ملائكة وشياطين

> صالح علي بامقيشم/ثانوية نصاب/م. شبوة

> لأول مرة منذ زمن طويل.. تحس أن هذا الصباح مشرق بالأمل، الهواء منعش، اللحظات دافئة، الابتسامة على وجوه من رأتهم يأتي طواعية بلا تزييف، .. تذكرت كم هي مشتاقة اليوم إلى أطفالها، ملائكتها الصغار،، تفتح الباب بسرعة، تجدهم يلعبون ويمرحون في صالة المنزل، تحتضن أصغرهم وتمطره بالقبلات يركل أحدهم الكرة ويعثر، تضحك، تنبهت إلى أن ابنتها الكبرى لم تذهب إلى المدرسة، ماذا؟ مدرسة.. نحن في العطلة الصيفية، لاتتذكر أين سمعت هذا ، ! تغمض عينيها، يقترب طفلها بشفتيه من أذنها ويقول لها شيئاً، لم تسمعه أوووه، تحس أنها متعبة ولكن من يترك كل هذه السعادة ثم إن لم تكن راحتها مع أطفالها فمن أين تجد الراحة؟ تريد أن تقول لهم أشياء كثيرة كثيرة جداً، منها أن أملها أن تراهم يوماً ما وقد أصبحوا.. ....فجأة يتغير شكل المكان ويتبدل الزمان، تحس باختناق وضيق، تلفتت تبحث عنهم اختفوا جميعهم، وزوجها إلى جوارها في السرير يغط في نوم عميق، نام بعد مشاحنة بينهما وتهديدات أطلقها كعادته، .منذ ثمانية أعوام وهي تلهث خلف الأطباء، والأدوية لم تترك طبيباً إلا وذهبت إليه.. أتعبها حلم الإنجاب أصبحت حياتها مملة، بلاطعم، تبكي بصمت، شبابها، حظها العاثر، ينهض ذلك الشيء الذي يرقد بجوارها كالضبع، ينهرها بخشونة فتصمت وتعيد رأسها المليء بالأحزان والأصوات المتداخلة إلى حد الجنون لتبدأ حلم آخر، فراغ آخر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى