في الندوة المكرسة لليوبيل الأول للمركز العربي للدراسات الاستراتيجية في منتدى «الأيام»: ليس العيب في الفكر القومي العربي بل في الحركة التي قادت هذا الفكر (3).....

> عدن «الأيام» خاص :

> كنا في الحلقتين السابقتين قد تناولنا ما طرحه الأخوان عثمان ناصر ود. مرشد شمسان عن المركز العربي للدراسات الاستراتيجية ونشأته، وفي هذه الحلقة ننشر الملاحظات والاستفسارات الواردة من رواد وضيوف المنتدى.

د. مبارك حسن خليفة: في الحقيقة أنا في هذا الموقف لا أملك إلا أن أقف موقف تجل واحترام لهذا الصرح العلمي المميز، وأحيي العاملين والقائمين على أمره وفي مقدتهم الرئيس السابق علي ناصر محمد، وأعترف بأنني لم أكوّن صورة واضحة عن هذا المركز، أما اليوم بعد كلام الأخ عثمان ناصر اتضحت الصورة، وزاد التفات نظري واهتمامي وإعجابي بهذا. سؤالي ربما وردت إشارة ضمنية فيها إجابة جزئية في كلام د. مرشد شمسان .. أمامي الآن المستشاران العلميان أ. د. عبدالعزيز المقالح، وهو الرئيس السابق لجامعة صنعاء، و أ. د. صالح علي باصرة، كان رئيساً لجامعة عدن في وقت تأسيس المركز والآن رئيس جامعة صنعاء، من هيئة التحرير و د. عبدالعزيز صالح بن حبتور، كان نائباً لرئيس جامعة عدن في وقت تأسيس المركز، والآن نائب وزير التربية والتعليم .. هل هذه الأسماء لها دلالة على تعاون المركز مع الجامعات اليمنية ومع التربية والتعليم؟ أم جاءت هذه الأسماء لاعتبارات أشخاص فقط وُضعوا في هذا الموضع؟ .. وشكراً.

محمد عبدالله باشراحيل: أريد أن أقول إن الأستاذ عثمان ناصر بطريقة طرحه وعرضه أوصل الرسالة وعرفنا بما لم نكن نعرفه، مع أني شخصياً كنت قريبا من المركز خلال وجودي في بيروت ولقاءاتي العديدة مع الأخ العزيز علي ناصر محمد (أبو جمال) .. عندي اقتراح وسؤال وملاحظة، أبدأ بالاقتراح: المنطقة العربية الآن هو الاسم (المركز العربي للدراسات الاستراتيجية)، وبالتالي من عنوانه أن يهتم المركز بقضايا استراتيجية، وكما أشار الاستاذ عثمان حتى في الدراسات يجب ألا نتكلم عن تاريخ ويجب أن نعتمد في الدراسات على بيانات، كلما كانت البيانات حديثة عهد. أشار في طرحه إلى عناوين عن مشاكل تخص المنطقة، ولكن أرى أنه - بشكل مقترح - لو يهتم المركز أكثر بالقضايا الراهنة والساخنة والمتعلقة بمستقبلنا كعرب وكمناطق وكيمن .. من السيناريوهات المطروحة، وأنا سأضع النقاط على الحروف، الخاصة بالعالم العربي تكتلات، على أساس أن هذا العصر هو عصر التكتلات، فالبديل للوحدة العربية الشاملة كما هو مطروح في السابق بمختلف أشكالها: الوحدة الفورية، الوحدة الاقتصادية ...إلخ من الأطروحات، لأن هذا العصر عصر التكتلات، هناك مغرب عربي ومشرق عربي وهناك جزيرة عربية .. إلى أي مدى المركز اهتم بهذا السيناريو سواء أكان تم أو لم يتم على مستوى العالم العربي؟ أيضاً السيناريو الخاص بالجزيرة العربية كانت هناك أطروحات حول تقسيم المنطقة لأنه من ضمن الأطروحات هل تكون هناك تكتلات أو لا؟ .. علينا أن نشحذ همم المفكرين لدراسة مثل هذه السيناريوهات أو الأطروحات سواء أكان على شكل تكتلات أو على شكل تجزئة .. بتعبير آخر من ضمن السيناريوهات التي كانت مطروحة للجزيرة العربية ومنطقة الخليج يكون على شكل فيدرالي على أساس أن التعاون مع موقع النفط يكون تعامل واحد، هذه قضايا أنا أعتقدها ساخنة، هذه القضايا التي تمثل تغييرا قادما في اعتقادي إلى أي مدى نحن فكرنا فيها، على الأقل عن طريق دراسات؟ لأننا لا نتكلم مع دول وحكومات، ماذا أعددنا لمواجهة هذه الرياح أو كيف نتعامل معها؟ لكن السؤال المطروح للمركز وللمفكرين أن مثل هذه القضايا، دون حرج، علينا أن نطرحها قبل أن تُفرض علينا بهذا الشكل أو بذاك. الملاحظة خاصة بدراسة الأحزاب والتبرير الذي أشار له الأستاذ عثمان ببدء حركة القوميين العرب، طريقة الطرح، وأنا آسف لقول هذا، قد يفهم منها شيء من الانحيازية، ويا حبذا في الطرح أن تؤخذ الجوانب التاريخية التي بدأت في القرن التاسع عشر وإلى آخره، يعني الجانب التاريخي ربما أفضل من التسلسل على أساس الأهمية كما يراها المركز.. آسف للإطالة وشكراً.

د. جميل الخامري: بشكل عام أنا أتحدث دون أي نفاق، أستطيع أن أضع هذه المعادلة أن «الأيام» لوحدها في كفة، أنا أتكلم عن مراكز التنوير لأنها على الأقل بشكل يومي مرتبطة بالشارع وبالناس، تبقى مراكز التنور الأخرى والأحزاب الأخرى في كفة أخرى، هذه وجهة نظري الشخصية .. بعض الأطروحات التي طرحها الأستاذ عثمان، زميلي، ورفيقي حول سؤال من الذي يقرأ القضية ليس من يقرأ أو يكتب، فالإسلاميون يحثونا أن لا نقرأ أو أن لا نكتب أسوة بالنبي محمد [ .. السوال هو هل يمكن الحديث عن مثقف في بلد متخلف؟ هذا السؤال ليس من ابتكاري وإنما قد طرحه مفكر عربي وهو عبدالله عبدالدائم، طالما أن الأستاذ عثمان قد تحدث عن مراكز التنوير في الوطن العربي ومن ضمنها مركز دراسات الوحدة العربية، وأعتقد عبدالله عبدالدائم معروف، سؤالنا الآخر حول المبادرة اليمنية لإصلاح الجامعة العربية، حقيقة أعطينا للدبلوماسية اليمنية أكبر من حجمها، هذه المبادرة قد طرحها مفكرون منذ السبعينات، وأتذكر من ضمنهم الدكتور الاقتصادي العربي الكبير إسماعيل صبري عبدالله، فنحن لا نعرف مَن مِن القارئين لدينا أخذها ووضعوها في عام 2002 او 2003م وطرحوها بأنها مبادرة يمنية.ثالثاً لماذا أوروبا سائرة نحو التوحد ونحن في الوطن العربي نحو التشرذم، هناك قضيتان أو حركتان يجب أن نفهمهما بالنسبة لاوروبا، هناك حركة النهضة وحركة الإصلاح، إلى جانب المرجعية التي رجعت إليها أوروبا ليست مرجعية دينية، لكن عكسنا نحن في الوطن العربي، المسالة الأخرى البرجوازية الأوروبية احتضنت مفكريها، والمفكرون الأوروبيون ارتموا في هذه البرجوازية، لكن نحن في الوطن العربي البرجوازية التي يمكن أن نتحدث عنها فهي وليدة ولا أقدر أن أقول الاستعمار لأنني أصبحت لا استسيغ هذه الكلمة، وإنما هي وليدة فرنسا وبريطانيا وغيرهما، رابعاً حول حركة القوميين العرب هل نتكلم عن حركة القوميين العرب كفكر أم كحركة، كحركة نعم، ولكن كفكر لا، فقد انتهى ولأنها فكر شوفيني، خامساً بالنسبة لعلاقاتنا بالروس أعتقد أن علاقتنا بالروس نفعية إلى درجة أن الدكتاتورية السوفيتية أو الروسية التي كانت قائمة نحن نرجع دكتاتوريتنا وإرهابنا إليهم هم، على أساس أننا نحن اقتدينا بهم، مع أن الفرق كبير. في روسيا هناك الحزب أتى بالسلطة والجيش، لكن عكس الوطن العربي، فالوطن العربي الجيش هو الذي أتى بالسلطة وأتى بالحزب، نحن الدكتاتورية التي ورثناها في الوطن العربي لم نرثها من الروس أو من غيره، نحن ورثناها منذ السقيفة سقيفة بني ساعدة عندما ظهرت الغلبة وفق رأي ابن خلدون وما استتبعها من استبداد ومظالم، حول الأحزاب الليبرالية في الوطن العربي أو في اليمن حتى الحزب الاشتراكي الآن يتكلم بأنه ليبرالي للأسف الشديد يتحدث عن الليبرالية . الأحزاب الليبرالية عموماً هي أحزاب إصلاحية ترفض مسالة الثورة الجبرية، هذا يعني أن الأحزاب الليبرالية حتى في اليمن أو غير اليمن تبرر الاوضاع القائمة .. مع هذا أنا ليبرالـي ابن ليبرالي أرجو أنني أؤمن بالحرية والديمقراطية وبالنهوض.. وشكراً جزيلاً.

د. معن عبدالباري قاسم :لا ننسى هنا أن نقدم التحية والتقدير للأستاذ المؤسس والرئيس علي ناصرمحمد، والذي أكّد وأعطى نموذجاً على أساس أنه كيف الإنسان يظل قادراً على العطاء مهما تبدلت صور المساهمة حتى إن كان خارج الحكم، فيمكن أن يكون له المجال في خدمة الوطن والتنمية وتربية الأجيال، وأعتقد أن فكرة مركز للدراسات والبحوث هذه أكبر مهمة في تنشئة الأجيال .. لي سؤالان حتى لا أطيل في حديثي سأنطلق من التساؤل الذي تكرر من قبل بعض المشاركين أنه: من يقرأ عندنا هنا هذه الأعمال؟ لكن سنقول إن الكل يتفق على أساس خلفية أن نحن مجتمع الأمية ضاربة فيه على مدى ثلاثة آلاف سنة.. طبعاً أنا قلت لماذا يجب ان نحلل واقعنا لأنه على مدى ثلاثة آلاف سنة هناك أكثر من 95% تفشت فيهم الأمية، وهذا أثر على عملية التركيب الثقافي، فقط في السنوات الأخيرة إذا قسنا منذ أربعين سنة من الثورة والتغيرات فمازالت الإحصائية تقول إنه بحدود 70% من الأمية متفشية، وبالتالي يعني أن هذه البيئة ستكون بطيئة في تعاملها مع مسألة الفكر والكتابة والقراءة، لهذا أنا سأدخل من هذا المدخل، وأشكر د. مرشد أنه كيف نبحث عن الآلية التي تتبنى وتدعم البرامج سواء أكانت ناجحة أو فاشلة إلى التغيير الكبير التي يعتمد على التسويق وحسب قانون الطلب والعرض والحاجة، ولهذا كل شيء الآن يروج كسلعة، حتى العلم يستخدم كسلعة في هذه العملية، لهذا أتمنى أن الأفكار هذه تحفز هذه العملية في التشجيع سواء أكان بشقيه المادي أو المعنوي من أن الجزء الذي هو الطباعة أو النشر للإعلان عن وجود تمويلات للبحوث في نظام العقد، شخص يريد إجراء بحث سيعطي مبلغا بسيطا يكون على أساس منح بسيطة .. الاتفاق على تبني رسائل الدكتوراه والماجستير في الجامعات اليمنية التي تتناول التاريخ أو الاعلام ممكن تساعدهم بحكم أننا عارفون أحياناً أن الطلاب في هذه الرسائل يتكفلون بالكامل على نفقاتهم الخاصة، فبالتالي تبنيكم وتوجيه العناوين، فالمركز لو يتبنى من خلال وجود مسابقات وجوائز سنوية وأيضاً الشراكة الاكاديمية بحكم أن المركز تخصصي وذو علاقات، خصوصاً مع وجود شخصية مثل علي ناصر محمد قادر على أن ينظم أو يذهب إلى دمشق وإلى مصر لإجراء الدراسات، هذا سيحفز على جذب الناس لمثل هذه البرامج .. النقطة الثانية ما جاء من الإخوان عن مشروع الموسوعة، فلمست طالما أنكم أخذتم فكرة تبني قضية القوميين العرب، فيجب توثيق أحداث ثورة 14 أكتوبر بحكم أنها نموذج لانتصار حركة القوميين العرب التي حصلت كأكبر نموذج كان مثل هذه المجموعة التي وصلت إلى السلطة بقوة، لكن ما نلاحظه الآن أن هناك غيابا ملحوظا لمثل هذا التوثيق، أنا أتمنى أن المركز يسهم الآن إذا قارنا مثلاً بتوثيق يوميات، فهناك توثيق ملحوظ ليوميات 26 سبتمبر والكثير من شخصياتها ورجالها استطاعوا أن ينشروا في الفترة الأخيرة، بينما للأسف الشديد يوميات ثورة 14 أكتوبر وما جرى في الساحة في المحافظات الجنوبية يغيب، المؤسف أن عددا كبيرا يموت منهم، وعدد من الوثائق تفقد أو تضيع أو تتلف بسبب عدم وجود وسائل حفظ مركزية، والبعض يحتفظ بها بصورة شخصية في منزله تتلف. فأنا أعتقد إذا تبنى المركز مثل هذه القضية وهذه النظرة - أرجو أن لا يفهم بأنه جانب انفصالي أو ضيق أفق لأن هذا تعامل مع تاريخ ويجب أن يتعامل بموضوعية وتجرد لأنه إذا كان أصحاب الشأن لا يهتمون بأنفسهم فمن سيهتم بالتناول .. وأحب ايضاً أن أوضح لأنه يجرى حديث أحياناً أن الظرف غير مناسب أو أنه يسبب تحسسات في تناول التحليل التاريخي أو السرد أو التوثيق قد يكون هذا نسبته صحيحة، لكن ليس دائماً نأخذ نقاط الاختلاف، وإنما هناك كثير من القضايا للاتفاق في توثيق هذه العمليات، ورصد الأحداث التي مرت في الفترات الماضية، كالسرد لمنظمات ولشخصيات ولمؤسسات، لأنه ستأتي أجيال الآن وكأنه لا يوجد شيء، هذا مهم أن يتم التوثيق له، ومثلما قلت بالقضايا التي سيتم الاتفاق أو محل اختلاف، فعندما نوثق لا بد أن يطرح أكثر من احتمال، على سبيل المثال عندما نتكلم عن تاريخ مثلاً للعمليات العسكرية لا نقول إن هذه العملية نفذها فلان فلان وإنما نقول إنه ادّعت أكثر من منظمة منها كذا وكذا ونترك الباب لمن يدعون أنهم شاركوا مثل حادثة قنبلة المطار أو غيرها يقال كذا، واترك للتاريخ والباحثين والآخرين في المستقبل هم الذين سيتحققون من دقة هذه المعلومة، لأنه في الاخير أنا سأقول إن أهمية التوثيق هذه أن المقولة تقول إن من أطلق على ماضيه رصاصة يطلق المستقبل قذيفة، لأن حجم خسائرها كبيرة، وهذه لها أهمية كبيرة من ناحية التحليل السيكولوجي ما يسمى باعتزاز الذات بان لديك تاريخا ومكانة .. أتمنى من المركز بالإضافة لاهتماماته الكبيرة أن تحظى هذه العملية بحيزها .. وشكراً.

