ازمة مادة الديزل تطال بعض المحافظات

> محافظات «الأيام» خاص :

>
موطنون بصنعاء يقفون طوابير مع عبواتهم البلاستيكية امام احدى محطات الوقود مساء أمس
موطنون بصنعاء يقفون طوابير مع عبواتهم البلاستيكية امام احدى محطات الوقود مساء أمس
الذين سمعوا عن أزمة الديزل في السابق ربما لن يصدقوا ما يمكن أن يترتب عليها من مشكلات الا حينما يقفون في الطوابير التي تأخذ بالانتصاب والتمدد انتظارا للحصول على ما يحتاجونه من هذه المادة أمام بعض محطات الوقود لساعات طوال قد تمر دون ان يحصلوا على قطرة واحدة منه ومثل هذه الصورة رصدتها «الأيام» أمس حينما توجهت الى احدى المحطات الواقعة في اطراف العاصمة صنعاء حيث اصطف امامها اربعة طوابير طويلة من السيارات في انتظار الديزل الذي ظهر ان المحظوظين فقط هم الذين يصلون اليه اما البقية الباقية وهم الكثر فإن الوصول اليه بالنسبة لهم يعد ضربا من المستحيل.

وفي هذه المحطة تقف طوابير السيارات في 4 صفوف متوازية، بعد ان اغلقت شارع جامعة الإيمان بمساربه الثلاثة.. هنا في هذا المكان المتزاحم والمتلاحم والمتلاطم من السهل ان تتحول أبسط الأمور الى مشادات ومشاجرات ونزاعات تحدث حينا بين (المطوبرين) انفسهم وبين هؤلاء والقائمين على محطات الوقود، تسفر عن حوادث كارثية.

احد المنتظرين يدعى (ع.ي.م) وهو سائق باص أجرة قال لـ«الأيام»:«انا اعمل على سيارة أجرة (باص) منذ الصباح الباكر حتى آخر الليل لكي أوفر لأولادي لقمة العيش، ولكني فوجئت اليوم بوقوفي في هذا الطابور المترامي الأطراف منذ حوالي 6 ساعات، ما الذي يحدث؟ ولماذا هذا التعقيد؟ لماذا يحتكرون الديزل؟ من المستفيد من ذلك، هل هي الحكومة أم صاحب المحطة؟».

مواطن آخر يدعى (ع.ن) كان يحمل بيديه أواني بلاستيكية (دباب)، قال: «انظروا وصوروا هذه الزحمة، هؤلاء الناس بعضهم يقوم بتهريب وتخزين الديزل، ونحن هنا منذ خمس ساعات واكثر ولازلنا في آخر الطابور.. لماذا هذه المحطة بالذات؟ لماذا المحطات الأخرى لا تفتح وتقوم بتزويد الناس بالديزل؟ أين وزارة النفط ولماذا لم تنزل لجنة منها للتفتيش على المحطات الأخرى التي تنفي وجود الديزل لديها فيما تقوم بتعبئة سيارات محددة؟».

والتقت «الأيام» بحارس المحطة ويدعى (ع.م.م)، الذي قال: «أنا حارس في المحطة واطلب جهة أمنية تقوم بحراسة المحطة، هناك مشاكل وناس خرجوا عن دائرة الصبر ومزاحمات وتعقيدات بالجملة.. ونحن نصيح فلا المواطن سمعنا وقدرنا ولا الحكومة وضعت حل.. المحطات الأخرى فيها ديزل ولكنها تنكر وجوده لديها، وماعدى هذه المحطة، التي مضى علينا ثلاثة أيام ونحن يوميا نقوم بتزويد ما يقارب من 2500 سيارة واكثر والطابور المتزاحم لايزال بنفس العدد.. ماذا نفعل اجيبونا؟!».

اما المواطن (ف.ع.م)، فيبدو أنه بدأ يخرج عن طوره فقد تقدم نحو مندوب «الأيام» مصرحا بصوت عال غضوب: «من مكاني هذا اقول كلمة للمسئولين في الدولة.. خافوا الله في الناس.. اذا كان التقصير من الدولة، خافوا الله، واذا كان التقصير خارج ارادتهم وهذا لا يصدقه عقل.. فالله يعين الجميع».

وقبل ان تودع «الأيام» المكان كادت مشادة ان تتحول الى كارثة حينما تدخل حراس المحطة ببنادقهم ضد مواطن مسن كان قد عبر عن ما اصابه من تعب وانتظار في جو بارد بألفاظ مست صاحب المحطة.

في هذه الزحمة المتلاطمة لم يكن من الصعب اكتشاف ان هناك من يقوم بالتزود بالديزل بكميات تفوق حاجته، بواسطة تعبئة البراميل الكبيرة والدباب البلاستيكية.

سيارات مصفوفة أمام محطات الوقود أمس
سيارات مصفوفة أمام محطات الوقود أمس
و مازالت أزمة الديزل بمحطات التموين بالوقود حتى أمس الاربعاء بمديريات وادي حضرموت تلقي بانعكاساتها السلبية على الحياة العامة بالمنطقة، إذ قلت حركة السيارات على الطرقات لاستخدام 90% من إجمالي السيارات بالوادي والصحراء وقود الديزل لحركتها، كما توقف عدد من المزارعين عن ري مزارعهم منذ أيام لاستخدامهم رفع المياه بمحركات الديزل، إلى جانب توقف عدد من المحال التجارية الخدمية التي تستخدم في إنتاجها محركات الديزل كمعامل المياه المكررة، وشوهدت أيضاً البلدوزرات والدكاكات التي تعمل بمشاريع الطرقات بمختلف مناطق الوادي توقفاً كاملاً، لانعدام مادة الديزل في ظل الأزمة العامة التي تشهدها عدة محافظة يمنية.

وتصطف طوابير طويلة لسيارات الأجرة والشحن وسيارات المزارعين وعليها البراميل انتظاراً للتموين بمادة الديزل، والذي نفذ تماماً من محطات وادي حضرموت والصحراء.

وافاد «الأيام» عدد من اصحاب محطات الوقود في عاصمة محافظة شبوة (عتق) ان مادة (الديزل) غير متوفرة لديهم منذ اكثر من أسبوع. وذكر هؤلاء ان عددا من محطات الوقود قد اوقفت عملها بسبب هذه المشكلة التي الحقت بهم خسائر كبيرة.

وناشدوا قيادة السلطة المحلية بالمحافظة بمتابعة الجهات المختصة لوضع معالجات سريعة لهذه الأزمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى