الثلاثاء, 05 ديسمبر 2023
848
مع احترامنا وتقديرنا لكل شهداء ثورة 14 أكتوبر وكل المناضلين الأكتوبريين الشرفاء.
وربما يختلف معي البعض ويتفق معي البعض في موضوعنا هذا، تعالوا نحسبها بالعقل، ماذا استفاد الجنوب من رحيل بريطانيا؟!
بعد أن كانت حركة التجارة العالمية أغلبها تمر من ميناء عدن، والجميع يعرف كيف كان ازدهار عدن، حيث كانت لها قوانينها الخاصة ومكانتها.
صحيح، يظل المستعمر مستعمرًا، ولكن اعطونا دليلًا دامغًا واحدًا، يقنعنا أن البلاد من بعد رحيل بريطانيا سارت على نحو أفضل أو حتى بقي الحال كما هو عليه.
ولكن منذ عام 1967م إلى عامنا هذا 2023، انظروا ماذا حل بهذه المدينة! حالها لا يسر عدوًا ولا حبيبًا.
والمعروف أن الشعوب التي ناضلت من أجل التحرر والاستقلال، ذلك من أجل الارتقاء بشعوبها إلى وضع أفضل مما كان عليه أيام الاستعمار وأهمها الوضع الاقتصادي، وقد شاهد العالم ماذا حل بعدن من بعد 1967م، كيف كانت وكيف أصبحت.
في هذا الطرح، ربما لا يروق البعض، ولكنها الحقيقة المُرّة، وللأسف نقولها بمرارة، لقد ضيعنا وطنًا كانت فيه كل مقومات العيش الكريم لكل أبناء الجنوب من المهرة إلى باب المندب، كان من المفترض أن تكون تجربة الحكم في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هي نفسها في الجنوب العربي، ولكن ضيعنا الفرصة من أيدينا، انظروا كيف أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة من تقدم وازدهار متواصل، وكيف أصبحنا نحن في الجنوب في أسوأ حال.
وللأسف منذ الوهلة الأولى لم نحسبها صح، ربما يكون ذلك بسبب الشحنات الثورية الزائدة عند البعض آنذاك، حرمت الجنوب من التجربة التي خاضتها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ونجحت فيها بكل المقاييس.
مرة أخرى نحن لا ننتقص من شهداء الثورة والمناضلين الأكتوبريين حاشا لله، فهؤلاء ضحوا بأرواحهم من أجل أن يعيش الشعب في الجنوب حياة كريمة لا يوجد فيها أي منغصات، وبأولئك الشهداء تحررنا واستنشقنا الحرية.
وهنا أطرح سؤالًا، كيف سيكون حال الشهداء لو بعثوا مرة أخرى ورأوا حال الجنوب والسواد الأعظم في حالة معيشية يرثى لها، بمن فيهم المناضلون الأكتوبريون الذي ما زالوا على قيد الحياة؟
وبصراحة نقولها وبسبب كل التجارب التي مرت على الجنوب وآخرها الوحدة المشؤومة، لقد خذلنا شهداء الثورة والمناضلين الأكتوبريين، في أن يعيش شعب الجنوب حياة كريمة، كما حلم الشهداء، وحلم شعب الجنوب.