المحطة الأخيرة : الاعتراف بالخطأ قمة النضوج الفكري

> عبدالرحمن نعمان

> وصل الأمر إلى قاعة المؤتمر التاسع لاتحاد الأدباء والكتاب فرع عدن، تم توزيع نداء باسم المؤتمر يطالب بشدة إعادة اسم (عدن) لتلفازها.(هكذا إعادة ونضع خطين تحتها) بدلاً عن الرقم (22) البارز في شاشة القناة الوطنية منذ يناير 2005م , وإن كان ينطبق على التسمية الجديدة البديلة للتسمية السابقة (القناة الثانية) القول المأثور (رب ضارة نافعة) أو ما معناه (إذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود)، فإن ذلك قد حدث بعد ظهور الرقم (22) على شاشة القناة التي تبث برامجها من عدن منذ عام 1964م.. إذ أنه استنفر الأقلام التي لا أدري سبب مطالبتها بإعادة التسمية (عدن)، وكأن التسمية الأخيرة قد حلت بديلة لـ (عدن) المدينة .. العاصمة السياسية سابقا .. التجارية الاقتصادية اليوم.

إذ تناولت «الأقلام» عدن وكتبت الكثير من المعلومات عنها، قديمة وحديثة لم تكن معظمها قد عرفتها ذاكرتنا أو مرت عليها.. لكنها التسمية الجديدة جاءت سبباً لنبش ذاكرة الكتّاب ومكتباتهم.. وهذه فضيلة تحسب لصالح من أراد بقرار تسمية القناة الوطنية بـ (22) مايو.. وللأمانة كانت التسمية (تلفزيون جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) ثم (تلفزيون الجمهورية اليمنية - القناة الثانية)، لكنني لا أتذكر أن (تلفزيون عدن) قد احتل يوماً واجهة الشاشة وإن كانت برامجه تبث من عدن.

أنا لست مع التسمية الجديدة لاسباب أوجزها :

1- إنها رقم سياسي مثله مثل 26 سبتمبر و14 أكتوبر و7 يوليو و27 أبريل و30 نوفمبر.

2-إن الرقم (22) يوحي أن هناك (21) قناة.. قناة 1، قناة 2، قناة 3 إلخ، فعندما كانت هناك قناة فضائية كان لدينا قناتان إلى جانبها (القناة الأولى) تبث برامجها من صنعاء و(القناة الثانية) تبث برامجها من عدن.

3- القنوات الرقمية.. موجودة، ولكن حسب عدد القنوات التي في هذا البلد أو ذاك.

أما أن نطالب بإعادة التسمية (عدن)، فالحقيقة أننا نكون مطالبين بإعادة ما لم يكن موجوداً أصلاً ومع تقديري للأستاذ حسين العواضي وزير الإعلام، أرجو أن يكون كما أتصوره وما زلت.. ذلك الذي يرى دائما الأنسب والأفضل حتى في بدلاته المتناسقة المتناغمة.

ومن هذا المنطلق أضع المقترح التسمية (عدن/ الوطنية) أو (المحلية) أو (الأرضية).. على أن تكون (عدن) بحجم أكبر، والوطنية أو غيرها بحجم أصغر أو أن تكون (عدن) فقط أسوة بقنوات دول الخليج، التي لن تكون قناتنا نشازاً عنها إلا إذا بقي الرقم (22) على واجهة الشاشة .. فما هو ردكم؟ أو ملاحظاتكم (جميعاً) بما كتبته؟ إننا لمنتظرون .. مع علمي أن الخطأ لا يصر عليه إلا جاهل ولا يعترف بالخطأ إلا عالم .. فهل وفقني الله إلى وقف نزيف الحبر؟!

مأخوذ من عنوان لدرس من دروس المطالعة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى