«الأيام» تنقل هموم بعض الإعلاميين في الفضائية اليمنية

> «الأيام» محمد عبداللطيف :

>
سونيا مريسي
سونيا مريسي
الفضائية اليمنية .. هذا الصرح الإعلامي الشامخ الذي لم يعط حقه، ويتقدم إلى الأمام بسرعة السلحفاة، في زمن أصبح فيه أي بلد يقاس بمدى اهتمامه بوسائله الإعلامية، ولا يمر شهر تقريباً إلاّ ونسمع عن افتتاح قناة فضائية جديدة في هذا البلد أو ذاك، في الوقت الذي لا يزال يرى عدد من النقاد والإعلاميين بأن الفضائية اليمنية لم ترق إلى مصاف القنوات الفضائية الأخرى لا نقول العالمية، بل وحتى العربية.

وفي هذا الجزء الأول تنشر «الأيام» أحاديث عدد من الإعلاميين بالفضائية اليمنية، فيما تنشر في الجزء الثاني والأخير تعقيب الأخ حسين عقبات عليها في عدد الإثنين القادم، إن شاء الله. مع أهمية التنبيه الى استثناء أحاديث عدد آخر من إعلاميي الفضائية اليمنية لرفضهم ذكر أسمائهم.


الإمكانيات لا تسخر لكل المبدعين
عادل الحبابي، مدير إدارة الأخبار الرياضية، بدأ حديثه قائلاً: إذا كانت هناك مشاكل داخل التلفزيون اليمني، فهي ضمن المشاكل التي يعيشها المبدع اليمني في كل مكان، لا يختلف وضع المبدع في التلفزيون عن وضعه في الصحف عن وضعه في أي وزارة من الوزارات، عندنا الآن اكثر من عشرين مليون بني آدم، لا أعتقد أنه لا يوجد فيهم مبدعون، أولا يوجد فيهم من يعانون، وفي نفس الوقت لا اعتقد أن كل المبدعين تسخر لهم الإمكانيات، والسؤآل الذي يطرح نفسه هو ماذا يريد المبدع؟ طبعاً يريد أن تسخر له الإمكانات كي يخدم الوطن، ولن يدخر شيئا من طاقته إلاّ ويبذله ولو على حسابه الشخصي، هذه اليمن ومن حقها علينا أن نخدمها، وحقنا سنأخذه، حقنا سنأخده، لأن المستقبل للشباب، افهمني، سيأتي يوم ويتحمل الشباب المسؤولية، لن يخلّد أحد، اليمن ستبقى والأفراد زائلون. انا احلم أن أرى الفضائية اليمنية وقد اصبح لها مكان، مكان منافس وليس فقط في جزئية معينة، ومع ذلك اعتقد أنها خلال السنوات الماضية صار لها مكان، ونحن داخل اليمن يمكن أن لا نشعر به، ولكن من خلال معايشتي للناس خارج اليمن شعرت بذلك.


دائماً نصطدم مع الإدارة
سونيا مريسي - مذيعة - الإدارة العامة للأخبار: المشكلات كثيرة، ولكن أهمها في إدارة البرامج، نحن غير قادرين على تقديم البرامج أو الأفكار، ودائماً ما نصطدم مع أفكار الإدارة، نحن نقدم لإدارة البرامج أفكاراًَ، ولكن للأسف يحبوا أن يستحوذوا على نوعية البرامج، فلازم تكون خاضعة لرغباتهم وتفكيرهم، ولو أنك قدمت برنامجا خرج عن هواهم، على طول يصدر قرار بتوقيفه.

> الى ماذا تعزين السبب؟

- المشكلة تكمن في عدم استيعاب الأفكار التي نقدمها، فالمفروض أصلاً أن كل برنامج يخضع لدراسة موسعة، وللأسف عندما نقدم فكرة برنامج يناقشوا هذه الفكرة أو هذا البرنامج في جلسة قات، وهي جلسات لا يمكن للجنس اللطيف حضورها لمناقشة افكار البرامج التي يتقدمن بها، كما أن مزاجية المخرجين أيضاً تلعب دور، حيث أن البرنامج يخضع لمزاجية المخرج مش لكفاءة المذيع، فالموضوع خاضع للعلاقات الشخصية، وليس لكفاءة المذيع القادر، فيتم اختيار المذيع في مكان غير مناسب بسبب مزاجية الإدارة والمخرجين.

ماذا عن الدورات التدريبية وما هي المعايير في إختيار المذيعين؟

- الدورات التدريبية قليلة جداً، والمسألة أن المذيع عندنا هو الذي يذهب للتدريب والتأهيل، ويشوف دورة ويأخذها وأحياناً يأخذها شخص مش محتاج لها، فقط بهدف الترفيه خارج البلاد.. وداخلياً أنا أقرأ في الصحف عن الكثير من الدراسات في مجال كذا وكذا، وبالنسبة لي آخر دورة أخذتها عام 1998م، والعلاقات الشخصية لها دور وأنا أترفع عن هذا، وليس معنى هذا أني كفاءة عالية بدليل أني أخذت عدد من الدورات في عدة مجالات على حسابي الخاص، وبجهود ذاتية لكي أطور نفسي.


نادية عبدالله
نادية عبدالله
الوساطة والعلاقات الشخصية
نادية عبدالله، مذيعة: أكثر شيء سائد في الفضائية اليمنية وتقريباً في معظم المحافظات، ه (الوساطة)، فالشخص الذي ليس لديه كفاءة أو شهادات ..إلخ، تلاقيه هو الأول في كل شيء سواء في البرامج، أوالنشرات أوالتقارير الإخبارية، أو في أي عمل، بالنسبة لي شخصياً، أجد صعوبات كثيرة، فرغم إني أحمل مؤهل بكلاريوس لغة عربية، وعندي دبلوم كميستري بيلوجي ودارسة إنجليزي، وخضعت لأكثر من اختبار قبول من لجنة مكونة من سبعة أعضاء، وخاصة عندما انتقلت من عدن إلى صنعاء، وجبت امتياز، كذلك في الأداء والشكل مقبول، مع ذلك قليل ما أطلع على الهواء لمدة شهر، وفجأة وبدون أسباب يوقفوني عن العمل، مش أي مذيع إذا لم يستمر بالظهور على الشاشة يعتبر مذيع فاشل، فقلت لك الوساطة والعلاقات الشخصية هي الطاغية في كل الأحوال، الإبداع يقتل هنا، الواحد منا لو داخله مليون إبداع، لو داخله إبداع الكون كله، الإنسان طاقات وقدرات ومع الزمن تبدأ تتلاشى وتختفي، وكل ما أتمناه من المسؤولين، إعادة النظر حول أوضاعنا وطبعاً هذا شيء مكرر وكلام ملينا منه، ولن نتقدم ولن نتطور ما دمنا على هذا الحال، تصور أنهم يأتون من القنوات الفضائية الأخرى ليعملوا معي لقاءات، ويكتبوا عني في الصحف سواء المحلية أو في «زهرة الخليج»، يعني الآخرين يقدرونا أكثر من الوطن، كأننا غرباء، تصور لما الإنسان يكون غريب في وطنه. وكلمة حق أقولها بصراحة أنه لولا الأستاذ عبدالغني الشميري، وهذه الصفة الجميلة التي فيه أنه يتابع ويخرج حقوقنا، كما عمل لنا شيء اسمه التجهيزات، يحصل عليه أصغر موظف حتى أكبر موظف، لأنه زمان ما كنا نلاقي أي شيء.

> ماذا عن الخدمات التي تقدم لكم والتجهيز قبل دخول الاستوديو؟

- بالنسبة للخدمات لا يوجد أي شيء يذكر، حتى غرفة يجلسن فيها المذيعات لوحدهن، أو مثلاً غرفة للمكياج أو للملابس.. لا يوجد.

> إذن أين يتم عمل المكياج أو تغيير الملابس؟

- طبعاً في البيت كل شيء نعمله في البيت، ونأتي جاهزين، حتى مثلاً لو جاء صاحب المكياج، فلا يأتي إلاّ والمذيع على وشك دخول الاستوديو، وأحياناً تظل المذيعات يبحثن عنه ولا وجود له.

> ماذا بالنسبة للملابس أو بدل مظهر؟

- نستلم مبلغ (42) ألف ريال بدل مظهر سنوياً، يستلمه الواحد منا ليسدد به ديونه، ويعود ليستلف من جديد حق المكياج وحق الملابس، فالواحد منا ما معاه الاّ المرتب في زحمة الحياة هذه والغلاء وارتفاع الأسعار.

> أفهم من كلامك أنك تستأجرين أو تستعيرين الملابس للظهور على الشاشة؟

- لا.. أحياناً نأخذ من الأهل، أحياناً نشتري، أحياناً نستدين، يا أخي.. هم يعتقدوا أن المذيع ملاك من السماء، ونحن لا حول لنا ولا قوة، يعني اللي يشوفني يقول انت تتقاضين (300) ألف ريال شهرياً، بينما أنا أستلم مبلغ (21) ألف ريال، فقط وخريجة بكلاريوس، تخيل أنه أحياناً، ما يكون عندي حق المواصلات وأحياناً يكون عندنا دورات أو ما شابه خارج التلفزيون، نضطر لندفع من عندنا ونستلف على أمل أننا نلاقي شيء، والله العظيم أحياناً أظل استلف حق التاكسي علشان أطلع ورديتي.. يعني الحالة يرثى لها، فكم سنبقى نتودد للمدراء، إيش يعني.. هل نركع لهم؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى