إلى وزير الصحة :الملاريا في واد والمكافحة في واد آخر

> «الأيام» شكاوى المواطنين :أحمد بوصالح

> الانتشار الخطير لوباء الملاريا الذي تشهده هذه الأيام بعض مناطق مديرية رضوم، والذي وصل حتى الآن عدد المصابين به 464 مواطناً، يعد مؤشراً خطيراً لتوسع انتشاره بدليل ازدياد أعداد المصابين به يوماً عن يوم.. وذلك يدل على عدم قدرة جهود المكافحة التي بذلتها جهات عدة في السيطرة عليه، أو حتى إيقافه عند حد معين، فالمناطق الموبوءة يزداد حال مواطنيها سوءاً بفعل هذا المرض اللعين (الملاريا).

ولأن مواطني تلك المناطق يعتبرون من أشد أهل اليمن فقراً، فقد زادت معاناتهم مع الملاريا من سوء حالهم، فالحقيقة المرّة أن أعمال المكافحة لم تكن كافية، لعدم انتظام القيام بها، وكذلك لعدم استمرارها، فعملية رش ليوم أو يومين كحد أعلى ليست كفيلة بإبادة أسراب البعوض الناقل الذي فتك بأهالي مناطق عرقة ورضوم وعين بامعبد وبئر علي، فعرقة، على سبيل المثال، وصلت فيها الملاريا إلى كل البيوت فلم يخلُ منزل من منازلها من الملاريا. ووصل الأمر أحياناً إلى إصابة كل السكان في هذا المنزل أو ذاك.

رغم هذا، إلاّ أن الجهات الرسمية المناط بها حماية حياة المواطن كوزارة الصحة والسكان لم تتفاعل مع الأمر وكأنه لا يهمها في شيء. وإن تجاوبت وفعلت شيئاً فتكتفي بإرسال فريق طبي لا يستمر عمله أكثر من يوم، يقومون خلاله بصرف أدوية ومضادات أكل الزمن عليها وشرب. ولم تعد مستهلكة أو مستخدمة في بقية دول العالم عند مجابهتها لمثل تلك الأوبئة والأمراض المعدية، ومكتب الوزارة في المحافظة (يتفرج).. واكتفى بإرسل سيارة رش أفرغت ما في أحشائها وعادت أدراجها مسرعة إلى عاصمة المحافظة عتق، تاركة خلفها البعوض يتوالد ويتنقل من جسد إلى جسد ويحصد الأبرياء دون أن يندى جبين مسؤول في المكتب. وفي ظل هذا الانتشار الخطير وما تقوم به «الأيام» مشكورة من نشر نتائجه أولاً بأول، الذي يفترض أن يجد التجاوب الكافي معه من الوزير أو المحافظ أو مدير المكتب، إلا أنه ويا أسفاه.. بقي حبراً على ورق، فمن يصدق أن المواطنين هناك يصارعون الموت ولا توجد أي أعمال لمكافحة الملاريا تذكر، لا علاج لا رش ولا يحزنون، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.

فمراكز دحر الملاريا اتضح أنها أكذوبة، فهي قابعة في معظم عواصم المحافظات والمسؤولون عنها يستهلكون إمكانياتها، والوباء في مناطق فقيرة ينهش في أجساد المواطنين دون رحمة .. إنها استغاثة أوجهها عبر «الأيام» إلى الأخ وزير الصحة والسكان باسم كل طفل وكل امرأة وكل شيخ .. فيا ترى هل من مجيب؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى