السبت, 28 سبتمبر 2019
3,737
قلتها قبل سنوات، وأكررها، إن الصراع في اليمن يدور حول الهوية الجنوبية وليس غيرها، وصراع الإرادات في معركة عدن الأسطورية أثبتت صحته، وخلال شهور معدودة تم طردهم.
قوة الحوثيين في تمسكهم بهويتهم الوطنية اليمنية التي انقلبت عليها ثورة سبتمبر، وهي من جعلت الشعب في الشمال يلتف حولهم، وضعف الجنوبيين في بيعهم هويتهم بالمزاد العلني في سوق باب اليمن.
عندما يتبنّى الساسة الجنوبيون القومية العربية ويجعلوها تسبق الانتماء الوطني للبلد الذي يحملون تاريخها وإرثها الوطني فإنهم يبالغون في مشاعرهم القومية، ويبيعون الوهم لشعبهم في الجنوب بشعاراتهم، ولم يحصل هذا الشعور الرخو إلا في الجنوب، حينما جعلوا القومية والعروبة من أولوياتهم، وجعلوا الوطنية ثانوياً، ولم يحصل مثل هكذا سلوك في أي بلد عربي غير الجنوب، وأغلبية من بقي على قيد الحياة من قيادات الحزب الاشتراكي أصبحوا مشردين بكل أصقاع العالم، نتيجة لتلك الحماقات القومية العروبية التي سوقوها لناس كذباً ونفاقاً، ونلاحظ أن بعض الجنوبيين في الشرعية يكررون نفس أخطاء أسلافهم حينما يجعلون الهوية اليمنية من أولوياتهم، وسيتشردون كما تشرد أسلافهم، طال الزمن أو قصر.
يذلونك في مطارات العالم وفي كل أصقاع العالم، حينما تكون هويتك مستباحة ومهانة داخل وطنك من حكامك، فلا تنتظر ان تحترم شعوب العالم هويتك.