أزمة المياة في أحياء الشيخ الدويل والممدارة والمحاريق والسيلة..أستاذ جامعي: عملوا لنا (ركزة) في الشارع نصطف طوابير للحصول على الماء

> «الأيام» فهد قائد غالب :

>
عمال مؤسسة المياه مع سيارتهم يقومون بقطع العدادات على المواطنين ولا توجد مياه-الممداره
عمال مؤسسة المياه مع سيارتهم يقومون بقطع العدادات على المواطنين ولا توجد مياه-الممداره
موخرا لا يكاد يمر يوم دون أن تعكر صفو حياة المواطنين في مختلف مناطق محافظة عدن أزمة المياه، التي أصبحت مع الانقطاعات المتواصلة لساعات طوال، بل وأيام أحيانا آزمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

فالمواطن لم يعد يستطيع الحصول على حاجته من المياه الا بالسهر حتى ساعات الفجر الأولى بجانب الحنفية، او اقتطاع قيمة (بوزة ماء) من ميزانية معيشة أسرته وقوت اولاده.

وإن كانت أزمة المياه الراهنة - عفوا المتصاعدة منذ سنوات - تعود كما أوضحت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بعدن الى جملة مسببات، الا أنها تظل مسؤولية الجهات الرسمية لا مسؤولية المواطن، الذي يسدد فواتير شهرية بالآلاف.

«الأيام» بدورها نزلت الى عدد من مناطق محافظة عدن لتلسيط الضوء على معاناة لا يعيشها أهاليها وحسب، بل وكافة اهالي مناطق المحافظة جراء تفاقم أزمة الانقطاع في المياه وبلوغها حد لم يعد المواطن قادرا على احتماله.

لأهمية الموضوع هذا توجهت صحيفة «الأيام» إلى تلك المناطق لتنقل معاناة المواطنين من جراء انقطاع المياه ولفترات طويلة في مديرية الشيخ عثمان.. بدأنا أولا بمنطقة الشيخ الدويل.

أستاذ جامعي ينقل المياه من ركزة سبيل في الشارع

التقينا أ.د. جعفر محمد مقبل الشلالي، أستاذ مشارك في كلية الحقوق جامعة عدن، من ساكني حي الشيخ الدويل وتحدث قائلاً: بدأت مشكلة المياة في حي الشيخ الدويل منذ صيف عام 1994م وحتى يومنا هذا، رغم أننا أشعرنا الجهات المسؤولة بأزمة المياة وعدم حصولنا على الماء بشكل طبيعي ودائم مستمر، واشتدت المعاناة أكثر في السنوات الخمس الأخيرة حيث أصبحنا لا نحصل على الماء إلاّ لساعات قليلة عند الفجر. وتابعنا المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي فرع عدن أنا ومجموعة من المواطنين لإيجاد حلول لإيصال المياه إلى منازلنا ولكن دون جدوى، وفي نهاية كل شهر نفاجأ بإصدار فواتير جزافية - تقديرية كما تسميه المؤسسة - قيمة استهلاك الماء والصرف الصحي في حين عداد الماء لا يعمل على الإطلاق.

الممرات الخلفية للمنازل تفتقر لعمال المجاري
الممرات الخلفية للمنازل تفتقر لعمال المجاري
وعندما أثرنا المشكلة أكثر قامت المؤسسة بعمل ركزة أي قصبة سبيل في الشارع للمواطنين لنقل المياه إلى منازلهم عندما تتوفر فيها المياه وترتص أمامها طوابير من المواطنين رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً لحاجتهم للمياه.

فأصبحت أنا وأولادي مشغولين بنقل الماء إلى المنزل، وأنا في عامي الخامس والخمسين، وأنقل دبب الماء حتى أصبحت ذراعي والمفاصل تشعر بآلام من جراء نقل الماء من الشارع إلى المنزل .. وعندما وجدنا أنفسنا بلا حلول لمشكلتنا هذه واستمرار المؤسسة بإصدار فواتير بمبالغ لا أساس لها من الصحة. تقدمنا بدعوى إلى المحكمة الابتدائية التجارية بعدن بتاريخ 18/7/2004م ضد المدعى عليها المؤسسة العامة للمياة والصرف الصحي فرع عدن دعوى تنفيذ التزام. وتم الجلوس عدة جلسات في المحكمة رغم تغيب الممثل القانوني للمؤسسة عن بعض الجلسات ولدينا موعد للجلسة القادمة بتاريخ 10/4/2005م ونتمنى من صحيفة «الأيام» حضور هذه الجلسة .. ونهديكم وثائق الدعوى المقدمة ضد المؤسسة.

لجأنا لحفر الآبار وكأننا في الريف

رفعت مهدي صالح متزوج ولديه ثلاثة أطفال، أحد ساكني حي الشيخ الدويل، تحدث قائلاً: نحن نعاني مشكلة المياه منذ صيف عام 1994م وتعبنا ونحن نشكو للجهات المسؤولة، ولكننا لم نجد أي تجاوب من الإخوة في المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي فرع عدن، فبعض المواطنين لجؤوا لحفر الآبار وكأننا في الريف وليس في مدينة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية.

وكانت نتائج أزمة المياة في حي الشيخ الدويل هي فقدان شابين عزيزين على قلوبنا هما: أحمد بدر أحمد صالح، وائل سالم أحمد، اللذان لقيا حتفهما وهما يقومان بتصفية بئر قديمة في يوم السبت تاريخ 2/4/2005م.

طوابير كبيرة في الشيخ الدويل للحصول على المياه
طوابير كبيرة في الشيخ الدويل للحصول على المياه
طه حسن العولقي: أحد شباب حي الشيخ الدويل: مشكلتنا في أزمة المياة استمرت فترة طويلة، وقد تعبنا ونحن نتابع الجهات المسؤولة وأصبحنا نضيع كل وقتنا وعملنا للحصول على المياه، والشيء المؤسف جداً أن المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي فرع عدن، مستمرة بإصدار فواتير المياه وبمبالغ لا أساس لها من الصحة وأزمة المياه تسببت لي في مشكلة خاصة حيث إني قادم على الزواج، ولكن أسرة زوجتي رفضوا تزويجي إلاّ بعد أن تحل مشكلة المياة.

حي عنتر بالممدارة .. سهر طويل في انتظار وصول الماء

حزام سعدان محمد، أحد ساكني حي عنتر بالممدارة: المؤسسة العامة للمياة والصرف الصحي فرع عدن، تكذب على المواطنين، نحن نعاني مشكلة انقطاع المياة يومياً ومنذ فترة طويلة جداً، وكنا قد تفاءلنا كثيراً عندما سمعنا بأنه سيتم تغيير الشبكة القديمة وعمل شبكة مياه جديدة من أنابيب بلاستيكية، لكنه كان مشروعاً وهمياً أي دعاية للمؤسسة، فالشبكة القديمة كان الماء يصل عبرها إلى منازلنا في الفجر، ولكن بالشبكة الجديدة نجد الماء خارج منازلنا عند العدادات في منتصف الليل، ونبقى ساهرين من أجل الحصول على المياة، وإذا وجدت مياه في خطوط الأنابيب فهناك مواطنون لديهم (دينامات) كهربائية يسحبون بها المياة التي تتواجد داخل المواسير إليهم .

عدادات جديدة .. والماء غير موجود

عبده علي حسن، أحد ساكني حي عنتر بالممدارة: أصبحت أزمة المياة وانقطاعها المستمر في الممدارة مشكلتنا اليومية، فالمؤسسة العامة للمياة والصرف الصحي فرع عدن تقوم بعمل توسعات وخدمات على حساب الشبكة القديمة التابعة لنا.. دون عمل خطوط مد أنابيب جديدة رئيسية، مما يعود بالعبء علينا نحن أصحاب الخطوط القديمة.. كما تقوم المؤسسة بإصدار فواتير تقديرية وبمبالغ وهمية، وبعض المواطنين ينزعج من هذه المبالغ التي لا أساس لها من الصحة، ونفاجأ بعمال المؤسسة يقومون بسحب وقطع عدادات المياه عن المواطنين ويقومون بعمل أعواد خشب على فتحة أنابيب المياه، أي طريقة تخريبية ومزاجية. ولم تحل أزمة المياة حتى يومنا هذا.

خالد مقبل عبادي، أحد ساكني حي عنتر بالممدارة: منطقة الممدارة لا يكفيها مشاكل انقطاع الكهرباء وباستمرار ولا مشاكل المياة التي لا نجدها إلاّ عندما نسهر لها حتى الفجر، والغريب جداً عندما نتسلم فواتير المياة.

فهناك رسوم مجاري تستقطع علينا ولكننا لم نشاهد عمال المجاري يقومون بتصفية خلفيات المنازل، فأصبحت خلفيات المنازل مستنقعات وبحيرات من مياة المجاري التي أصبحت مأوى وملجأ لتكاثر البعوض وبشكل كبير، وانعدام عمال رش المبيدات في أحياء المنطقة حتى أصبحت الروائح الكريهة تشتم عندما نكون في سطوح منازلنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى