الاثنين, 17 فبراير 2025
654
في الأثر الشعبي (تراثنا الشعبي) يقول أحد الأمثال "كل معروض باير" حين تعرض شيئاً ما ماديا أو معنويا كنصيحة لصديق أو جهة ما تعتقد أنها بحاجة لذلك الشيء، فينصرف عنك وعن الشيء الذي تعرضه عليه. على الجهة المقابلة هناك أكثر من نص ديني يبين أهمية التناصح بين البشر ويقال -لإظهار أهمية التناصح- إن الدين النصيحة. نحن كمؤمنين سنتبع النص الديني خصوصا أننا نتحدث عن شيء مرتبط بمصلحة البشر، ولن نعطي أهمية لمن لا يريد النصح.
في ظل تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية التي نعيشها، وفي ظل الإهمال المتفشي وعدم الاكتراث بين ولاة الأمور الحاكمين للبلاد والعباد، وإدراكا منا بأن أولئك الولاة في الحقيقة أوهن من أن يغيروا ساكنا في حياتنا -ولا يوجد أكثر برهانا لذلك- من عجز هؤلاء الولاة الذي نراه ونلمسه على صعيد الواقع، أقول من أجل كل هذا نجدنا مجبرين من ضمائرنا على أن نقول نصيحة لكل من هو معني بكلامنا إرضاء لله ولضمائرنا ولعلها ترضي ولو جزءا بسيطا ممن تلزمه ويستطيع أن يغير ما يستطيع تغييره في هذا الواقع البائس: إن الكيان المناط به قيادة شعب الجنوب في نضاله المشروع لاستعادة الدولة الضائعة في الجنوب، وبعد إجماع معظم المكونات الشعبية الجنوبية بكل اتجاهاتها السياسية والفكرية على البرنامج السياسي (بحده الأدنى) كدليل نظري يمثل المطالب السياسية لكل شعب الجنوب وبعد التفويض الشعبي ونؤكد التفويض وليس التوكيل الشعبي الممنوح من الشعب لقيادة المجلس الانتقالي لقيادة شعب الجنوب سياسيا وعسكريا في نضاله المشروع بعد الفشل الذريع لمشروع الوحدة نظريا وعمليا، وبناء على ما نراه ونشهده ونعيشه في واقعنا في كل مناحي الحياة، فإننا ننصح القيادة السياسية للمجلس الانتقالي بما يلي:
1 - أن يعيد النظر فيما اتبعه من سياسات أضرت بالجنوب أرضا وإنسانا بل أوصلته إلى قاع المعاناة والبؤس.
2 - العودة والتمسك والالتزام بالنص الموقع عليها من قبل الأغلبية الحراكية الوطنية الجنوبية والمسمى الميثاق الوطني الجنوبي أن أي خروج عن المتفق عليه في الميثاق الجنوبي يعتبر خروجًا عن الإجماع الجنوبي ومبطلا شرعيا وقانونيا للتفويض الممنوح لرئيس المجلس الانتقالي الأخ عيدروس الزبيدي.
3 - إن المرحلة الراهنة التي يعيشها شعب الجنوب توحي بأننا في الجنوب على وشك انهيار لمشروعنا تخطط له قوى معروفة وواضحة لشعب الجنوب ويجب أن يدرك المعنيون في قيادة الانتقالي أننا لن نسمح بأي شكل من الأشكال بالتنازل عن حقنا في استعادة دولتنا المستقلة كاملة السيادة على كل أرض الجنوب الطاهرة، وأيا كان الثمن فإننا لن نتردد في دفعه من دماء أبنائنا مثلما دفعه الشهداء الأبطال من أبناء الجنوب.
4 - إننا نستغرب تماما من الجدوى السياسية والوطنية التي تصدر في بيانات قيادة المجلس الانتقالي والجمعية الوطنية ومجلس الشورى التي تصدر موجهة لمجلس الرئاسة والحكومة، والتي يُمثّل فيها المجلس الانتقالي بأعضاء يُفترض أنهم يمثلون شعب الجنوب، فإما أن كون في السلطة أو أن نكون في المعارضة، كما أن الجمعية الوطنية والمجلس الاستشاري يجب أن يلزما قيادة المجلس باعتماد مطالباتهم كونهما يمثلان شعب الجنوب، وليس مطالبة السلطة (المسماة الشرعية) التي هي المسؤولة الأولى عن كل المعاناة التي نعيشها وليس ممن لا تربطنا بهم صلة. دعونا نسمي الأمور بمسمياتها وكفانا من الكلام السمج الذي ضرنا طوال السنوات العشر الماضية.
5 - إننا نكرر ضرورة التصحيح السريع للأخطاء المرتكبة ونؤكد أن الشعب الجنوبي لن يفقد الوسيلة في الوصول إلى أهدافه وأولها استعادة دولته الجنوبية الحرة المستقلة في حال استمرار الوضع مثلما هو عليه.. المجد لشهداء الجنوب في كل مراحل نضاله، الشفاء للجرحى والمعاقين.