> اجرى رئيس وزراء لبنان المكلف نجيب ميقاتي مشاورات مع نواب البرلمان يوم امس الاثنين لتشكيل حكومة جديدة تقود البلاد الى الانتخابات المقررة في مايو ايار المقبل.ويواجه ميقاتي وهو رجل أعمال ثري يتمتع بعلاقات وثيقة مع دمشق مهمة ضخمة اذ عليه تشكيل حكومة والفوز باقتراع للثقة في البرلمان وتقديم مشروع قانون انتخابي وتمريره في البرلمان بحيث يتم كل ذلك في غضون أسبوعين حتى تتاح الفرصة لاجراء الانتخابات قبل الموعد المحدد لها بحلول اخر مايو.

وتقود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة دعوات دولية تطالب باجراء الانتخابات في موعدها المقرر كأفضل طريقة لخروج اللبنانيين من اسوأ ازمة سياسية منذ انتهاء الحرب الاهلية التي اندلعت من عام 1975 الى عام 1990 .

وايدت المعارضة في خطوة مفاجئة الاسبوع الماضي ترشيح ميقاتي لتشكيل حكومة ولوحت بتأييد الحكومة ومنحها الثقة في البرلمان وحتى المشاركة فيها اذا تجاوب رئيسها مع مطالبهم.

وكان اقطاب المعارضة اعداء في الماضي خلال الحرب الاهلية وتكتلوا حول مطالب موحدة بعد مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير شباط وابرز هذه المطالب اقالة قادة الاجهزة الامنية اللبنانية المؤيدة لسوريا واجراء الانتخابات في موعدها والانسحاب السوري الكامل من لبنان.

وقال نواب المعارضة بعد مشاوراتهم مع رئيس الوزراء المكلف ان على الحكومة الجديدة اجراء الانتخابات باسرع وقت ممكن واقالة قادة الاجهزة الامنية المؤيدة لسوريا او وقفهم عن العمل.

وقال ميقاتي في تصريحات صحفية نشرت امس الاثنين انه سيسعى الى تشكيل حكومة مصغرة بلا مرشحين للانتخابات وبلا حزبيين وبوجوه من المستقلين الذين يتمتعون بكفاءة وخبرة لمواجهة المهام الملقاة على عاتقها.

وابلغ ميقاتي صحيفة السفير اللبنانية ان حكومته لديها مهمة أساسية هي "اجراء الانتخابات النيابية في اسرع وقت ممكن."

وسيتعين الانتظار لمعرفة ما اذا كان بامكان ميقاتي ان يحقق رغبته في تشكيل حكومة مصغرة مستقلة اذ ان اغلبية مجلس النواب البالغ عدد اعضائه 128 عضوا موالون لسوريا ويفضلون تأجيل الانتخابات وربما يصرون على ان يشاركوا في الحكومة المقبلة.

وتراهن المعارضة اللبنانية على التعاطف الشعبي الذي ولده مقتل الحريري.

وتتوقع المعارضة أن تفوز في الانتخابات.

وقال أصدقاء وأقارب لوزير الاقتصاد اللبناني السابق باسل فليحان الذي أصيب بحروق خطيرة في الانفجار الذي أودى بحياة الحريري انه توفي امس الاثنين في مستشفى في باريس متأثرا بجراحه. وبوفاته يرتفع عدد قتلى الانفجار الى 21 شخصا بينهم سبعة من مرافقي الحريري.

وتنتهي فترة البرلمان البالغة اربعة اعوام يوم 31 مايو ايار. وينص الدستور على الدعوة للانتخابات قبل شهر على الاقل من يوم التصويت. وغالبا
ما تجري الانتخابات البرلمانية في لبنان على مراحل تمتد لخمسة اسابيع وحتى اذا اختصرت هذه الفترة الى اسبوعين فان الانتهاء منها قبل انقضاء ولاية البرلمان قد يمثل تحديا.

وتختلف المعارضة والموالاة في لبنان حول تقسيم البلاد الى دوائر انتخابية كبرى كما ترغب الموالاة او الى دوائر صغرى كما تريد المعارضة.

ولبنان بدون حكومة منذ 28 فبراير الماضي عندما تنحى رئيس الوزراء عمر كرامي في مواجهة الاحتجاجات الحاشدة في الشوارع ضد حكومته وحلفائه السوريين بعد مقتل الحريري الذي ينحي كثير من اللبنانيين بلائمته على سوريا.

وأعيد تعيين كرامي في وقت لاحق لكنه فشل في اقناع كل من المعارضة وحلفائه المؤيدين لسوريا بالمشاركة في الحكومة.

وهيمنت سوريا التي دخلت قواتها لبنان عام 1976 على شؤون جارتها منذ انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية. وتغادر تلك القوات لبنان في الوقت الراهن بما يتسق مع تعهد لانهاء الوجود السوري قبل نهاية الشهر الجاري بعد تعرض دمشق لضغوط دولية واحتجاجات لبنانية.

وقال مصدر امني لبناني رفيع المستوى ان سوريا سحبت حوالي 2500 جندي من شرق لبنان خلال الايام القليلة الماضية فيما بقي حوالي 1500 جندي فقط على الاراضي اللبنانية. وكان لسوريا 14 الف جندي في لبنان قبل بدء سحبهم في الثامن من مارس اذار الماضي.

وقال المصدر ان القوة السوريا المتبقية سوف تنسحب خلال الايام المقبلة في اطار التعهد السوري لاتمام الانسحاب الكامل من لبنان في الثلاثين من ابريل نيسان الجاري وتماشيا مع قرار مجلس الامن 1559 .