الشمال وواقع الدولة الواحدة
هل سيستمر الشمال و نخبه القديمة والحديثة في التمسك بمبدأ (التفوق) الذي تتم ممارسته على الجنوب بغية التمادي في إحلال أنفسهم حكام دائمون للجنوب، و أن تترسخ السيطرة والهيمنة بحيث تكون مفاتيح بأيديهم يغلقون بها و يفتحون متى أرادوا أبواب الجنوب الممتدة على طول الشريط الساحلي و الحدودي مع دول الجوار و العالم، وهل الشمال وواقع الدولة الواحدة من منظور السيطرة والهيمنة فقط لا غير، وهل يعني ذلك غياب ذلك عن منظور آخر متعلق بالسياسة و المؤسسات في الجنوب، ليس شبه دولة تنتظر تقليدها السلطة. وهل أصبح الشمال دولة غير ديمقراطية فهي تحتل الجنوب منذ عقود، حتى وصل التعامل مع الجنوبيين كطبقة دنيا، وهل صناع السياسة والمحللون الذين يتجاهلون واقع الدولة الواحدة سيكون جزاؤهم الفشل المستحق وخسارة المكانة التي حققوها طيلة عقود؟ فهم لم يفعلوا شيئًا غير التستر على عمق رسوخ الوضع الراهن، إن تجاهل الواقع الجديد ينبئ بالكثير ويجب أن تكون هناك استجابة لوقف دعم هذا التفوق الهدام من قبل الشمال على الجنوب، وإذا كانت قوى دولية أو أخرى إقليمية تريد تجنب تلك العقلية وتتحدى سياساتها العالمية فعليها الكف عن دعم التفوق الشمالي على الجنوب، وحل الشمال ونخبه من الجنوب من معايير النظام الدولي الذي تظهر ملامح التغيير في خارطته العالمية شيئًا فشيئًا.