29 ألف نسمة يعانون الأمرّين بسبب جفاف آبار المياه في جحاف

> مروان صالح الجنزير

>
مدرج الريمه الزراعي الذي كان يلبس اللون الأخضر.. أصبحت تربته عصية وجافة
مدرج الريمه الزراعي الذي كان يلبس اللون الأخضر.. أصبحت تربته عصية وجافة
مديرية جحاف إحدى المديريات التابعة لمحافظة الضالع الجديدة العهد، التي تمر منذ خمسة أشهر بأزمة جفاف تعتبر الأولى من نوعها منذ أكثر من ستين عاماً، لهذا فقد مواطنو المديرية ثقتهم بأي مساعدة، علماً أن المديرية التي يبلغ عدد سكانها تقريبا 29 ألف نسمة، يعانون الأمرّين بسبب جفاف السدود والآبار، التي لم تستطع مقاومته أكثرمن ذلك، كون مياه الأمطار هي المصدر الأصلي والحقيقي لشرب وري الأرض الزراعية، ومصدر هام للثروة الحيوانية، لذلك قمنا باستطلاع وضع السكان هناك، وخرجنا بالتالي .

بداية المشكلة
شهر أغسطس من عام 2004م كان آخر شهر يرى فيه جبل جحاف الخضرة والوجه الحسن، حيث أنه خلال أشهر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر بدأت معاناة المواطنين تلوح في الأفق، وبدأ وباء (نزاف الماء) يفتك بالقرية تلو القرية، حتى تمكن من مياه الشرب في الآبار التي كنت تعج بالنساء (الزاعمات)، وكذا مياه سقاية الأرض التي أصبحت آبارها شيئاً يشبه الأطلال، مما جعل المواطنين يبحثون عن ماء الشرب من القرى المجاورة، والتي أصبحت هي أيضاً مع مرور الوقت تفتقر إلى مصادر مياه الشرب.


جفاف البئر الوحيدة التي كانت لا تجف في اي ازمة سنوية (بئر السلقة)
جفاف البئر الوحيدة التي كانت لا تجف في اي ازمة سنوية (بئر السلقة)
قرى مديرية جحاف
يصل عدد قرى مديرية جحاف إلى ما يقارب 18 قرية، نذكر منها أهم القرى: الشيمه، المداد، العبل، بني سعيد، السرير، القرضي، الحقل، السلقة، ذراع بني خلف، العزلة، وهذه القرى التي تم ذكرها تشكل 70% من عدد السكان في مديرية جحاف،

والـ 30% الباقية يتوزعون على بعض القرى الصغيرة.

دور المجلس المحلي بالمديرية
في خضم الزوبعة الكبيرة التي أحدثتها أزمة مياه الشرب، كان هناك دور يلعبه المجلس المحلي برغم إمكانياته المتواضعة، وذلك بإرسال طلب (بوزة) ماء حمولتها ما يقارب 500 دبة ماء من صنف عبوة 20 لترا، ومن خلال تصويرنا في إحدى القرى وجدنا هناك عدداً من الأسر تعود خالية الوفاض، مما يدل على أن بوزة واحدة لا تكفي.

وتحدث عن ذلك الأخ علي محمد صالح، عضو المجلس المحلي بمديرية جحاف، قائلا: «قمنا باستئجار بوزة ماء، وهذه البوزة قديمة جداً منذ أيام ما قبل الوحدة بأربع سنوات، ونقوم بتوزيع مائها على المواطنين في كل قرى المديرية، فهي تأتي كل ثلاثة إلى أربعة أيام إلى قرية ثم التي تليها وهكذا، إلا أن المواطنين نجدهم بأعداد كبيرة و(دبب) كثيرة، مما يضطر بعض الأسر إلى العودة الى منازلها وهي لا تمتلك قطرة واحدة من الماء».


البوزة الوحيدة التي تمول ثلاث قرى بالماء كل ثلاثة أيام
البوزة الوحيدة التي تمول ثلاث قرى بالماء كل ثلاثة أيام
جفاف الأرض الزراعية
وعن جفاف الأرض الزراعية، وجدنا أن التربة من شدة حرارة الشمس قد بدأت تتصلب وتأخذ شكلاً آخر، ستحتاج إلى وقت طويل حتى تصبح صالحة للزراعة، وذلك بسبب أنه لم يتم إشباعها ولو ببعض المياه، وتشير الإحصائيات إلى أن الزراعة تأتي في المرتبة الأولى، فيما يتعلق بمصادر دخل الأسرة هناك، حيث نزرع محاصيل الذرة والدخن والشعير والبن الذي يزرع بنسب بسيطة وقليلة، إلا أن القات يأتي في المرتبة الثانية بالنسبة للمحاصيل التي تعود على دخل الفرد هناك.

الخطط والحلول
مواطنو المديرية كلهم، يتساءلون عن دور المجلس المحلي في المحافظة، وأنه لم يتم النظر إليهم ولو بطرفة عين، لذلك سارعنا إلى قيادة المجلس المحلي في المحافظة، وهناك التقينا الأخ محمد علي الوداد، رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية بالمحافظة، وممثل المجلس المحلي في المحافظة، والذي قام بشرح ما تم إنجازه من خطط إسعافية لم يرها المواطنون، حيث قال:

«تلمسنا وضع السكان في جحاف والجفاف الذي تمر به المديرية لأول مرة، حيث سارعنا بتحميل صهريجي ماء (بوزتين) من المحافظة، وهذا يعود إلى توجيهات الأخ عبدالواحد الربيعي، محافظ المحافظة، والذي أسهم بإرسال البوز إلى هناك، وإلى بعض القرى التي لم يصلها الماء بسبب وعورة الطريق، أيضاً من أبرز المعالجات التي ستقلل من الجفاف بالمديرية المنكوبة، إصلاح البوزة المعطلة، ودفعها للعمل لإغاثة مديرية جحاف المنكوبة.

أما عن المعالجات الأخرى فقد تم إعداد خريطة خدمات أساسية لتنفيذ عدد من (الكرفانات) والخزانات والحواجز والسدود، ومنها سد (الهجمة) بني سعيد عبادلة وتقدر تكلفته بـ 95 مليون ريال على نفقة صندوق التشجيع الزراعي والسمكي.

أيضا ومن المشاريع التي مازالت قيد المراجعة مشروع حاجز الشجرة (المداد) بتكلفة 40 مليون ريال، حيث استكملت إجراءات مراجعة المشروع، ووجه الأخ وزير الزراعة والري بإنزال المناقصة للمشروع، ومن ضمن المشروع خزان (قرنة) بتكلفة 10 ملايين ريال، كما سيتم إقامة حاجز (المرداح) بتكلفة وصلت إلى 12 مليون ريال، كذلك خزان (ثلاعث) الذي وصلت تكلفته إلى9 ملايين ريال، وجميع هذه المشاريع بتمويل من صندوق الإنتاج الزراعي والسمكي.


النساء في جحاف ينتظرن دورهن في التزود بالمياه
النساء في جحاف ينتظرن دورهن في التزود بالمياه
توجيهات رئيس الجمهورية
كما أكد الأخ الوداد على توجيهات الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية أثناء مقابلته للمجلس المحلس والمكتب التنفيذي بمحافظة الضالع في بداية هذا العام، بتنفيذ خمسة خزانات وكرفانات لكل مديرية من مديريات محافظة الضالع للاستفادة من مياه الأمطار.

وقال: «حظيت مديرية جحاف بنصيب الأسد من هذا المشروع، وتنفيذ مشروع خزان (الحلجوم، الجدس وجرنة)، وذلك بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية.

إضافة إلى بناء خزان مياه الشرب في شعب قاصر بني سعيد بتكلفة قدرها 65 ألف دولار، وأيضاً ترميم وتوسعة خزان بلس بمبلغ 55 ألف دولار، وبناء خزان التجودة بمنطقة العزلة بتكلفة 45 ألف دولار، حيث استكملت إجراءات المناقصة لهذه المشاريع.

دراسات وتصاميم
كما أكدت مصادر رفيعة المستوى في مكتب الأخ المحافظ على إعداد دراسات حول إقامة مشاريع خزانات، كخزان العبل، الشيمه، الأكمه، عفة، سبرة وجميع هذه الخزانات سوف يتم تمويلها من مشروع الأشغال العامة، والذي تكرم مشكوراً بمساعدة أبناء مديرية جحاف.

مشاريع تم الانتهاء منها
من أبرز المشاريع التي تم الانتهاء منها، هي خزان المرداح، قرنة، ثلاعث، بالإضافة إلى اعتماد عدد من الخزانات والحواجز، التي سجلت على نفقة السلطة المحلية، وهي حاجز الضوج بالعزلة وبتكلفة وصلت إلى 45 مليون ريال، وكذا خزان (العدين) بميزانية عمل قدرها 14 مليون ريال، والذي مازال العمل ساريا فيه، وسيتم الانتهاء منه في الأشهر القادمة.

منظمة جديدة
هذا وقد علمنا من مكتب المحافظة بالضالع دخول منظمة جديدة تعرف بـ (تراينجل)، وذلك بالتنسيق مع مكتب فرع مياه الريف في المحافظة.

وتعد هذه المنظمة الفرنسية الهوية إحدى المنظمات المعنية بالمسوحات وإصلاح الآبار، وهي الآن تقوم بمسح ميداني لمديرية جحاف، وذلك لصيانة عدد من الآبار السطحية.

مشروع مياه حجر جحاف
هذا المشروع الضخم الذي سيحقق الاكتفاء الذاتي لمديرية جحاف، بعد إعداد الدراسات والتصاميم من قبل شركة استشارية سعودية باكستانية، ومراجعة تصاميم المشروع من قيادة المحافظة، صدمت بالتكلفة التقديرية للعمل في هذا المشروع، حيث قال الأخ محمد علي الوداد ممثل المديرية في مجلس المحافظة:

«طلبنا من وزارة المياه إعادة النظر ومراجعة الدراسة، وإن تطلب الأمر حذف بعض المواد غير الضرورية كي يتم البحث عن تمويل لهذا المشروع الضخم، ونشكر الأخ عبدالواحد الربيعي، محافظ المحافظة، على الجهود التي يبذلها هو والاخ أحمد صوفان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير التخطيط.

فما زالت المتابعة مستمرة والبحث عن ممول لهذا المشروع، الذي سيحقق انتصاراً قوياً على الجفاف في جحاف المنكوبة حالياً.

الخاتمة
من خلال ما استعرض من خطط إسعافية قد تكون بعض عوائدها مستقبلية، ومنها ما وجد أنها تحتاج إلى المياه، وهذه المياه لا تأتي إلا بنزول الأمطار التي تغيب سحبها عن هذه المديرية منذ أكثر من نصف عام.

إلا أن مشكلة مياه جحاف تصب جام غضبها على الطريق التي لم تشق بعد بالرغم من توجيهات فخامة الأخ رئيس الجمهورية.

لذلك نجد أنه من الصعب جداً إجراء عملية إسعافية مائية مكثفة في ظل وعورة الطريق، الذي يربط بين مدينة الضالع ومديرية جحاف المغلوبة على أمرها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى