الجرعات السعرية .. تجويع مخيف وانتهاك صريح

> صالح سالم باجبران / يون - حضرموت

> أكتب مقالي هذا على خلفية سؤال طرحه عليّ أحدهم ذات يوم مفاده: إلى متى ستستمر الجرعات السعرية تقصف بنا وتجوع أطفالنا وتدمر طموح شبابنا وتجهز على مستقبلهم؟

شعرت بمعاناة ذلك المواطن البسيط من خلال طريقته في طرحة لسؤاله الموضوعي، وهو يعلم يقيناً أن الاجابة الصائبة والحلول الجذرية أو حتى السطحية ناصيتها ليست بيدي، فكلانا في حكم المجني عليه، وهناك الكثير والكثير ممن ينزوون في زاوية الفقر والحرمان يجوبون الشوارع والأماكن العامة يستجدون الناس ويسألونهم الحافاً في محاولة لمعالجة ألم الجوع الكافر، وهناك من يبحث عن الدواء لمعالجة مرض خطير أو غير خطير لم يقدر على شرائه .. هؤلاء جميعاً ما أحسبهم إلا صابرين محتسبين متشبثين بحبل الله ربهم الذي يرزق من يشاء بغير حساب ويذل من يشاء، وهناك طائفة أخرى يفترشون الأرض ويتشردون في الشوارع بمعية أهلهم وأطفالهم بعد أن عز عليهم الحصول على مساكن تأويهم مع أسرهم تحت سقف واحد، وغيره من المشاكل والمآسي التي لا تعد ولا تحصى.

ومع هذا الكم الهائل من المعاناة في ظل انتشار البطالة واتساع دائرتها التي انتجتها الحاجة والعوز، وبدل أن نعمل على معالجتها أو نبحث عن الحلول المناسبة لها والبحث عن مصادر إنتاجية وتنموية جديدة ومتنوعة نتفاجأ بمسلسل الجرعات السعرية، الذي يبدو أن حلقاته ما زالت طويلة ولم تلُح في الأفق معالم نهاية القصة، لتزيد الطين بلّة وتضاعف من حجم المعاناة وتثقل كاهل المواطن بما لا يطيق.

إنها صرخة نطلقها مدوية: احفظوا الوطن والشعب يحفظكم الله. أما أنت أيها المواطن البسيط فكلانا لا نملك من الأمر شيئاً غير الصبر والدعاء والابتهال إلى ربنا أن يرفع عنا الغلاء والمحن والفتن ظاهرها وما بطن، ويحفظ وطننا من كل مكروه.+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى