أصوات الموتى هل يمكن تسجيلها أم هي وساوس داخلية

> ستوكهولم «الأيام» عن رويترز :

>
هل يمكن سماع أصوات الموتى على أشرطة كاسيت عادية مسجلة في غرفة يخيم عليها السكون. إنه لغز يحتدم الجدل حوله الان,بدأ الامر بعالم الاثار ومخرج الأفلام الوثائقية والفنان السويدي فريدريك يورجنسون عندما شرع قبل سنوات طويلة في بحث رائد حول ما يعرف باسم ظاهرة
الصوت الالكتروني التي تعرف اختصارا باسم (اي.في.بي).

ويقول البعض إن )اي.في.بي( هي طريقة للتواصل مع الارواح . ويعتقد الباحثون أن أصوات الموتى يمكن بالفعل تسجيلها وتشغيلها على شرائط ممغنطة زاعمين انها أحدث طريقة للتواصل مع عالم الارواح. لكن ثمة من يتشكك في الأمر كله ويقول إنها ليست أصوات الموتى بل مجرد موجات راديو.

والان بعد 18 عاما من موت يورجنسون عاد الاهتمام بمشروعه للتواصل مع الارواح بفضل فيلم الرعب "وايت نويز" الذي يتلقى فيه البطل مايكل كيتون رسائل من زوجته المتوفاة.

قالت ليزا بتلر التي تدير موقعا على الانترنت للجمعية الامريكية لظاهرة الاصوات الالكترونية مع زوجها توم من منزلهما في رينو بولاية نيفادا "انضم الينا 60 عضوا جديدا بعد عرض الفيلم."

وفي اليوم التالي لبدء عرض الفيلم وظهور ال بتلر على اسطوانة رقمية دي في دي مع فيلم (وايت نويز) يشرحون فيها كيفية تسجيل ظاهرة الصوت الالكتروني دخل الى الموقع 88 الفا.

ويقول البعض إن الظاهرة تحدث عن تداخل أصوات الارواح مع مجال كهرومغناطيسي.

ويرى آل بتلر أن اِلاصوات تثبت الحياة بعد الموت ويقولون إنهم سجلوا أصوات والد توم ووالدة ليزا وجدتها لوالدها.

وقالت ليزا بتلر "سجلنا أصواتا طوال 15 عاما وأثبتنا لأنفسنا انه من الممكن الوصول الى احبائنا. لقد فعلنا ذلك."

ويقول المؤمنون بهذه النظرية إن التواصل مع الموتى عبر هذه الطريقة ربما يخفف من ألم الفراق. وتقول ليزا إن من بين أعضاء الرابطة البالغ عددهم 400 ثمة اباء يتصل بهم اطفالهم الموتى عبر )اي.في.بي(.

ولا يمكن سماع الاصوات في لحظتها لكن يتاح ذلك بعد إعادة تشغيل الشرائط التي يقول المهتمون إنها تسجل ما لا يمكن للاذن البشرية ادراكه عند وقوعه,وغالبا ما تكون الرسائل حسبما يقولون قصيرة مثل "افتقدكم." أو "أحبك" وعادة ما تكون الأصوات أعلى من مجرد الهمس.

ويقول ال بتلر إنه يمكن لأي شخص تسجيل أو سماع الأصوات لكن ليس أي احد يستطيع اجراء اتصال بالراحلين من افراد العائلة.

وقال توم "دائما هناك على الجانب الاخر من هو مستعد للحديث اليك. لكن الوصول الى محبوب أو شخص بعينه هو أمر يمثل أكثر من تحد."

ويتحدث فيلم (وايت نويز) عن أخطار التواصل مع الموتى ويقول صناع الفيلم إن رسالة واحدة من كل 12 رسالة من الموتى "شديدة الخطورة."

قال توم بتلر "إنه محض خيال علمي."

ويرفض متشككون الأمر كله ويقولون إن (اي.في.بي) هي عرض جانبي لموجات راديو شاردة أو انها نتيجة خيال انساني زائد عن الحد. وحتى في العالم الخفي للمهتمين بالتواصل بين اناس بعيدين عن بعضهم يثير الامر الاستهجان.

قال يواكيم ويسترلوند الذي يعد بحثا في علم التواصل عن بعد بجامعة ستوكهولم "إنها فكرة سخيفة ببساطة. العقل البشري خلق كي يعثر على أنماط ذات معنى حتى عندما لا يكون هناك سوى العشوائية. من ثم فانها ليست مفاجأة أن يعتقد بعض الناس انهم سمعوا شيئا في الصخب."

وفي مواجهة تصريحات من هذا النوع أو اتهامات من الجماعات الدينية بأنهم يعبثون مع الجن أوصى ال بتلر غير المصدقين باختبار الأمر بأنفسهم.

وقالت ليزا بتلر "هذا شيء يمكن لكل فرد أن يقوم به وعندما تسمع الصوت ستتغير حياتك."

وسمع يورجنسون لأول مرة أصواتا غريبة فيما كان يسجل تغريد طائر عام 1959. وبعدما قام بتسجيل السكون عبر الراديو وجد أن أحد الاصوات هو صوت أمه وخلص الى أن مثل هذه الاصوات لابد أنها تأتي من القبور.

وكان هذا العالم الذي توفى عام 1987 عن 84 عاما أجرى حفريات أثرية في بومبي وتحت كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان يتحدث عشر لغات وقد رسم أيضا لوحات لاثنين من الباباوات.

وفي 1999 عثر المؤلف الموسيقي السويدي وخبير الاصوات كارل مايكل فون هاوسوولف على أرشيف يورجنسون المؤلف من الف شريط.

وهو الان يرأس مؤسسة فريدريك يورجنسون التي انتجت اسطوانة بعنوان "أفضل" تسجيلات الارواح بالاضافة الى ترجمة انجليزية لكتاب يورجنسون الصادر عام 1967 بعنوان "أصوات الترددات مع الراحلين."

ومن وقت لاخر تظهر تسجيلات يورجنسون في المناسبات الفنية ويقيم له هاوسوولف بعض المعارض الفنية عن حياته وأعماله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى