«الأيام» تستطلع أوضاع منطقة شوحط بمديرية لودر :«شوحط فؤاد العوذلي» .. المنطقة المطوقة بخطوط الحرمان

> «الأيام» سالم لعور :

> شوحط.. إحدى مناطق مديرية لودر بمحافظة أبين، تتكون من 13 قرية هي: الدرب، القرن، الحصن، الجربوب، المفراقة، الراقة، المفروكة، آل الزهور، آل بريك، آل الصمول، آل عباد، آل محمدي والعلهين,وتقع شوحط في الشمال الشرقي لمدينة لودر وتبعد عنها بحوالي 6 كيلومترات، ويحدها من الغرب منطقة الحضن ومن الشرق (امشعة وامنجدة) ومن الشمال سلسلة جبال الكور ومن الجنوب الضواحي الشرقية لمدينة لودر.

«شوحط النور» ..«شوحط فؤاد العوذلي» كما وصفها سلطان آل عوذلة (السلطان محمد بن جعبل العوذلي) .. شوحط الدرة الجميلة المنسية المنطقة التي لم تلق الاهتمام من قبل السلطات المحلية في المديرية لودر والمحافظة أبين ومن قبل القائمين على المنظمات الداعمة أيضا. لم تحظ هذه الدرة الجميلة بنظرة اعتزاز أو رأفة (ولو بنصف عين) من السلطة المحلية في لودر والمحافظة أبين أو المركز صنعاء، لتأخذ نصيبها من المشاريع مثل أي منطقة من مناطق المديرية المترامية الأطراف.

«الأيام» استطلعت أوضاع هذه المنطقة المطوقة بخطوط الحرمان الحمراء حتى من أبسط الحقوق، كالخدمات الصحية والطرقات والهاتف والمدارس وغيرها.

بداية تحدث اللواء (متقاعد) علي سالم محمد امبجيري، قائد لواء 17 يوليو سابقا وصاحب الدور البارز في تثبيت دعائم الوحدة اليمنية والدفاع عنها، وأحد المنتسبين الذين تم تجاهلهم حالياً.. قائلاً: منطقة شوحط من أغنى مناطق مديرية لودر، فقد حباها الله بمقومات تتمثل في موقعها الجغرافي بموازاة جبال الكور، حيث يمر فيها ثلاثة أودية رئيسية هي وادي شوحط، وادي امشعيبة، وادي العطف، وتمتلك أكبر مخزون لمياه الشرب والزراعة في باطنها على مستوى المديرية، ويوجد بها مشروع من أكبر مشاريع المياه بالمديرية، ويباشر عمله بإشراف لجنة أهلية، وفيها بئر عطوة التاريخية، التي حفرها الأجداد عام 1920م .. وشوحط من أغنى مناطق المديرية زراعياً، إذ يوجد بها 36 بئراً مفتوحة وارتوازية، ويعتبر مزارعوها من المؤسسين الأوائل لجمعية لودر الزراعية متعددة الأغراض (سابقاً) وتشتهر بزراعة الحمضيات والخضار والفواكه، إلا أن شوحط بالمقابل تعاني من وطأة الطوق الأحمر الذي حرمها نصيبها من المشاريع صحياً وتعليمياً وعلى مستوى الطرقات والهاتف والحواجز والسدود وحقوق الناس في الوظيفة العامة والمتقاعدين المحرومين من أبسط الحقوق في مساواتهم مع آخرين من مناطق ومحافظات أخرى، إضافة إلى أنه لم يتم النزول الميداني من قبل السلطات في المديرية والمركز لتفقد أوضاع المنطقة، وهموم مواطنيها إلا أثناء الانتخابات لغرض الكسب السياسي فقط في هذه المواسم .. هذه بعض مطالب منطقة شوحط أوجهها لفخامة الأخ رئيس الجمهورية، الذي تربطني به مواقف شرف وبطولة ووفاء، الذي قال «الوحدة لا ضرر ولا ضرار»، وبدون أن يمن أحد على الآخر، أقول لفخامة الرئيس إن منطقة شوحط تضررت جداً ، وأقول لدولة رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال كلمة شكر وتقدير لكلمتك الشهيرة «جيل هذه الساعة لا مؤتمر لا اشتراكي لا إصلاح ولا ناصري»، نعم هذا ما نريد، لكن هل سترحمون شعبنا يا ترى من جحيم الجرعات؟ وهل ستعيدون الدولار البنكي السوقي إلى 51 ريالاً والدولار البنكي الدولي الى 15 ريالاً، وعلى أن تكون قيمة البضاعة للدولار البنكي السوقي لا تزيد عن 99 ريالاً، هذا خير ما ستقدمونه للشعب لأن حبل الوريد ما عاد له قدرة على تحمل الجرع.

