويأتي تصريح شهرام إيراني في وقت يشهد فيه البحر الأحمر هجمات ينفذها الحوثيون اليمنيون المقربون من إيران، ضد سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ما يهدد حركة الملاحة الدولية، وخاصة سفن النفط.