مع الأيام ...لعنة المؤخرة

> عبدالله ناجي علي

> هل قدرنا نحن الشعب اليمني أن نعيش هذا التخلف الجاثم حتى قيام الساعة؟ وهل التخلف الذي نعيشه ناتج عن وجود نقص في الموارد الاقتصادية والمالية مثلما نسمعه من ولاة أمرنا؟ ثم لماذا الشعوب المجاورة لنا تعيش أوضاعاً معيشية وخدماتية أفضل منا بعشرات المرات بينما نحن نتراجع إلى الخلف.. على الرغم من أن بلادنا تختزن موارد اقتصادية متنوعة وتحتل موقعاً جغرافياً متميزاً، والأهم من هذا كله هل ولاة أمرنا يقبلون على أنفسهم أن يحكموا شعباً غالبيته المطلقة تعاني الفقر الشامل والمرسوم على وجوههم؟.. وهل هذا الوضع أيضاً يشرفهم أمام العالم الخارجي الذي صار اليوم ينظر إلى التخلف باعتباره تهمة تاريخية وضعت الأنظمة العربية في قفص الاتهام؟!!

وإذا ما نظرنا إلى ثرواتنا والموقع الجغرافي المميز، فنحن والحمد لله نمتلك النفط والغاز وثروة زراعية وحيوانية وشريطاً ساحلياً طويلاً يختزن ثروة سمكية هائلة .. وقطاعاً سياحياً واعداً، وثروة بشرية بما فيه الكفاية، ولدينا ميناء عالمي يحتل موقعا استراتيجيا يؤهلنا لقيام أفضل منطقة حرة في الوطن العربي.. ولدينا رأسمال وطني نشط داخلياً وخارجياً ومخزون كبير من الكفاءات العلمية.. فكل مقومات التنمية متوفرة لدينا .. فقط ما ينقصنا هو إدارة حديثة وعمل مؤسسي لأجهزة الدولة، والاهم من هذا كله وجود إرادة سياسية مقتنعة بعملية التغيير، وإذا ما تحقق ذلك فإن بلادنا ستغادر «مؤخرة» قائمة البلدان المتخلفة التي تؤكدها دائماً تقارير المنظمات الدولية والمؤتمرات الاقليمية بل وحتى تلك التقارير التي تقوم بإعدادها المنظمات الدولية بالتعاون مع خبرائنا المحليين، فكل هذه التقارير تؤكد أن بلادنا ما زالت في «المؤخرة»، والغريب في الأمر أن خطاب الإنجازات عند غالبية ولاة أمرنا ما زال يلعلع ليل نهار، ونسمعهم يقولون لنا باستمرار إنهم قد حققوا لنا معجزات في التنمية، لاحظ عزيزي القارئ (معجزات)! ويبدو أنها بالفعل معجزات، ولكنها معجزات الفقر الشامل!

فالشعب يا دعاة الإنجازات يريد أن يتذوق ثمار هذه المعجزات التي تتحدثون عنها ليعرف على الأقل أن هناك إنجازات موجودة على الأرض، وحينها ستجدون أن الشعب سيرفع لكم تعظيم سلام، أما إصراركم على إشباع هذا الشعب شعارات، فهنا نقول لكم كفاية شعارات..وكفاية تخلف.. فالنتيجة واضحة على الأرض وها هي لعنة «المؤخرة» لقائمة البلدان المتخلفة ما زالت تطاردنا حتى اللحظة.

فخبراء المنظمات الدولية يؤكدون وباستمرار أن سبب تخلفنا يعود إلى الفساد ثم الفساد ثم الفساد، وليس النقص في الموارد الاقتصادية .. ونعتقد أن المدخل الاساسي لمعالجة هذا التخلف الذي (سمّرنا) في المؤخرة يبدأ أولاً من محاربة الفساد، يلي ذلك تحديث الإدارة وتفعيل العمل المؤسسي لأجهزة الدولة والقضاء على عسكرة الحياة المدنية ومشيخة الاستثمار، إضافة إلى البدء بتشبيب القيادة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وما د . يحىى الشعيبي والأستاذ عبدالقادر هلال إلا تأكيد على تطبيق هذه القاعدة التي أثمرت نتائج إيجابية على الأرض.

فحرام يا ولاة أمرنا أن تظل لعنة «المؤخرة» تطاردنا حتى اليوم، بعد مرور أكثر من أربعة عقود على قيام ثورتي سبتمبر واكتوبر.. فكفاية تخلف يا خبرة كفاية .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى