رائد فضاء الجزيرة .. عابد محرابها الرياضي

> «الأيام الرياضي» عيدروس عبدالرحمن :

> عندما أبحر ذلك الفتى العدني من شواطئ صيرة صوب الأفق والفضاء الإعلامي، لم يكن يحمل معه غير بوصلة أجداده من صيادي فقم والساحل الذهبي، وتاريخ وحضارة مدينة دأبت على تفريخ الإبداع في صورة أبنائها، واعتادت أن ترمي فلذاتها للآخرين، حتى ينقلوا عنها صورة صادقة عن مدينة تحب لغيرها ما تحبه لنفسها.

فهذا الرائد في فضاء الجزيرة .. والعابد في محرابها الرياضي ومنذ أكثر من ست سنوات مازال يغزل للوطن ألحان الزيدي، والعزاني وأحمد قاسم على تواشيح سواحل دوحة العرب وضفاف قطر.. أرض المطر والبخور والعطر، ولم تقف أنامله عن صياغة أغاني ربى صنعاء وبندر عدن، وصيف الحديدة على طريقة لا تعذبني وإلا سرت وتركت المكلا، راسماً للوطن الكبير مشاتل منوعة من بن يافع وعسل دوعن، وفل وكاذي قطفها خصيصاً من جناين الحسيني.. حتى قال عنه زملاؤه (دلا بنفسك دلا .. ماشي كما العاقل).

والعابد في محراب الرياضة لم يعد ذلك الذي جاءها منذ عدة سنوات .. فاليوم رائد الجزيرة الرياضية، أكبر من الأمس، وأفضل مما كان عليه، فاليوم رائد اليمن (العدني) رئيساً لقسم شبكة المراسلين في قناة الجزيرة الرياضية، أكبر وأفضل قناة رياضية عربية، والمستقبل أمامه، وسلم الجدارة والاستحقاق تحت أقدامه .. لكنه يعشق التأني الذي به السلامة.

ورائد مثل هذا، صنع في (عدن) اليمن، وطوال سنوات تألقه في هذا الفضاء الإعلامي الرياضي الكبير، هذا الفضاء الذي لا يقبل بأنصاف الحلول ولا بأنصاف وأشباه المواهب.. استكثر عليه البعض من أصحاب الأقلام الملونة، كلمة حق وعبارة تشجيع تساعده وتسنده، حتى لا يشعر بغربة الموطن وغرابة مواقف المواطنين، لكنه واصل رسم وحفر سنوات التحدي اللذيذ بألوان أجمل من قوس قزح.

رائد عابد، تثاقل على إعلامنا الرسمي والحكومي منحه كلمة حق، وكالوا قصائد ومعلقات المدح والتدبيج لمن سقطوا في الحساب وفشلوا ليس في الفضاء الخارجي، ولكن حتى في الأثير الخليجي(!!)، لكن العابد الخارج من مساجد عدن، ومدارس صحافة «الأيام» و«التجمع» و«أكتوبر»، ومن تلفزيون عدن، عفواً (توتو) مؤخراً، ومع كل خطوة نجاح فضائي، وتحليق جديد في مدارات رحبة، البعض للأسف لم يسمع عنها حتى .. بعد كل نجاح يبتسم ويقول بتواضع: أنا من اليمن من مدينة اسمها (عدن).

للرائد، وللعابد باقات من التحدي، يزيدك تألقاً كلما زادوا فيك تجاهلاً، وكن كما كنت حاملاً وطنك الكبير الذي ضيقوا مساحته حتى حشروه في سورهم العتيق، ولا تكن ضيق الأفق كما هم ضيّقوا الأنفاس والتنفس .. وكفى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى