> التقى الرئيس الاميركي جورج بوش امس الاحد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية الاحتفالات بالذكرى الستين لانتهاء الحرب العالمية الثانيةالتي اثارت نقاشات حادة بين روسيا والغرب حول الهيمنة السوفياتية على عدد من الدول في الفترة التي اعقبت الحرب.

وقبل ان يتناول العشاء الى مائدة مضيفه في منزله الريفي على مشارف موسكو، اشاد بوش ب"شجاعة وتضحيات" روسيا في هزيمة النازية، وقال انه يتطلع الى الاحتفالات التي ستجري في ذكرى انتهاء الحرب اليوم الاثنين.

وقال بوش امام الصحافيين والى جانبه الرئيس الروسي "ان هذه لحظة سيدرك العالم فيها الشجاعة والتضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الروسي لهزيمة النازية".

وستحضر زوجتا الزعيمين مادبة العشاء التي يقيمها بوتين على شرف ضيفه، طبقا لوسائل الاعلام الروسية التي قالت ان بوتين شكر الرئيس الاميركي لزيارته موسكو لحضور الاحتفالات.

وظهر بوتين على شاشة التلفزيون الروسي الرسمي وهو يقول لبوش "ان هذا يؤكد الدور العظيم الذي لعبته الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وروسيا في هزيمة الفاشية".

وياتي اللقاء غير الرسمي بين الرئيسين بعد نقاشات حادة بين موسكو وبعض العواصم الغربية الاسبوع الماضي بسبب الهيمنة السوفياتية على دول البلطيق وشرق اوروبا بعد هزيمة المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

كما ياتي اللقاء في الوقت الذي يتعرض فيه الزعماء الروس الى سيل من الانتقادات من الغرب حول تطور الديموقراطية في روسيا ووسط تزايد النفوذ الاميركي في دول القوقاز وغيرها من مناطق الاتحاد السوفياتي السابق التي كانت تحظى روسيا فيها بنفوذ قوي.

وفي تصريحات للصحافيين حاولت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اثناء توجهها من هولندا الى روسيا التقليل من التوترات بين روسيا وواشنطن وقالت ان بوش لن "يلقي دروسا" في الديموقراطية على بوتين.

واكدت رايس ان اراء الرئيس الاميركي حول تاريخ الاتحاد السوفياتي لن تكون مصدر توتر خلال العشاء مع نظيره الروسي.

واضافت "اعتقد انه من غير المرجح اطلاقا ان تكون هذه المسالة مصدر توتر في اجتماعات الرئيسين"، في اشارة الى اختلاف ارائهما حول احداث التاريخ.

وقالت "لقد شاهدت (الرئيسين) معا، والعلاقة بينهما ودية وستكون زوجتاهما حاضرتين اثناء العشاء. لقد بذل الرئيس بوتين جهدا كبيرا لدعوة الرئيس الى عشاء خاص".

واضافت ان بوش سيتحدث مع بوتين عن دول البلطيق وعن "ضرورة ان يدرك ان بجواره دولا ديموقراطية مستقلة الان يجب على روسيا ان تسعى الى اقامة علاقات جيدة معها".

واوضحت ان ذلك لا يعد بمثابة "القاء الدروس والعظات على روسيا، بل يعني ان الولايات المتحدة وروسيا تتمتعان بعلاقات عميقة وواسعة نود ان تزداد عمقا واتساعا".

وتابعت "ان مسالة القيم المشتركة والطريقة التي تتقدم بها روسيا ديموقراطيا هي احد القضايا على الاجندة وهي قضية مهمة على الاجندة".

الا ان تصريحات رايس تتناقض مع تصريحات مساعدها لشؤون اوروبا دان فرايد الذي هاجم روسيا في وقت سابق لاخفاقها في الاقرار بالاخطاء التي ارتكبتها في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

وقال فرايد "لقد فرضوا الشيوعية اينما حلوا (...) لدينا اخطاء نحن كذلك، تماما مثل الروس ولكننا نعترف بها".

وكان بوش قارن في كلمة القاها في جمهورية لاتفيا السوفياتية السابقة، بين اتفاق مولوتوف-ربينتروب عام 1939 الذي مهد الطريق لضم دول البلطيق لروسيا، ومؤتمر مالطا الذي حددت خلاله معالم اوروبا بعد الحرب.

وكان قادة بريطانيا والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة حددوا في ذلك الوقت هيمنة مختلف البلدان المنتصرة في الحرب على دول اوروبا عقب هزيمة النازية. وقد اعترف بوش بارتكاب اخطاء في ذلك الوقت.

وقال بوش "عندما تفاوضت الحكومات القوية، تمت التضحية نوعا ما بحرية بعض الدول الصغيرة. ورغم ذلك فان هذه المحاولة بالتضحية بالحرية من اجل الاستقرار خلفت قارة مقسمة وغير مستقرة".

وامس الاول السبت اصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا نفت فيه قطعيا تاكيدات بعض المسؤولين في الاسبوع الماضي بان الغرب لم يعترف اطلاقا بدول البطليق كجزء من الاتحاد السوفياتي.

واشار البيان الى ان الولايات المتحدة كانت من بين العديد من الدول الغربية التي وقعت على اتفاق هلسنكي النهائي عام 1975 الذي اعترف بان الحدود التي رسمت في فترة ما بعد الحرب في اوروبا "ليست حدودا محرمة"، ونقل عن الرئيس الاميركي في ذلك الوقت جيرالد فورد قوله ان واشنطن موافقة على ذلك المبدأ.