عندما نتأمل المسار الذي انتهجته الحكومات المتعاقبة منذ عقود نجد أن هذه الحكومات تسير غالبًا في اتجاه معاكس لتطلعات الشعب وأهدافه المشروعة. تسير كمن يخوض بحرًا متلاطم الأمواج، دون بوصلة تحدد الوجهة الصحيحة، مكتفية بالارتجال وردود الأفعال، ما أدى إلى تكرار ذات الأخطاء التي أفقدت المؤسسات مصداقيتها وعطلت مسيرة التنمية.
الأمل ما زال قائمًا، لكن لا يمكن تحقيقه ما لم يكن هناك وعي شعبي حقيقي وإرادة سياسية نزيهة.
- غياب الأولويات
- نهج إقصائي متكرر
- الرؤية المفقودة
- الطريق نحو التصحيح
الحل يكمن في التغيير الحقيقي الذي يبدأ من الاعتراف بالمسؤولية التاريخية للحكومات، وبأن الجنوب ليس مجرد رقم في المعادلة، بل هو أساسها. المطلوب اليوم هو تشكيل حكومة تستمد شرعيتها من الشعب مباشرة، تعمل بشفافية، وتكرس جهودها لمعالجة القضايا من جذورها.
في ظل هذا الوضع تتعاظم أهمية دور الشعب في فرض مطالبه عبر أدوات سلمية، وإيصال رسالة واضحة بأن استمرار الحكومات في الاتجاه المعاكس لن يُنتج سوى مزيد من الأزمات. الجنوب لن يقبل إلا بحكومة تحترم حقوقه وتعمل لأجله، لا حكومة تُعادِيه وتتنكر لقضاياه.