المدائن بؤرة توتر تكشف مدى الاحتقان بين السنة والشيعة في العراق

> بغداد «الأيام» ا.ف.ب :

>
دبابة أمريكية تآخذ موقعاً لها بالقرب من مدينة المدائن
دبابة أمريكية تآخذ موقعاً لها بالقرب من مدينة المدائن
كشف الوضع المتوتر في المدائن (جنوب بغداد) حيث انتشرت يوم امس الاثنين القوات العراقية تساندها القوات الاميركية عن مدى الاحتقان بين السنة والشيعة في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين والاحتلال العسكري الاجنبي للبلاد.

ويتبادل السنة والشيعة الاتهامات حول الطرف الذي بدأ بالاحداث في المدائن (30 كلم جنوب بغداد) التي تقع على طريق رئيسي يصل العاصمة العراقية بجنوب البلاد الشيعي ويقطنها السنة والشيعة على حد سواء.

وقد دخلت القوات العراقية بدعم من القوات الاميركية الى البلدة دون ان تلقى مقاومة من قبل السكان البالغ عددهم حوالى سبعة الاف نسمة واكدت انها تسيطر على الوضع في البلدة التي لم تعثر فيها على اي اثر لمخطوفين او اسرى.

وذكر مصدر في وزارة الدفاع العراقية ان القوات العراقية سيطرت على وسط المدينة وقامت بعمليات تفتيش للمنازل ولكنها" لم تعثر على اي مخطوف".

وبدأ النزاع في المدائن بعد اعلان سكان شيعة ان مسلحين دخلوا على متن شاحنات وطلبوا من السكان الشيعة مغادرة البلدة واحتجزوا بعضهم وهددوا بقتلهم. وعلى الفور اتهم مسؤولون شيعة مقاتلين سنة بالوقوف وراء هذه العملية الامر الذي نفاه السنة نفيا قاطعا.

ودعا رئيس الوزراء المنتهية ولايته اياد علاوي خلال اجتماعه مع اعضاء اللجنة البرلمانية التي شكلت لمتابعة الوضع في المدائن اليوم الاثنين "زعماء العشائر والسكان في المدائن الى ضبط النفس والحؤول دون تحقيق اهداف الارهابيين بحصول فتنة طائفية (...) والتعاون مع قوات الامن العراقي كي تقوم بدورها الوطني".

كما اجرى مكتب المرجع الشيعي اية الله العظمى علي السيستاني اتصالات مع الحكومة "لانهاء الازمة سلميا بدون اراقة دماء".

قوات عراقية وامريكية تآمن أحد المناطق في مدينة المدائن
قوات عراقية وامريكية تآمن أحد المناطق في مدينة المدائن
من ناحيته اكد النائب الشيخ همام حمودي من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ان "ما يجري في المدائن هو امتداد لما يجري منذ شهور في منطقة اللطيفية (مثلث الموت)" مشيرا الى وجود "محاولات لتغيير الخارطة السياسية لانتشار الشيعة في العراق".

واكد وجود "مستوطنات +صدامية+ زرعها النظام البائد بعد الانتفاضة الشعبية في جنوب العراق عام 1991" بعد خروج الجيش العراقي من الكويت.

ولكن رئيس الوقف السني في العراق عدنان محمد سلمان عزا الاحداث في المدائن الى نزاع عشائري ونفى اي صبغة طائفية للنزاع.

وقال ان "احداث المدائن تم تضخيمها واعطاؤها صبغة طائفية في حين انها عبارة عن نزاع عشائري على بعض الاراضي التي كانت مملوكة للدولة".

واضاف ان "عشائر كانت تسكن في دولة مجاورة قد قدمت الى هذه المنطقة مما تسبب في نزاع بينها وبين العشائر التي تسكن المنطقة" في اشارة الى عشائر قدمت من ايران.

ونفى ان يكون "صدام حسين قد وزع هذه الاراضي على السلفيين" مؤكدا ان العشائر سكنت في هذه الاراضي قبل ان يكون صدام حسين وان "المنطقة لم تعرف اي نزاع على الارض في الفترة السابقة".

واعتبر الحزب الاسلامي العراقي (اكبر الاحزاب السنية في العراق) ان ما يجري في المدائن ازمة مفتعلة. ودعا الحكومة الى "اعتماد الحكمة في التعامل مع هذه الملفات وعلى ان لا تكون تبعا لاجندات تفرض من الخارج" في اشارة الى الولايات المتحدة.

وحذر من قيام عملية مشابهة لتلك التي جرت في الفلوجة.

ومن ناحيته، قال الشيخ عبد الهادي الدراجي، المتحدث باسم رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر، ان "هناك احتقانا في المنطقة وهناك استهدافات للشيعة من قبل الصداميين والتكفيريين".

ولكن الشيخ عبد السلام الكبيسي عضو هيئة علماء المسلمين (سنة) اكد ان ما جرى كان "مسرحيات هزيلة الهدف منها هو اقتحام المدينة" مشيرا الى ان "المخطط ليس بجديد".

اما النائب في البرلمان عبد الكريم المحمداوي من لائحة الائتلاف العراقي الموحد التي يدعمها المرجع الشيعي اية الله علي السيستاني، فقال ان المدائن تقع في منطقة بجنوب بغداد ينشط فيها "المجرمون والمتمردون".

واوضح انه ابلغ في منتصف اذار/مارس 2004 الحاكم الاميركي على العراق بول بريمر وقائد القوات البرية الاميركية الجنرال ريكاردو سانشيز انذاك بما يجري في تلك المنطقة.

واضاف "لقد اعطينا اسماء قادة الخلايا وكان بالامكان القضاء عليهم فردا فردا ولكن انظروا الى اين وصلنا".

واكد على ضرورة "القضاء على قادة الخلايا وهم معروفون بالاسم" وينشطون في "مثلث الموت" الذي يضم مدن الاسكندرية واللطيفية والمحمودية واليوسفية جنوب بغداد.

واشار الى ان احد زعماء هذه الخلايا في تلك المنطقة يدعى الشيخ طارق العلوان ومقره في قرية الوحدة بالقرب من المدائن.

وتعتبر هذه المنطقة احد معاقل المتمردين (معظمهم من السنة) وتعيش فيها مجموعات كبيرة من الشيعة غالبا ما تكون عرضة لهجمات الامر الذي جعل منها باستمرار مصدر اللنزاع بين الطائفتين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى