الاثنين, 17 فبراير 2025
1,298
لقد كان الشعب يطالب الانتقالي بالخدمات والرواتب والغلاء؛ لكنه كان يقول إن هذه الأمور ليس بيده؛ بل بيد المجلس الرئاسي والحكومة وعندما خرج الشعب يعبر عن رأيه ويطالب بحقوقه انبرى المجلس الانتقالي يدافع عن الشرعية الفاسدة ويقمع المتظاهرين وهذا موقف يعكس الآتي:
1 - إنه ليس لدى الانتقالي قيادة سياسية قادرة على الاستفادة من ثورة الشعب وتبني شعارات وطنية جنوبية وتكسب الشارع.
2 - أو أن الانتقالي الجنوبي لم يعد ذلك الإطار الوطني الجنوبي الذي خرج الشعب في الجنوب يبايعه لقيادة النضال الوطني الجنوبي لاستعادة الوطن والدولة الجنوبية وفي كلا الحالتين خسر الشعب ووضع نفسه في موقف المتهم الذي يقف خلف كل تلك المعاناة التي يرزح تحت وطأتها الشعب لعدة سنين مضت وفي جميع الحالات يكون الانتقالي الجنوبي قد ارتكب أكبر خطأ سياسي وأعلن تخليه عن كل الشعارات التي رفعها منذ تكوينه وبذلك يصبح على الجنوب وأهله البحث عن إطار سياسي وطني يمثل الشعب ويتبنى قضيته في استعادة الوطن والدولة الجنوبية؛ لأن هذا الموقف قد أضر إلى حد كبير بنضال شعب الجنوب منذ عام 1994 حتى اليوم.
لقد قدم الشعب في الجنوب قوافل من الشهداء بهدف تحقيق استعادة الوطن والدولة الجنوبية وكان يرى في المجلس الانتقالي ذلك الإطار الوطني الجنوبي الذي دعمه بكل قوة كونه التنظيم السياسي والعسكري الجنوبي القادر على قيادة نضاله لتحقيق استعادة الدولة الجنوبية.
وعليه فإن على كل شرفاء الجنوب اليوم بعد حدوث هذا الخطأ الاستراتيجي من قبل الانتقالي أن يتداعوا لتشكيل جبهة وطنية جنوبية تضم جميع أبناء الجنوب المؤمنين باستعادة دولة الجنوب جمهورية اليمن الديموقراطية الشعبية التي دخلت في مشروع وحدة فاشل مع الجمهورية العربية اليمنية في عام 1990.
لا يوجد طريق آخر أمام أبناء الجنوب غيره.. لقد ارتكب الانتقالي خطأ سياسي وطني كبير بموقفه من الحركة الشعبية التي بدأت تخرج إلى الشوارع متحدية الموت تعبيرًا عن رفضهم المطلق لبقاء الجنوب مختطف من شلة من المرتزقة الفاسدين الشماليين الذين تركوا الحوثي يحتل أرضهم وتفرغوا للسرقة وذهبوا إلى الجنوب لتدميره وتجويع وإذلال شعبه.
إنني أدعوا كل شرفاء الجنوب للتواصل مع بعضهم البعض وإعلان قيام جبهة وطنية جنوبية لاستعادة الوطن والدولة الجنوبية وحماية أهله من القهر والإذلال ونهب ثروته وحرمانهم من أبسط حقوق المواطنة.