شغب الملاعب

> علي باسعيدة

> داء الشغب هذا المرض الخبيث بدأ يستشري في جسد رياضتنا المسكينة التي لا حول لها ولا قوة، وسط غفلة من الجميع بل يعتبره البعض شىئا عابرا لايتطلب مكافحته والقضاء عليه، وبالتالي فهو يظهر لنا بين الحين والآخر، وتتفاوت أضراره المادية غير أن اضراره النفسية هي الأشد والأكثر فداحة ،حينما يطل برأسه وكبريائه في أكثر من ملعب ،فإن ذلك معناه نهاية النهاية لرياضة لا زالت تحبو وتتعلم ألف باء كرة القدم.

بالأمس القريب وقع شغب وفوضى في ملعب «الكبسي» بإب وبعدها تكررالأمر في تعز ،ونحن لا زلنا في بداية المسابقة، والمسؤولون تعاملوا مع الموضوع بشيء من البرود ولم يقدروا إلا على فرض غرامة قدرها 20 ألف ريال على جماهير اتحاد إب، فيما الثاني لم يتعد توقيف الإداري أو اللاعب بالكثير عدة مباريات .. هكذا هي إجراءاتنا الاحترازية لمنع تكرار ذلك، غير أن الكثيرمن الدول المتقدمة قدمت العديد من الدراسات المتطورة في هذا المجال، بل إن الغرامة في العقوبة هي الأشد.

استفحال هذا المرض وهذه المشاكل بعضه يعود إلى عدد من المتهورين وبعض رجال الأمن الذين يتطلب تدريبهم على مثل هذه الإجراءات بدلاً من زيادة الطين بله، إضافة إلى التهيئة غير المحمودة من قبل بعض رجال الإعلام الرياضي، هذه الأمورنلوكها ونتحدث عنها دون أن نخرج معها بأي حلول، لذلك فهي تطل برأسها علينا في كل مرة.. وإفرازات ومجريات الملاعب هي شرر يجب أن لا نتغاضى عنه أو نغمض العين تجاهه لأن في ذلك خطورة تجلب أشياء أخرى نحن في غنى عنها لكون رياضتنا لا تحتمل، وقد يستغلها بعض ضعفاء النفوس في تأجيجها وعكسها لمصالح آنية وضيقة.

إن الوقوف أمام هذا الأمر بجدية ومسؤولية هو ما ننشده والخروج بحلول عملية على أرض الواقع هو الغاية التي يجب أن نسعى وراءها وأن لا ندع العلاقات والوساطات هي من تتحكم في قراراتنا، وبالتالي فإنها كديمة وخلفنا بابها والحلول التي تساعد على محاربة هذا الداء الخطير ليست صعبة بل تحتاج إلى إرادة قوية وإلى قوة قرار وتتمثل في الآتي:

1- تدريب وحدات خاصة مهمتها التعامل مع شغب الملاعب بطرق وأساليب حديثة ويمكن الاستفادة من تجارب الأشقاء والأصدقاء.

2- الحرص على إقامة المباريات في الملاعب الدولية الجديدة وبأسرع وقت ممكن دون أن تحشر المباريات في ملاعب الموت كملعب الكبسي بمدينة إب.

3- تكتثيف الجرعات التثقيفية لروابط المشجعين مع تشديد العقوبة لكل من يسيء للرياضة.

4- التعامل المسؤول من قبل الصحافة الرياضية وعدم تأجيج الشغب بعبارات غير لائقة.

هذه النقاط وغيرها إذا عملنا بجدية بها فإننا سنقضي على داء الشغب الذي يحاربه العالم والذي يشوه الرياضة وأهدافها النبيلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى