> فردوس العلمي

بعد كل هذه المعارض التي نالت استحسان القراء في اليمن وجدنا أنه من الضروري إنشاء مكتبة نموذجية في اليمن وخاصة في عدن، وبعد اكتمال الفكرة زرنا الأستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة والسياحة وعرضنا عليه الفكرة فرحب بها وقدم لنا كافة التسهيلات وعمل على تذليل الصعوبات، ومن خلال الصحيفة أتقدم بالشكر والتقدير له ولكل من ساهم معنا في إنشاء هذه المكتبة».
وعن آلية عمل المكتبة يقول «نعمل على فترتين صباحاً من 8 وحتى الواحدة ظهراً، وفترة المساء من الساعة الرابعة إلى التاسعة ليلاً ونفتح أيام الإجازات والعطل الرسمية والأعياد.
يحتوي المعرض على الكثير من العناوين العلمية والأدبية في شتى علوم المعرفة من كتب قانون وهندسة وأدب وشعر وأيضا كتب علم الاجتماع وعلم النفس إضافة إلى التاريخ والجغرافيا، كما يوجد في المكتبة كتب في مجال التجارة والاقتصاد وكتب تتكلم عن السياسة إضافة إلى كتب الفلسفة والزراعة، وتحتل الدراسات الإسلامية جناحاً كبيراً في المعرض إضافة إلى كتب التفاسير وجناح خاص بعلوم التقنيات ( الكمبيوتر) وأغلب الإصدارات في هذا المجال متوفرة في المكتبة إضافة إلى القواميس والمعاجم العربية والإنجليزية، ولم ينس الأستاذ سمير ياسين في ظل انشغالاته بتحضير أجنحة المكتبة الأطفال الصغار فعمل لهم جناحا خاصا بهم».
ومن خلال زياراتي المتكررة للمكتبة وجدت أن أغلب رواد المكتبة تجمعهم صداقة بالأستاذ سمير ياسين، ويقولون إن مكتبة الأستاذ سمير أشبه بمنتدى ثقافي متجدد.
وعن المعارض التي شارك فيها الأستاذ سمير يقول: «شاركت في معظم المعارض الدولية وفي أغلب الدول العربية، وحاليا أشارك في معرض صلالة الذي سيقام خلال شهر مارس وبعدها سأشارك في المعرض الذي سيقام في شهر أبريل في مدينة تونس».
وعن سبب ارتفاع أسعار الكتب المتوفرة في المكتبة يقول «في الواقع الأسعار ليست غالية و إنما يعود ذلك إلى تدني قيمة العملة المحلية، ويقارن أسعار الكتب في بعض الدول العربية ويقول مثلاً في الكويت يصل سعر الكتاب إلى( 2) دينار كويتي أي ما يعادل ( 6 ) دولار أمريكي وبقيمة (600) ريال يمني فنحن نحسب قيمة الدولار بـ (100) ريال حتى في موسم ارتفاع الدولار ولكن بسبب عدم ثبات سعر الدولار، فإن المكتبات المحلية تحسب الدولار (225) ريالاً ويشمل هذا المبلغ أجور الشحن ومصاريف النقل ولكن نحن نحسب الدولار بـ (100) ريال فقط رغم ارتفاع سعره، والدليل إننا نعطي القوائم الرسمية للناشرين الذين نمثلهم» .
وعلى ذكر الناشرين يقول الأستاذ سمير ياسين «لدينا توكيلات أكثر من عشرين دار نشر من مختلف الدول العربية: بيروت ، القاهرة، سوريا، الأردن و تونس، وكلها دور نشر على مستوى عال». ويقول الأستاذ سمير «إن سبب إقامة هذه المكتبة في عدن هو القارئ اليمني».
ويصف القارئ اليمني بأنه أهم قارئ فهو لديه حب الاطلاع على شتى المواضيع ويمر على كافة أجنحة المعرض عكس القارئ الآخر، الذي يدخل المعرض ويتجه إلى الجناح الراغب فيه ولا يكترث بباقي الأجنحة المتواجدة في المعرض ».
وعن التوجهات المستقبلية للأستاذ سمير ياسين في دنيا الكتب وعالم المعارض يقول: «نحن الآن بصدد إنشاء (3) فروع، إن شاء الله، في كل من صنعاء ، المكلا، والحديدة وأتمنى النجاح في هذه الفروع».
وفي ختام هذا اللقاء لا يسعني إلا أن أقول إن مهرجان القراءة للجميع ومعرض الكتاب اللبناني اسمان ارتبطا بالأستاذ سمير ياسين عفيف، صاحب ومدير مهرجان القراءة للجميع ومعرض الكتاب اللبناني الذي تحتويه القاعة الخلفية لمكتبة عبد الله باذيب (المكتبة الوطنية) في مدينة عدن وكلما زرت هذا المعرض أجد فيه الكثير من المواطنين يشترون الكتب ذكوراً وإناثا صغارا وكباراً، مما يشعرك بأنه يوم الافتتاح رغم أن المكتبة قائمة لأكثر من عام
وفي الأخير أختم هذا اللقاء بمقتطفات من كلمات رقيقة عبرت بها (نسمة) إحدى زائرات المكتبة فيما كتبته في سجل الزيارات الخاص بالمكتبة. تقول الكلمات: «وكأنني أجول في بستان مملوء بالورد والريحان، وفي كل التفاتة أرى الإنسان على مر العصور والأزمان، وكأني أضع قدمي على سلم .. كلما ارتقيت فيه بهرني و أسرني ما أصل إليه .. يا هذا لو تسمعني
أنا عطشى لمثل هذا النهر .. أن ننادي ونصرخ:
أين مثل هذا في ثغر اليمن الباسم .. ألا تستحق عدن؟ فهل من مجيب ؟
ونحن بدورنا نقول هل من مجيب؟ سؤال ننتظر عليه الإجابة من كل من يحب عدن.