<أحمد الخضر محمد جهموم، شخصية اجتماعية، وصف منطقته شوحط بأنها ما تزال خارج نطاق التغطية رغم أنها الدائرة المحلية التي ينتمي إليها خيرة المدافعين عن الثورة والوحدة، ورغم أنها جسدت الوعي الانتخابي في أرفع درجاته بالنسبة للانتخابات التي فاز فيها مرشح الاشتراكي، بينما بقية الدوائر فاز بها مرشحو المؤتمر (16 مركزا)، وقد حرمت من كل المشاريع التي نراها تتكدس بكثرة في مختلف المناطق، ولا أدري هل هناك علاقة ما بين صوت الناخب والمشاريع التي يجب أن تمنحها الدولة سواسية لأبناء الشعب بمختلف انتماءاتهم أكانت حزبية أو مستقلة؟

وأوجه السؤال لجهات الاختصاص: لماذا تجاهلتم شوحط بالذات؟ ولماذا لم تفُز شوحط بحقها مثل أي منطقة من المشاريع الخدماتية مركزية أو سلطة محلية أو منظمات داعمة، حتى تتغير نسبتها من المشاريع الوحدوية المساوية (صفر مشروعا)، وأقول اتقوا الله في أنفسكم لم يفز مرشح الاشتراكي بمنطقة شوحط إلا بفارق صوتين عن مرشح المؤتمر، والناس في شوحط منهم الاشتراكي ومنهم المؤتمري ومنهم المستقلون ومنهم من ينتمون إلى بقية الأحزاب الأخرى.

<نبيل محمد أحمد العبهي، معلم بمدرسة الشهيد مصور (الوحيدة) بشوحط للتعليم الأساسي، قال: لا توجد بمنطقة شوحط غير مدرسة وحيدة للتعليم الأساسي، لم تبن على نفقة الدولة أو أي من قبل المنظمات الدولية، لكنها بنيت على أكتاف الأهالي ونفقاتهم الخاصة ومبادراتهم الذاتية، يدرس بها أكثر من 700 تلميذ وتلميذة، يكتظ الصف بأكثر من 60 تلميذاً، أما بناتنا فحدث ولا حرج، حُرمن من التعليم نتيجة الاختلاط وحرمن من إكمال التعليم الثانوي والجامعي ومعهن أيضاً الطلاب لبُعد المنطقة عن ثانوية راجح وكلية التربية لبودر، اللتين تقعان في عاصمة المديرية لودر التي لا يربطها بشوحط غير طريق ترابية ووعرة لا يتصورها مخلوق.

وتابع الحديث قائلاً: «بهذا الصدد أناشد الأخوة عبدالسلام الجوفي، وزير التربية والتعليم والأستاذ د. عبدالعزيز صالح بن حبتور، نائب الوزير والأخ محافظ أبين ومدير عام التربية والتعليم بأبين والأخ منصور القباطي، المدير التنفيذي لصندوق الرعاية الاجتماعية، الالتفات لهذه المنطقة ببناء مدرسة جديدة لتخفيف الضغط على مدرسة شوحط الوحيدة، خصوصاً وأن استراتيجية هذا الصندوق تعتمد على بناء مدارس وفصول نموذجية في المناطق ذات الكثافة الطلابية والسكانية».

<محمد أحمد عبدربه الشتيمي، تحدث عن الخدمات الصحية قائلا: لا توجد وحدة صحية بمنطقة شوحط التي يبلغ سكانها حوالي 6000 نسمة، وتبعد 6 كيلومترات عن أقرب مركز صحي ولا يوجد طريق إسفلتي، وبالتالي يصعب نقل المرضى بصورة سريعة، لذلك تحدث أكثر حالات الوفاة بسبب هذه العوامل، إضافة إلى ظروف المواطن المادية لاستئجار سيارة أحيانا لنقل مريض، ولم نلمس من الدولة أي دعم في هذا الجانب، ونتساءل حتى متى ستظل هذه المنطقة محرومة من الخدمات الصحية؟.

<عبدالله أحمد حقيس، رئيس نقابة النقل والفرزة بالمديرية تحدث عن الطرقات، وقال: شوحط محرومة من الطرقات، حيث إن الطريق الذي يربط مدينة لودر بمنطقة شوحط لا يتجاوز طوله 4 كيلومترات تبعد عن الطريق الإسفلتية التي تربط لودر بمنطقة دمان، وأطالب السلطات بسفلتة هذا الطريق لما له من أهمية خصوصاً وأن شوحط منطقة زراعية، إذ يوجد بها حوالي 36 بئراً وتعتمد عليها المناطق الأخرى في التموين بالخضار والفواكه أيضاً.

<أما عبدالرحمن عبدالله الفداء، فقال: منطقة شوحط تفتقر لأبسط الخدمات كالهاتف، حيث يمر الكابل على بعد حوالي 150 متراً من المنطقة أي بالقرب من قرية آل المحمدي الحدودية، ولا أدري لماذا لم يتم توصيل خدمة الهاتف إلى شوحط رغم توجيهات محافظ أبين بهذا الخصوص؟

<الخضر علي أحمد، المشرف الرياضي لفريق منطقة شوحط، تحدث وقال: تمتلك منطقة شوحط خامات من اللاعبين وبعضهم يلعب لفرق الدرجة الثانية، وسبق وأن حقق فريقنا مراكز متقدمة على مستوى الأنشطة الرياضية في كرة القدم للفرق الشعبية بالمديرية، ونناشد الخيرين والجهات المختصة والأندية المعترف بها رسمياً مساعدتنا وتقديم العون لنا، فنحن بحاجة الى استحداث ملعب لفريق شوحط المكون من جميع فرق المنطقة، وبحاجة الى مستلزمات رياضية كالقمصان والأحذية الرياضية وإعطاء الفرصة لخاماتنا الرياضية عند انضمامهم للأندية المعترف بها.

<وخلاصة القول حديث الأخ صالح الخضر الصاد، ممثل المنطقة في المجلس المحلي بلودر، الذي قال: سبقني الزملاء وتحدثوا بما فيه الكفاية وأود التأكيد على أن منطقة شوحط تعاني الكثير والكثير، وهي بحاجة الى إعادة النظر والالتفات إليها كونها محرومة من خدمات الطرقات والصحة والهاتف والمدارس .

كما أن المنطقة بحاجة الى بناء حواجز مائية كونها منطقة زراعية وتربتها خصبة .. أبناؤنا حرموا من التوظيفات ومنهم من يحمل شهادة الثانوية العامة أو الدبلوم، وأدعو جهات الاختصاص والسلطة المحلية بالمديرية وقيادة محافظة ابين والوزارات المختصة وكل الخيرين إلى الوقوف والاهتمام بهذه المنطقة، التي حرمت من أبسط مقومات الحياة فيها، وهذا بحاجة إلى تكاتف جهودنا وجهود الجهات المختصة في المديرية والمحافظة والعاصمة صنعاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى