آلاف اللبنانيين يحيون الذكرى الثلاثين لبدء الحرب الاهلية مؤكدين التمسك بالوحدة

> بيروت «الأيام» ا.ف.ب :

>
عشرات من الشبان والشابات يحيون الذكرى الثلاثين لبدء الحرب الاهلية
عشرات من الشبان والشابات يحيون الذكرى الثلاثين لبدء الحرب الاهلية
شارك آلاف اللبنانيين يوم امس الاربعاء باحياء الذكرى الثلاثين للحرب الاهلية، التي اندلعت في 13 نيسان/ابريل عام 1975 ومزقت وطنهم على مدى 15 عاما، بمسيرات وندوات وامسيات غنائية وصلاة موحدة تؤكد تمسكهم بتلاحم الطوائف رغم الازمة التي يواجهها لبنان بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

بدأت احتفالات "يوم الوحدة الوطنية" امس الاربعاء بوصول عشرات من الشبان والشابات على صهوة الاحصنة الى ساحة الشهداء "ساحة الحرية" في وسط بيروت وهم يلوحون باجزاء من العلم اللبناني تحمل تواقيع واختام رؤساء بلديات ومخاتير كل المناطق اللبنانية.

وتسلمت اللجنة المنظمة للاحتفالات اجزاء العلم الضخم، الذي قسمته الى 18 جزءا تمثل طوائف لبنان كلها لتعيد وصلها، وترفعه مساء في وسط بيروت قرب ضريح الحريري على ان ينقل لاحقا الى امام المجلس النيابي.

كما سيتم وضع حجر الاساس لنصب عن شهداء الحرب الاهلية (نحو 150 الفا) اطلق المنظمون مسابقة للحصول على افضل اقتراح بشأنه.

وعلى واجهة بيروت البحرية تقدمت النائب بهية الحريري، شقيقة رفيق الحريري،مسيرة رمزية ضمت مئات الاشخاص من ممثلي الدول العربية والاجنبية والمنظمات الدولية والفاعليات الاقتصادية والتجارية والسياحية والاجتماعية والرياضية والثقافية والنقابية.

وانطلقت المسيرة من موقع الجريمة امام فندق السان جورج تحت شعار "رفيق الحريري يتابع مسيرته".

وتحت عنوان "تنذكر ما تنعاد" عقدت لقاءات حوارية في الجامعات وفروع الجامعة اللبنانية في المناطق.

في منطقة المتحف التي فصلت خلال سنوات الحرب بين شطري بيروت المسلم والمسيحي عكف ناشطو جمعيات اهلية على تجميل ما درج اللبنانيون على تسميته خلال الحرب بالخط الاخضر.

وقال ناشط من جمعية +فرح العطاء+ "هذه جدرانيات ورسومات لتحول ما عرف خلال الحرب بخط التماس الى ساحة التقاء ووحدة".

وعلى حائط ميدان سباق الخيل المجاور رفعت مجموعات كشفية لوحات من اعدادها حملت عناوين منها "وحدتنا خلاصنا" و"لا للحرب نعم للسلام".

ومساء دعا المنظمون الشباب من مختلف المناطق للمشاركة في صلاة موحدة يؤمها رجال دين مسلمين ومسيحيين تقام على درج المتحف الوطني تحت شعار "دعاء موحد وبصوت واحد".

ليلا يشارك المخرج المصري الشهير يوسف شاهين في اختتام الاحتفالات بامسيات غنائية تحييها في ساحة الشهداء ماجدة الرومي وفي كنسية مجاورة تحييها هبة قواص.

وكان شاهين قد جاء الى بيروت للمشاركة في الاحتفالات كما وصل وفد من ابرز المستثمرين الخليجيين في مقدمهم رئيس مجموعة "الحبتور" خلف الحبتور ورئيس مجموعة "روتانا" ناصر عويس.

وتوجت نشاطات الاربعاء سلسلة نشاطات استمرت اربعة ايام بادرت اليها النائب الحريري التي شكلت برئاستها "اللجنة الوطنية للنهوض والصداقة" من رؤساء هيئات المجتمع المدني لتكون ذكرى الحرب اللبنانية تجسيدا للوحدة الوطنية ومحطة لاعادة الحياة الى وسط بيروت تلبية لرغبة شقيقها الذي كان وراء اعادة تاهيل واعمار هذه المنطقة.

وكان وسط بيروت غص مساء السبت للمرة الاولى منذ مقتل الحريري بالالاف الذين تدفقوا تلبية لامسية "اعلان الحياة" التي اطلقت النشاطات فامتلات المطاعم والمقاهي ال70 والتي تضم اربعة الاف كرسي بعد ان كانت الحياة شبه متوقفة في المنطقة التي كانت المكان المفضل للسياح العرب.

وكان من ابرز النشاطات ماراتون "نركض متحدين" الذي شارك فيه الاحد في وسط بيروت عشرات الاف اللبنانيين من مختلف المناطق والطوائف.

وانتهى الماراتون بزرع شجرة زيتون قرب ضريح الحريري في تراب حمله العداؤون من مختلف المناطق.

ومساء امس الاول الثلاثاء تابع الاف اللبنانيين مباشرة من ساحة الشهداء السوبرانو الاميركية جيسي نورمن التي تبرعت بالمشاركة من احدى كنائس نيويورك.

وقالت الديفا السوداء "هذه الموسيقى مهداة الى الراحل رفيق الحريري والى الشعب اللبناني كله. فليشملكم السلام والحب".

بمشاركة اكثر من مئة منشد وموسيقي يرفعون بيارق فرقهم الصوفية احيا المطرب عبدالكريم الشعار حلقة ذكر ودعاء. اختتم الحفل قبيل منتصف الليل بدعاء للشيخ خالد يموت فيما كان جرس الكنيسة المجاورة يقرع.

شملت الفعاليات نشاطات رياضية ترعاها اللجنة الاولمبية اللبنانية وتضم مسابقات في الفروسية والمصارعة والسباحة والملاكمة اضافة الى نشاطات غنائية وموسيقية وتشكيلية وندوات وعروض سينمائية وورش عمل اندرجت كلها تحت شعار "لا عودة الى الوراء" وتوزعت بعضها على مناطق خصوصا في الشمال حيث نظمت المعارضة امس الاول الثلاثاء سلسلة بشرية بين زغرتا المسيحية وطرابلس كبرى مدن شمال لبنان ذات الغالبية السنية.

كل النشاطات مجانية للحضور كما تطوع المشاركون بتقديم اعمالهم بدون مقابل.

ونقلت شاشة تلفزيون المستقبل ومحطة ال بي سي اي ابز هذه النشاطات مباشرة وسط حملة ترويجية واسعة.

يذكر بان شرارة الحرب الاهلية اندلعت وسط اجواء مشحونة من تنامي القوة العسكرية الفلسطينية مدعومة بالاحزاب اللبنانية اليسارية والوطنية وتذمر القوى المسيحية والاحزاب اليمنية من تحول العمل الفدائي ضد اسرائيل الى ورقة ضغط داخلية لقلب موازين القوى في السلطة التي كانت خاضعة لهيمنة المسيحيين.

وفي عام 1989 انجز اتفاق الطائف الذي وضع حدا للحرب التي خلفت نحو 150 الف قتيل و20 الف مفقود وشهدت تفجير نحو 4 الاف سيارة مفخخة اضافة الى هجرة نحو مليون لبناني غالبيتهم من المسيحيين وخسائر مادية بمليارات الدولارات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى