يتغنون بعدن .. وهي منهم براء

> نعمان الحكيم

>
نعمان الحكيم
نعمان الحكيم
كانت معظم التصريحات الرسمية في عدن تشير إلى أن عدد سكان المحافظة قد وصل إلى : مليون وزيادة، وصرح بتأكيد أكبر الأخ د. يحيى الشعيبي، محافظ عدن في منتدى «الأيام» بأن سكان عدن يزيد عن : مليون ومئتي ألف نسمة، وهو ما يتطلب مشاريع إغاثية وطرقات ومخططات وغيرها .. ما يعني أن تضع الدولة نصب عينيها عند وضع الخطط الاستثمارية ورسم المشاريع على أساس هذا الكم المتنامي للسكان، لكي يتم تلبية الاحتياجات المهمة كالتربية والصحة والمعيشة وغيرها من الأمور التي تؤدي إلى النهوض بالحياة برمتها.

وعدن باعتبارها عاصمة اقتصادية وتجارية ومدينة تليدة، وكانت عاصمة للدولة قبل الوحدة يصعب أن تصدق أن تعداد سكانها اليوم، وفقاً للتعداد العام الأخير، الذي جاء مخيباً للآمال، وفيه من المغالطة والإلغاء لهذه المدينة، حيث بينت النتائج أن عدن وهي ذات الرقم (14) في المسلسل العام لـ (21) محافظة قد بلغ تعداد سكانها : 413.590 نسمة، وهو رقم مجحف لا ندري كيف تم استنتاجه وعلى أية أسس تم اعتماده؟ في حين كان عشية الوحدة عام 90م يبلغ عدد سكان عدن قرابة هذا الرقم بناقص شوية، فأين البقية؟ وهل هذا ذر للرماد في العيون، لحرمان عدن من مشاريع يتغنون بها ليل نهار؟ ولكنهم في قرارة أنفسهم يقارنونها بصعدة أو عمران أو شبوة من حيث تعداد الأنفس ليس إلا؟!

وإذا كان الرقم (14) يعيد إلى الأذهان ثورة 14 أكتوبر الخالدة في النفوس مثلما هي الوحدة المباركة، فإن نظرة إلى هذا الرقم يجب أن تتغير بالتدقيق والتصويب، أما الطامة الأخرى فهي تعداد الأسر بعدن، فقد بلغت 699،68 أسرة، وبلغ عدد المساكن فيها : 749.90 مسكناً، وهي أرقام مخجلة مضحكة ومبكية، فيما لو تمعن فيها المرء بشيء من المنطق والعلم والأخلاق.

ليبارك الله لعدن ما هي فيه، فقد سئم الناس كثرة الكلام والشكا ولعل هذه النتائج قد أوصلتنا إلى الجحود الرسمي .. فهل من مزيد؟!

إن وضعاً كهذا نطرحه ليس لمجرد النقد والتجريح، وإظهار الخلل عارياً فقط، بل لنقول للناس وخاصة المسؤولين عن أمورنا، من قيادة رأس الدولة والحكومة والنواب والشورى .. إلخ: بالله عليكم .. هل هذه الأمور تبعث على الارتياح، وهل كل الخسائر التي تمت من أجل التعداد ليأتي هذا المولود القاصر .. إن جاز التعبير.

الخلل باد للعيان .. ونقده وتقويمه ضرورة لا مندوحة منها، وليس عيباً أن نراجع السجلات، ونعيد التعداد المشكوك فيه، لأن الظلم سوف يلحق بالمدينة أكثر مما هي فيه، وأبنائها وساكنيها، ولن يكون ميزان العدل والعدالة قد وفى وأوفى.

وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، هكذا يعلمنا قرآننا الكريم، لكنه قبل ذلك يعلمنا بأن الزبد يذهب جفاء ، فهل تصحح الأمور عن قريب وبجدية ووطنية، أم نسلم بما هو واقع، وعلى الدنيا السلام؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى