> علاء أحمد بدر:
كيف يعيش العازبون في عدن مع غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج؟
وأكد الشاب العازب داؤود لبيب أن العزوبيين يمكنهم تنمية مهاراتهم والقيام بشتى أنواع الرفاهية، بالإضافة إلى تنمية دخل مادي قوي وتحقيق نجاحات كبيرة لكن لا يعني ذلك أن المتزوج لا يستطيع صقل قدراته، مردفًا أن كل ذلك يعتمد على الشخص ذات نفسه من حيث إمكانياته واستعداده ورغبته في تنمية مهاراته إذا كان يملك هدف يسعى إلى تحقيقه.
> احتفاء باليوم العالمي للعزاب، التقت "الأيام" بشباب من محافظة عدن لمعرفة آرائهم وتطلعاتهم حول قضايا حياتهم اليومية، آمالهم وتحدياتهم. تتنوع هذه الأصوات بين من يرون في العزوبية فرصة للتركيز على الذات وتطوير المهارات الشخصية، وبين من يتحدثون عن مشاعر الوحدة والضغط الاجتماعي، لا سيما في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف الزواج.
من خور مكسر إلى المعلا وكريتر، شارك هؤلاء الشباب قصصهم وتصوراتهم حول الحاضر والمستقبل، معربين عن آمالهم بأن يصل صدى أصواتهم إلى صناع القرار، عسى أن يتم تحسين الظروف وتوفير فرص للشباب تمكنهم من بناء حياتهم وتحقيق تطلعاتهم بما يلبي طموحاتهم المتزايدة في مجتمع يشهد تغييرات سريعة.
من مديرية خور مكسر يقول الشاب أحمد علي ناصر علي السعدي، وهو طالب في كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بجامعة عدن: "إن الوضع الاقتصادي أصبح مترديًا، وإن تزوج الشاب في هذه الظروف الصعبة تصبح حياته الاقتصادية سيئة لأن متطلبات الحياة اليومية في حالة ازدياد، وبهذا الوضع أصبح الحصول على الوظيفة شبه مستحيلًا"، مضيفًا أن الخوف من الرفض عند التقدم لخطبة فتاة ما يؤدي إلى الامتناع عن المواعدة لفترة طويلة، وكذا التردد في الانخراط نحو علاقات جديدة.
وأوضح أحمد السعدي أن العازب في مجتمعنا يشعر بالوحدة، وتدني تقدير الذات، والخوف الاجتماعي، وفقدان الاهتمام.
وأشار الطالب في كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات إلى أن الشاب العازب يحب حياته لأنها تتيح له فرصة إكمال دراستهم والسفر بحرية لتحقيق أحلامه، لأنه يعتبر الزواج ارتباط ويمكن القول إنه معرقل لتكملة حلمه في هذا الوقت.
وأفاد أحمد علي ناصر أن العزاب يتمتع بمزيد من الوقت للتأمل الذاتي ليصير أكثر وعيًا بقيمه واهتماماته ونموه الشخصي، لافتًا إلى أنه يمكن لفترات طويلة من العزوبية أن تعزز النمو الشخصي والثقة القوية بالنفس والاستقلال وقدرة أفضل على التعامل مع التحديات غير المتوقعة دون دعم شريك، مما يعزز المرونة العاطفية ومهارات التأقلم.
من جهتهم أكد مجموعة من العازبين الجامعيين في أحاديث متفرقة، أن الشخص العازب ليست عليه أي مسؤوليات مالية فهو غير مُـعيل بل مسؤول عن نفسه فقط، مضيفًا أنه إذا استطاع أن يكفي نفسه، فبمقدرته أن يساعد غيره وهو بذلك يساهم في تنمية المجتمع، عكس الرجل المتزوج الذي تُلقى على عاتقه مسؤوليات كثيرة لا سيما منها توفير السكن والمأكل والمشرب والتطبيب والتعليم لزوجته وأبنائه.
وأفادوا أن مسؤوليات الشخص العازب تعتبر قليلة وهذه نقطة قوة له لكونه يحتاج إلى مال أقل نسبة للشخص المتزوج.
وذكروا أن للعزوبية إيجابيات، فالشخص العازب لديه الوقت الكافي لتوسيع صداقاته فهو غير مسؤول عن زوجة وأبناء ويمتلك وقتًا كافيًا لتوسيع هذه الصداقات، وما إن يفرغ من دوام وظيفته أو دراسته يتجه نحو أصدقائه لقضاء أوقات ممتعة معهم، عكس الشخص المتزوج المتقيد بنظام معين ويعمل على الموائمة بين العمل والأسرة ويصب اهتمامه بالعائلة وتتركَّـز معظم صداقاته في إطار زملاء المهنة.
ومن مدينة كريتر تحدث لـ "الأيام" عدد من الشباب الذين ما زال يمرون بمرحلة العزوبية عن سلبيات العزوبية، قائلين "إنها تشمل الشعور بالوحدة والعزلة، حيث قد يفتقر الأشخاص العزاب إلى الدعم العاطفي والاجتماعي الذي يمكن أن يوفره الزواج، كما أن العزوبية قد تؤدي إلى ضغوط نفسية نتيجة المشكلات الاجتماعية أو الشعور بالضغط من الأصدقاء والأسرة للزواج".
وأضاف الشباب العازبون أن الحرية في اتخاذ القرارات تعتبر من المزايا الرئيسة للعزوبية، حيث يتمتع الأفراد العزاب بقدرة أكبر على اتخاذ قراراتهم الشخصية دون الحاجة إلى مراعاة شريك، موضحين أن ذلك يمكن أن يُـعزز الشعور بالاستقلالية أكبر من الأشخاص المتزوجين حيث يتيح لهم التركيز على أهدافهم الشخصية مثل السفر بحرية، أو افتتاح عمل خاص لهم.
ورأى الشاب داؤود لبيب داؤود عبدالحبيب من سكان مديرية المعلا ويبلغ من العمر 23 أنه لا يجب الضغط على الشخص العازب لكي يتجه نحو الزواج، فليس بمقدور كل شاب تحمُّل مسؤولية الزواج وتبعاته وخاصة إذا لم يكن لديه الرغبة في الزواج وتكوين أسرة، موضحًا أن الضغط المتزايد سيقود في نهاية المطاف إلى الطلاق وتفكك الأسرة.
وبيَّـن داؤود أن على العازب التفكير بنظرة مستقبلية في فترة دراسته الجامعية والتي تعقبها البحث عن العمل وصولاً إلى تكوين عائلته، لافتًا إلى أن الزواج شيء مهم وخاصًة من الناحية المعيشية والدينية وللوقاية من الانحراف الحاصل في عصرنا وزماننا هذا والمتمثل بالفساد الأخلاقي.