السبت, 30 نوفمبر 2024
2,073
نحتفي الليلة بالذكرى السابعة والخمسين لنيل الجنوب العربي (الاسم الرسمي الذي وقع عليه المستعمر البريطاني والجبهة القومية وثيقة الاستقلال) استقلاله وحريته بعد ثورة شرسة أثبت فيها أهل الأرض أن أهل الحق هم الغالبون على أهل الباطل، وأن امتلاك قوة السلاح وقوة المال لا يمكن أن يؤديا لانتصار الباطل وأهله على أهل الحق، وهذه حقيقة نود أن نذكر بها الكثيرين في هذه الليلة. تعود هذه الذكرى في ظروف محلية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد لا يمكن لهذه الظروف وما هو أشد منها أن تحرف شعب الجنوب عن الوصول إلى هدفه.
المتمثل في استعادة دولته الحرة المستقلة ذات السيادة على كامل أرض دولته بحدودها الدولية يوم 22/5/1990 لن نطنب في الحديث عن التاريخ رغم أهميته. الأكثر أهمية هو تقييم هذه اللحظة التاريخية، والتفكير فيما يجب فعله اليوم وغدا تجاه مستقبل أرضنا وشعبنا، وتحقيق أهداف ثورتنا الجنوبية، هذا يتطلب منا استعراض أهم ملامح المرحلة وقراءة وتقييم وتحديد أهدافنا المرحلية لعل أهم هذه الملامح يتمثل في:
1 - قراءة موقف النظام السعودي (ومن يتبعه من أطراف سعودية)، المعادي والمفضوح من القضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في استعادة حريته وسيطرته المطلقة على كامل دولته كحق شرعي وقانوني أصيل لشعب الجنوب، طبقا لما يقره القانون الدولي والشرائع السماوية والأرضية.
2 - قراءة وفهم ماهية إصرار النظام الإماراتي على بقائه تابعا للموقف السعودي، تجاه قضية شعب الجنوب وحق الشعب الجنوبي في استعادة حريته وسيطرته المطلقة على كامل دولته كحق شرعي وقانوني أصيل لشعب الجنوب، طبقا لما يقره القانون الدولي والشرائع السماوية.
3 - استجلاء وقراءة الموقف الأمريكي والبريطاني (ومن يتبعهم من أطراف) المعادي والمتآمر على القضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في استعادة حريته وسيطرته المطلقة على كامل دولته كحق شرعي وقانوني أصيل لشعب الجنوب، طبقا لما يقره القانون الدولي والشرائع السماوية والأرضية.
4 - تحديد وقراءة موقف بقايا نظام عفاش (المؤتمر والاصلاح وبقية المنظومة من الأكشاك المسماة زورا وبهتانا بالأحزاب اليمنية) المتآمرة والمعادية للقضية الجنوبية وحق الشعب الجنوبي في استعادة حريته وسيطرته المطلقة على كامل دولته كحق شرعي وقانوني اصيل لشعب الجنوب طبقا لما يقره القانون الدولي والشرائع السماوية والأرضية.
إن تحليل المواقف للأطراف الأربعة المذكورة أعلاه، بكل عقلانية وموضوعية وصدق وشفافية يجعلنا نستخلص المسلمة التي يعيها كل المجتمع الدولي، والمتمثلة في أن كل الجهود والمعاناة والتضحيات المادية والبشرية، والصبر اللا معقول لشعب الجنوب على السياسات العدائية الموجهة من الأطراف المذكورة أعلاه والتي طالت كل مناحي حياة الشعب الجنوبي بكل فئاته المجتمعية في كل المحافظات الجنوبية بما فيها طليعته السياسية المتمثلة بالمجلس الانتقالي بكل مكوناته النضالية وكذلك القوى الجنوبية غير المنضوية فيه، والتي يجمعها به الهدف المشترك، المتمثل في استعادة الشعب الجنوبي لدولته الحرة والمستقلة، على كامل جغرافية دولة (ج.ي.د.ش) بحدوها المعترف بها دوليا يوم 22/5/1990 تلك المسلمة التي لا خلاف عليها تشير بوضوح إلى الحقيقتين التاليتين:
1 - أن شعب الجنوب قد استنفذ كل طاقته السلمية في دعواته للسلم وحل الخلافات مع المجرمين والناهبين لخيراته ومقدرات بلاده من القوم الضالين بكل مسمياتهم، فباستثناء بعض الجهات (العقلانية) ممن لديها الشجاعة الأخلاقية للاعتراف بأخطائها وتصحيحها، لا تزال عنجهية وصلف البغاة في أرض (الشقيقة) الداعم للشرعية الوهمية هي المهيمنة على الموقف حتى اللحظة. هذا يدعونا إلى توجيه خطابنا للقيادة السياسية للانتقالي التي فوضها شعب الجنوب أن تصحح اتجاهها فورا، وأن تعود إلى حاضنتها الشعبية الجنوبية، لتستأنف ثورتها الشعبية واستكمال تحقيق أهداف الثورة، مهما كانت التضحيات التي سيبذلها الشعب وقواته المسلحة الجنوبية البطلة، حتى تحقيق أهداف الثورة، رغما عن كل المرجفين والمتآمرين على شعب الجنوب.
2 - أن على القوى المعادية لشعب الجنوب التي ذكرناها آنفا، أن تفهم أنها ستدخل في مواجهة مباشرة مع ثورة الشعب الجنوبي وربما أيضا مع الشعب في الشمال وأن تدرك أنها لن تنتصر، بل ستخرج تحمل معها الخزي والهزيمة والعار، ولهذا الشعب خبرات تكفيه لهزيمة الأصنام الجوفاء وهو الذي سبق له أن هزم الأمبراطورية التي كانت شمسها لا تغيب، وعلى المجتمع الدولي ممثلا بالسيد الأمين العام للأمم المتحدة وبقية أعضاء مجلس الأمن الدائمين الذين خولوا هؤلاء أن يقوموا بدورهم الأممي، لتحقيق السلام والعدالة في الجنوب خاصة واليمن عامة، وأن يوقفوا قوى الشر فورا بعد أن فاحت رائحة فضائحهم عبر العالم.
المجد للثلاثين من نوفمبر يوم استقلال الجنوب الوطني في ذكراه السابعة والخمسين.. المجد للشهداء.. المجد ليوم استقلالنا الثاني.. الذي ستشرق شمسه لا محالة على كل أرض الأحرار على كل الجنوب العربي.