أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 02:58 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • لا نكذب على أنفسنا

    أحمد عبدالله المريسي




    العيب علينا جميعاً بعد أن وصل بنا الوضع المزري إلى الحضيض وحافة الانهيار وصار الجوع والفقر عنوانًا عريضًا في كل بيت وشارع وحافة نشاهده ونقرأه في كل ما نشيت وخبر وفي كل مكان.

    لا نكذب على أنفسنا ولا نزايد ولا نغالط ونغطي على عين الشمس بمنخل كلنا عارفين أين تذهب إيرادات وموارد البلاد وعارفين من هم المعوقون والمعرقلون لاستقرار الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والأمني في البلاد وعارفين أن ملف اليمن جنوبه وشماله ممسك به التحالف بقيادة السعودية والإمارات (الرباعية الدولية).

    نعم عارفين كل شيء ويطالبون ويحملون رئيس الوزراء الجديد المسؤولية لوحده، وهم يعلمون علم اليقين أن هناك مجلس رئاسي خليط ومزيج مركب أنشئ من أجل هدف معين، أيضًا ومكون من ثمانية أعضاء لايهشون ولا ينشون وعارفين أن رئيس الوزراء الجديد رجل وشخصية محترمة متوازنة ويعمل بمهنية واحترافية متى ما توفرت له الإمكانيات وأتيحت له فرصة العمل واختيار فريق العمل لتسيير عمله والعمل معه كمنظومة متكاملة في عمل مؤسسي وطني بعيدا عن الانتماءات والولاءات السياسية والمصالح الشخصية الضيقة.

    ومن المفروض علينا النظر إلى أن أي عمل أو منصب يجب النظر إليه بإمكانية الدولة متى ما توفرت ولا نستبعد التعاون الوطني الخالص من كافة القوى الوطنية والتنظيمات والأحزاب والكيانات السياسية المشاركة في السلطة والخارجة منها وليس من العدل والمنطق أن نحمل رئيس الوزراء المسؤولية كامله طالما أن الصراع السياسي قائم على أشده في أروقة الدولة والحكومة وتراخي الإقليم والمجتمع الدولي والتحالف الذي يتحمل كافة المسؤولية القانونية والإنسانية والأخلاقية.

    إن الأستاذ سالم بن بريك معروف بأخلاقه ومهنيته التي يشهد له بها كل إنسان محترم يقيم الأمور بواقعية وبموضوعية ومهنية وليس بمنظور العمل السياسي المحسوب على أطراف معينة والذي يعمل وفق أجندات ومصالح سياسية لا تتفق بل وتتعارض مع العمل الوطني الذي يخدم مصالح البلاد والعباد وبصراحة لا يمكن أن تخرج البلاد من أزمتها الخانقة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والأمنية إلا بتدخل حقيقي وصادق وقوي وصريح من التحالف والرباعية الدولية ومن القوى الوطنية الحية ومنظمات المجتمع المدني لقطع الأيادي العابثة ووضعها في المكان المناسب التي تستحقه وفرض القانون ومحاسبة كل من تسول له نفسه المساس بمصالح الوطن والعبث بموارده ومقدراته واستغلال نفوذه لتحقيق مصالحه الشخصية أو السياسية على حساب استقرار وسلامة أمن الوطن.

    يدرك الجميع من هم المعوقون والمعرقلون لاستقرار الوضع الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والأمني في البلاد ولكن الخوف أو المصالح هو عنوان المرحلة للأسف الشديد.

    إن التحالف والرباعية الدولية بقيادة السعودية والإمارات، هم من يمسكون بملف اليمن جنوبه وشماله ولهم تأثير قوي وكبير على الوضع في اليمن، وهم المسؤولون عن التحديات التي تواجهها البلاد٠

    الخلاصة والحل الوحيد هو تدخل حقيقي وصادق وقوي من التحالف والرباعية الدولية، ومن القوى الوطنية الحية ومنظمات المجتمع المدني وذلك لقطع دابر تلك الأيادي العابثة ووضعها في المكان المناسب التي تستحقه، وفرض القانون ومحاسبة كل من تسول له نفسه المساس بمصالح الوطن.

    وأما ما هو غير ذلك فهو عبث ومضيعة للوقت وبحسب المثل الشعبي سنظل ندوم شعير أخضر.

المزيد من مقالات (أحمد عبدالله المريسي)

  • Phone:+967-02-255170

    صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
    كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

    Email: [email protected]

    ابق على اتصال