د. هشام محسن السقاف: ابتداءً بهذه الكلمة التي شنف بها مسامعنا الأخ العزيز علي ناصر محمد، قد عطرت هذه الأمسية وخلقت أجواء من البهجة تضاف إلى اعتزازنا بما قدم لنا من معلومات مفيدة حول المركز الذي نتابعه باهتمام شديد، علي ناصر محمد بنفسه حالة فريدة في الخارطة السياسية العربية، وقد تكلم بعض الزملاء، ولكن أجد في نفسي راغبة للحديث بكلمة حق في هذا الرجل، حالة فريدة في عالم السياسة العربي لرجل كان على قمة السلطة ودخل معتركات وطنية عديدة وتبوأ أعلى المراكز، وعندما تذهب السلطة كحكم يطل علي ناصر محمد من خلال هذا المركز، الذي هو بطبيعة الحال بالنسبة لعلي ناصر محمد عبارة عن وسيلة وليس غاية لتحقيق أهداف ثقافية عربية، نحن في تاريخنا العربي الحديث والمعاصر نرى أن السياسي إما أن تكون خاتمته مأساوية وهو على قمة الحكم أو السلطة أو أنه يزاح عن هذه السلطة، ويكتفي هو بالراحة والاسترخاء ومتابعة شأنه الحياتي بعيداً عن الأضواء، علي ناصر محمد يفتح نافذة يطل على العالم وليس اليمن من خلال هذا المركز ليقوم بواجبات قومية في وقت الناس بأمس الحاجة لاستشراف معالم المرحلة، ولذلك أنا اشعر مع كامل تقديري للسنوات العشر السمان حقيقة للمركز، وما قدمه هذا المركز من دراسات تفيد الوطن العربي على محدودية القراء، تفيد المثقف العربي على ندرة ما يقرأ المثقف العربي في هذا الزمان، تفيد الحكومات العربية على ندرة أن نجد نظاماً عربياًَ يستهوي النصح ويستقرئ ما في الأوراق، لكن أشعر أن علي ناصر محمد يثير حركة وثقافة وخبرة سياسية، ويستطيع فعلاً أن يقدم خدمات ربما تفوق أمل المركز، لكن من خلال ما هو متاح من خلال هذا المركز، وأضم صوتي إلى صوت زميلي د. باشراحيل، وهو قد قال ملاحظة أنا دونتها هنا، يعني كل ما قدم يندرج في جانب الكلاسيكيات البحثية أو الدرسات المعتادة في الوطن العربي، وبعد ذلك سوف نبحث كم من الناس في الوطن العربي الكبير قد قرأوا واستفادوا وتفاعلوا مع ما كتب، لكن نستطيع أن نطرق باباً من أهم الأبواب وهو باب المستقبليات، وعلي ناصر محمد بنظراته الثاقبة للاحداث المتسارعة في العالم العربي يدرك أننا مقبلون حقاً على متغيرات لا نستطيع أن نغلق دونها الابواب إن أردنا، ولذلك على المركز أن يلعب دوراً بما هو متاح على الأقل دون أن نغالي في المسائل، لأن علي ناصر محمد ربما يكون أكثر الرجال، يعني المحظورات التي أمامه كثيرة جداً في الحركة، ولذلك ينبغي أن يرى هو سبيلاً من خلال هذا المركز في تقديم بعض الدراسات التي تهتم بالجوانب التي نستطيع فعلاً أن تتنبأ بما هو آت، وقد رأينا بعض الاحداث والمؤشرات في لبنان ومصر، لا أستبعد حتى بلد المركز وهو سوريا. الجانب الآخر وهو عبارة عن بعض الملاحظات البسيطة فيما يتعلق ببعض الفقرات التي وردت في كلام الأخ العزيز الأستاذ عثمان ناصر، فيما يتعلق بأناالوطن العربي وحدة واحدة، وهو من المرتكزات التي ينظر إليها المركز.

هذه مسلمات ينبغي الآن أن نتجاوزها، الوطن العربي وحدة واحدة هذه بمشيئة الخالق وبمشيئة الجغرافيا والتاريخ، ولكننا لم نتقدم خطوة إلى الأمام، بينما الوحدات المتفرقة في أوروبا توحدت، ينبغي هنا التركيز حتى يكون المركز متميزاً عن بعض الكلاسيكيات من المراكز الموجودة في الوطن العربي، ماذا سنقدم أو نؤخر ونحن نرى الوطن العربي مفتتاً ونحن نتكلم على أننا وحدة واحدة، الفكر القومي العربي نفسه ينبغي أيضاً إعادة النظر في كل تركيبته، حتى عندما الموسوعة تقدم لنا حركة القوميين العرب، يجب أن ننظر بصراحة لا نكتب التاريخ هكذا من أجل أن لا نغضب بعض الفئات أو الجماعات أو الاحزاب أو الشخصيات ، التجربة التي مرت بالوطن العربي من بعد الحرب العالمية الثانية أو بعد التقسيم الذي تم على هامش «سايكس بيكو» ينبغي أن تدرس بعناية شديدة جداً، إذا كانت الدولة القومية أو الدولة القطرية العربية خدمت الوطن العربي، علينا أن نقول إنها خدمت، وإذا أوصلتنا هذه المآسي علينا أن نتكلم الآن، وأنا أخالف أحد الزملاء الأعزاء الذين تحدثوا، العيب ليس في الفكر القومي العربي العيب في الحركة التي قادت هذا الفكر، لأن الممارسة كانت في بعض الأحيان شوفينية، ليس لأن الفكر القومي العربي شوفيني، بالعكس يعني القومية العربية في تعريفها الصحيح الآن الذي يجب أن نبحث عنه وأن ننهضه من تحت الرماد، هي التضامن العربي ولا توجد تأويلات كثيرة، ولو تضامنا عربياً خير وبركة أكثر من كذا لا يوجد، أيضاً أن نستشف من معالم مستقبل، الحياة الليبرالية، في كثير من الدول قدمت حلول واقعية في بلدان كانت متخلفة مثل الهند، وليس شرطا أن البلد المتخلف لا يوجد به مثقفون، بالعكس يعني ظهر المتنبي في عصر كانت تنهار فيه الدولة العباسية، وكان الأتراك هم المستبدون وتحولت الدولة العباسية إلى دويلات جعلت هذا الرجل يتقدم بمشروعه القومي من أجل إنقاذ ما يمكن انقاذه، «طاغور» الشاعر العظيم في الهند ظهر في فترة التخلف بالنسبة للهند، هذه بعض الملاحظات وأشكرك وزميلك العزيز وزميلي بطبيعة الحال أستاذي د . مرشد، على هذه الأمسية السعيدة وشكراً.

