> «الأيام» الجريدة الكويتية:
بعد أكثر من عام على الحرب بين «حزب الله» وإسرائيل، وشهرين من العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية المدمرة في جنوب لبنان وبيروت وضاحيتها الجنوبية والتي شملت معظم المناطق اللبنانية، أبصر اتفاق وقف إطلاق النار النور، أمس، وفق المقترح الأميركي، لتحقق إدارة الرئيس جو بايدن إنجازًا ثمينًا، ولو جزئيًا، قبل مغادرتها في يناير المقبل. وبعد موافقة «حزب الله» على الاتفاق بمباركة إيران، من المفترض أن تقره الحكومة اللبنانية اليوم.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية المصغرة موافقتها عليه بعد اجتماع برئاسة بنيامين نتنياهو.
وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من منطقة جنوب الليطاني بجنوب لبنان في غضون 60 يومًا، وتفكيك البنية العسكرية للحزب في المنطقة. ومن المفترض أن يسري وقف النار بحلول صباح أمس، في حين ينص الاتفاق على تشكيل لجنة لمراقبة تنفيذه وضمان التزام الطرفين به.
وفي تطور متزامن، كشف مصدر رفيع في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ «الجريدة»، أن طهران قدمت مقترحًا للبنان، ينص على أنه بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حزب الله»، يسلّم الأخير سلاحه الثقيل إلى الجيش اللبناني، ويتطوع ضباطه المدربون على استخدام هذه الأسلحة في الجيش، ويكونون تحت إمرة الحكومة اللبنانية، إلى جانب تسليح الجيش بشكل يمكّنه من الدفاع عن البلاد، من جانب إيران ودول أخرى خصوصًا الدول العربية والإسلامية.
وأضاف المصدر أن طهران بحثت المقترح، قبل عرضه على بيروت، مع عدد من الدول الإسلامية والعربية التي أبدت تأييدها له، واستعدادها لتقديم المساعدات للجيش، لكن حتى الساعة لم تتلق إيران أي جواب من لبنان، مرجحًا أن يكون ذلك بسبب ضغوط أميركية على الحكومة اللبنانية.
وأكد النائب عن «حزب الله» حسن فضل الله، أمس في تصريح لـ «رويترز»، أن الحزب سيبقى بعد نهاية الحرب، وأن فروعه الاجتماعية والصحية ستكون مستعدة لمواكبة النازحين وعملية إعادة الإعمار، دون أي إشارة إلى الجناح العسكري. إلا أن رئيس الكتلة النيابية للحزب محمد رعد كتب مقالًا لصحيفة الأخبار الموالية لمحور إيران، تمسك فيه بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» التي تشرع سلاح الحزب والتي تعتبر على نطاق واسع أنها ضمنت هيمنته على السياسة الداخلية اللبنانية بنحو عقدين من الزمن.
في سياق متصل، كشف مصدر إيراني رفيع المستوى، لـ «الجريدة» أن الأوروبيين اشترطوا موافقة طهران على وقف إطلاق النار في لبنان قبل عقد الاجتماع الإيراني ـ الأوروبي في جنيف، الذي يُفترض أن يبحث بعد غدٍ الملف النووي الإيراني وقضايا إقليمية.
وأفاد المصدر «الجريدة» بأن إيران أبلغت فرنسا الخميس الماضي موافقتها على وقف إطلاق النار، وتبع ذلك الإعلان الأحد الماضي عن اجتماع الترويكا الأوروبية التي تضم فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع طهران.
وقال نتنياهو إن أحد أسباب قبوله بالاتفاق هو فصل الجبهات وإخراج حركة حماس تمامًا من الصورة، مشيدًا بما اعتبره إنجازات الجيش الإسرائيلي باغتيال الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله الذي وصفه بأنه «محور المحور الإيراني».
وأضاف إن هناك سببًا آخر للموافقة على الهدنة هو إنعاش القوات الإسرائيلية وتجديد صفوفها بعد التأخيرات الكبيرة في إمدادات السلاح والذخائر.
وبينما اعتبر أن العمليات العسكرية ضد «حزب الله» أعادت الحزب سنوات إلى الوراء، أكد أن إسرائيل ستحتفظ بحرية مهاجمته وفق اتفاق مع واشنطن، موجهًا تحذيرًا إلى الرئيس السوري بشار الأسد بأن عليه أن يفهم «أنه يلعب بالنار».
هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.
ستكون قوات الأمن والجيش اللبناني الرسميان هما الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.
سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المصرح بها المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة بالأسلحة.
سيتم إنشاء لجنة تحظى بموافقة كل من إسرائيل ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
ستقدم إسرائيل ولبنان تقارير عن أي انتهاكات محتملة لهذه الالتزامات إلى اللجنة وإلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).
ستنسحب إسرائيل تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يوماً.