> نيويورك «الأيام» :

يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماعه الدوري لمناقشة الأوضاع الإنسانية المتدهورة في اليمن، وسط تحذيرات متزايدة من تدهور اقتصادي وأمني يهدد ملايين المدنيين، لا سيما النساء والأطفال.

ومن المقرر أن يقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس جروندبرج، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إحاطة شاملة حول تطورات الوضع، إلى جانب مشاركة صوت من المجتمع المدني متخصص في قضايا "المرأة والسلام والأمن"، في جلسة تؤكد على أولوية إشراك النساء في جهود السلام.

اليونان، التي تترأس مجلس الأمن خلال شهر مايو بصفتها من الدول الموقعة على الالتزامات المشتركة المتعلقة ببرنامج "المرأة والسلام والأمن"، أكدت أن الاجتماع سيمنح هذا البرنامج حيزاً محورياً ضمن أعماله.

في ظل استمرار تدهور الاقتصاد اليمني وتراجع قدرة المؤسسات على توفير الخدمات الأساسية، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من فجوة تمويلية خطيرة.

فقد أشار في تقريره الأخير إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2025 لم تحصل سوى على 9 % من التمويل المطلوب حتى 13 مايو، وهي أدنى نسبة تمويل تُسجل منذ أكثر من عقد.

ويُقدّر المكتب الحاجة العاجلة إلى تمويل قدره 1.42 مليار دولار لمساعدة 8.8 مليون يمني حتى نهاية العام الجاري.

ومن جانبه، سيسلط توم فليتشر الضوء على التداعيات الإنسانية الكارثية التي تطال الفئات الأضعف، إذ يعاني أكثر من 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء تغذية حاد، إلى جانب 1.5 مليون امرأة حامل أو مرضعة، في واحدة من أسوأ الأزمات الغذائية عالمياً.

وتحذر منظمات أممية من أن الأزمة لا تقتصر على الغذاء، بل تمتد إلى التهديدات الأمنية مثل الألغام الأرضية، وغياب فرص التعليم، ما يزيد من معاناة الأطفال ويحد من مستقبلهم.

وفي استجابة ميدانية، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في 11 مايو عن إطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى تسريع جهود مكافحة سوء التغذية، مستهدفة 32 مديرية في 12 محافظة ذات أولوية.

من المتوقع أن يحمل الاجتماع رسائل قوية بشأن الحاجة إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ الأرواح، وتأكيد أهمية إشراك النساء في جهود بناء السلام، وسط تحديات متزايدة على الأرض وموارد متضائلة.