> طالب وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم خلال زيارة قصيرة لمصر يوم امس الثلاثاء بوضع "خارطة طريق" جديدة لدفع عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية, وقال شالوم عقب محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ونظيره المصري أحمد أبو الغيط إن الخطة المقترحة ستكون مكملة لخطة "خارطة الطريق" الدولية الحالية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف شالوم أن من "المهم جدا إطلاق خارطة طريق جديدة لدفع علاقات إسرائيل مع العالم العربي" مشيرا إلى أن "إسرائيل تريد
التعاون مع مصر في الترويج لهذه الرؤية" لانها ستعود على الشرق الاوسط "بفوائد ملموسة".

وأصر الوزير الاسرائيلي على أن "الفرصة مواتية في الشرق الاوسط حاليا .. يجب على كل منا بذل قصارى جهدها لانتهاز هذه الفرصة".

من جانبه قال أبو الغيط إن الموقف العربي بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل تم عرضه بوضوح خلال قمة الجامعة العربية لعام 2002 وخلال القمة العربية في الجزائر الشهر الماضي.

وأضاف الوزير المصري أن العالم العربي سيوافق على التطبيع مع إسرائيل في حالة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

يذكر أن العلاقات المصرية-الاسرائيلية تحسنت منذ كانون الاول/ديسمبر عام 2004 عندما توصل الجانبان إلى اتفاق تجاري بمشاركة الولايات المتحدة.

وفي آذار/مارس الماضي أعادت مصر سفيرها إلى تل أبيب بعد أن كانت قد سحبت السفير من هناك قبل أربعة أعوام احتجاجا على استخدام إسرائيل للقوة المفرطة في التصدي للانتفاضة الفلسطينية.

وترتبط إسرائيل حاليا بعلاقات دبلوماسية كاملة مع كل من مصر والاردن وموريتانيا وهي تسعى لتطبيع العلاقات مع 10 دول عربية أخرى.
وكان من المتوقع قبيل زيارة شالوم للقاهرة أن تركز محادثاته في العاصمة المصرية على الوضع الامني في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة والمتاخمة لشبه جزيرة سيناء المصرية.

لكن يبدو أن الجانبين لم يحرزا تقدما يذكرا بهذا الخصوص حيث لم يتفقا على نشر قوات مصرية بمحاذاة ممر فيلاديلفي الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر والذي تسيطر عليه إسرائيل بموجب اتفاقيات أوسلو لعام 1993.

وأكد أبو الغيط مجددا موقف مصر الرافض لنشر أي قوات بمحاذاة الممر قبل الانسحاب الاسرائيلي الكامل من القطاع.

وقال شالوم إن إسرائيل ملتزمة بالانسحاب الكامل من قطاع غزة طبقا لتفاهمات قمة شرم الشيخ في شباط/فبراير الماضي لكنه طالب الفلسطينيين ببذل المزيد لكي يتسنى تنفيذ ذلك.

وأضاف "ندعو أبو مازن )الرئيس الفلسطيني محمود عباس( إلى اتخاذ قرار استراتيجي بتفكيك البنية التحتية للارهاب ومنع دخول
أسلحة إلى القطاع عبر الحدود المصرية".

وحول خطوات مصر لتأمين الحدود، قال شالوم "بذلت مصر جهدا كبيرا لكن ثمة حاجة إلى مزيد من العمل".

وصرح أبو الغيط بأنه نقل لشالوم مشاعر القلق في العالم العربي إزاء تهديدات الجماعات اليهودية المتطرفة باقتحام المسجد الاقصى قائلا إن هذه التهديدات تشكل خطرا كبيرا على عملية السلام.

من جانبه شدد شالوم على ضرورة محاربة "الارهاب" وقال إن الهجمات الصارخية على المستوطنات الاسرائيلية في قطاع غزة في مطلع هذا الاسبوع "غير مقبولة".