د. فضل الربيعي: إذا كانت المراكز العلمية في البلدان الأوروبية هي المدخل الحقيقي التي نقلت هذه المجتمعات إلى سلم الرقي الاجتماعي والاقتصادي، فالبعد بيننا وبين تلك المجتمعات المتقدمة هو بعد معرفي، والبعد المعرفي لا بد من حل لهذه الإشكالية عبر المدخل الحقيقي وهو باب المعرفة والعلم، وتشكل المراكز إحىد هذه النقاط المهمة للرقي في مجتمعاتنا إذا أردنا اللحاق .. وأود أن أقول ملاحظة إن ما قاله الأستاذ ناصر عثمان بأن التعاطي مع المعلومة النابعة من مختبر البحث العلمي لم تصل بعد الى ما ينبغي أن تكون عليه، أي بمعنى آخر إن المعلومات العلمية لم تؤدِّ وظيفتها بالشكل المطلوب، فالسؤال كيف يمكن أن نقيس أثر ما ينجزه مركز الدراسات العربي أو مراكز دراسات أخرى .. أثرها في مؤسسات صنع القرار فهل فعلاً كل ما قدمته هذه المراكز من معلومات صنع القرار فعلاً تتطلب الاستفادة منها، المشكلة في الضبط لا أعتقد أنه إذا تم ذلك تكرار الأزمات التي لم يخرج منها مجتمعنا بعد، فما هي المشكلة بالضبط؟ هل المشكلة بيئية أعتقد إذا أقررنا بذلك فإن المدخل الحقيقي هو العمل البحثي الجاد، ذلك العمل الذي يتطلب تحريرا بكل ما تعنيه الكلمة، تحرير مؤسسات التنشئة «التعليم والإعلام». الموضوع الثاني هناك مراكز كثيرة في الوطن العربي أنتجت كما هائلا من الأبحاث سواء تاريخية أو اقتصادية أو اجتماعية وهي في مجملها تقريباً أبحاث عامة، لكن هناك حقيقية مسلم بها أن منطلقات العلم الحديث عندما نتكلم عن العلم الاجتماعي الحديث بأن العلم بين البحث العلمي هو بحث جزئيات المشكلة من ملامسة الواقع، بمعنى آخر دراسات تجريبية ميدانية تتعامل مع المعلومات الرقمية وتحويلها إلى معلومات كمية تسير من الفكرة إلى الفرضيات إلى النظرية إلى القانون، وبالتالي ممكن تشكل هذه الدراسات الجزئية خلفية لدراسات أخرى، أي بمعنى آخر تعتمد عليها اعتمادا كبيرا مؤسسات صنع القرار في الوطن العربي. موضوع آخر يتعلق بالمشروع القومي حتى أن خلفية المركز هي خلفية قومية سواءً بشخص علي ناصر أو ما تضمن مشروع المركز من الدراسات للوضع القومي بصفة عامة، لكن يبدو الحديث عن المشروع .. مشروع قومي بقي محاصرا في دائرة الفرضيات أي بداية التخمين أي اصطدام بمعطيات واقع، الواقع يقول إن هناك أوطانا عربية وليس وطن عربي، فهل من رؤية حديثة لدى المركز في المراجع الاستراتيجية للمشروع القومي النهضوي العربي في ظل رياح التغيير القادمة على المنطقة؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى